لاشك أن الفلم الذي أساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أساء إلى أمة بأسرها وأن ذلك مثل الخبث بل والحقارة كلها حينما أتى على نبض الأمة وطريق هدايتها ومسها في صميم معتقدها ونال من مشاعر ملياري مسلم كلهم محمد رسول الله شرعة ومنهاجاً.غير أن المؤلم والمؤسف أن يتحول المسلم في تعبيره عن غضبه إلى بربري وإلى همجي لا يقتدي بسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.ويذهب الحماس بالمواطن البسيط إلى مستوى الاعتداء على آخرين لا علاقة لهم مطلقاً بالفلم ومنتجه ومخرجه ويذهب بالبعض الحماقة إلى مستوى القتل وهو محرم بكل المقاييس..
ولعل هذا الغضب الذي نهى عنه رسول الله قدم صورة ماحقة عن المسلمين في نظر الأمم الأخرى منها الغرب رغم كل مآخذنا عليه.وكأن ما يريده منتج ومخرج الفلم السيئ الذكر قد تحقق تماماً وبدقة بفعل غباء البعض ودراية البعض الآخر الذين ألهبوا حماس الجماهير وساقوهم للنهب والتدمير والحرق وكانت السفارة الأمريكية هي مكان هذه الفوضى ومرتع لقوى المزايدة والقوى التي تريد جر البلاد إلى فوضى وخلق أزمات وخصومات مع شعوب أخرى باسم الدفاع عن سيد المرسلين وقد نصره الله، لكنه شغل المزايدة لقوى ظلامية تريد النيل من الوطن وتدفع به في ظروف عصيبة كهذه إلى حالات إنفلات أمني وإلى مواقف لا تعبر عن دين ولا أخلاق ولا سياسة قدر ما تشفي غليل أعداء الوطن وهو ما رأيناه في قوى ظلامية كانت حاضرة في تحفيز البسطاء لارتكاب الجريمة عنوة لتبقى التداعيات مفتوحة.ولعل هذا له هدف واضح وهو تعكير أجواء العلاقات بين اليمن وأمريكا، خاصة مع اقتراب موعد زيارة الرئيس عبد ربه منصور هادي للولايات المتحدة الأمريكية وهي زيارة تاريخية في ظل متغيرات وطنية مهمة ربما لا تريدها أطراف أخرى تستهدف الحياة اليمنية وتدفع باتجاه إرتهان الوطن إلى قوى لا تملك من الوطنية غير المزايدة ورفع الشعارات الخادعة. وإذاً لابد من القول :إن محاولة الاعتداء على السفارة الأمريكية واقتحامها وعملية السلب والنهب والفوضى والتدمير ليس سوى خلق سيء وامتداد لمشروع أعداء الأمة وتمكين من يريدون الوطن على تقاطع مع الغرب بما يضر بالمصالح المتبادلة ويؤثر على علاقة بلادنا التي تشهد تحولاً مهماً في تحقيق مستوى عالٍ من الشراكة في البناء طالما أردناه حتى إذا ما أوشك أن يكون رأينا دهاقنة السياسة والمزايدين يتخذون من فلم سيء أنتج في البعيد مجالاً للخوض فيما تهوى أنفسهم.وكم كنا نريد الحمية والمواقف المعبرة عن الغيرة لعرض رسول الله في الاحتجاج بقوة ودونما مهادنة وصمت ضد من ينتهك عرض رسول الله في قنوات شيعية اثني عشرية سُخرت جلها في النيل من عائشة أم المؤمنين ومن صحابة رسول الله رضوان الله عليهم.وهو أولى من الخوض في مزايدة ضد فلم بائس لم يقل معشار ما تقوله قنوات الباطل في طهران.ولأولئك الذين تأخذهم الحمية بغباء شديد والمزايدين وكل من يدعي الفداء بنفسه على عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نقول:ما بالكم لا تجرأون على رفض ما تقدمه قنوات طهرن من إساءة للنبي وزوجه وصحبه ويعمدون إلى إشاعة الفرقة بين المسلمين.؟، لماذا لا نسمع منكم ولو صوتاً خافتاً ضد قنوات تنال من عرض رسول الأمة بالسب والقذف؟.أحلال هذا لطهران وحرام على أمريكا.؟. ومن أولى في رفع احتجاجنا وإدانتنا ورفضنا للنيل من عرض نبينا الفرس وما يقدمونه من أفلام وندوات في اتجاه التشكيك برسالة السماء، أم فلم أمريكي عابر أراد منتجه ومخرجه أن يسوق الأمة إلى هكذا همجية ليعزز قناعات الغرب أن هذه الشعوب تكوينها همجي إرهابي؟ ولعل المؤامرة قد نضجت في الداخل بقوى تريد الموت لأمريكا شعاراً وتدفع بالوطن حتف أنفه في حين لم ما كانت تنادي به إلا على استحياء واشتغلت بأصابع خفية كما تريده طهران..
في هذا السياق نحن ندين بقوة الفلم السيئ الذكر وقنوات الفرس اللاتي تطعن في عرض رسول الله وصحابته صباح مساء. وإذا كان الهجوم على السفارة الأمريكية قد تم وفق رغبة من يرتهنون لطهران، فالأولى لمن لا يعلمون ومن يزايدون أن يطالبوا بطرد السفير الإيراني وإغلاق السفارة احتجاجاً على ما يمارسه الرافضة من أعمال تمس في الصميم الدين الإسلامي. والأولى أن يكف حتى علماء الأمة من المزايدة باسم الدين وهم يتغاضون عن منكر ويصدون آخر نفاقاً وليس بوازع وضمير ديني ولو كانوا كذلك لطالبوا على أقل تقدير بإغلاق القنوات اللاتي تمس عرض رسول الله وتسب الصحابة.وسيبقى المنافقون هم من يتغافلون على الحقيقة ويتجهون نحو استعداء مصالح وطن ولا ينهون منكر النهب والسلب والفيد والحرق والقتل.وهي كلها ليست من الدين ولا من خلق النبي الكريم ولا تمت بصلة لمعتقد السماحة والحب واللين والمودة وديننا الحنيف. فتعساً لأوكار النفاق والمزايدين وكل ذنب لطهران وتعساً ثم تعساً لمكر الماكرين من علوج الفرس وشياطين المروجين للعنف.
محمد اللوزي
كلنا رسول الله شِرعةً ومنهاجاً وتعساً للمزايدين 1972