منذ فبراير 2011 واليمن مازال يعيش مرحله ثورية وستستمر هذه المرحلة إلى فبراير 2014 وفي هذا المقال نحاول التركيز على دور رجال القانون في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ شعبنا وهي بطبيعتها تفرض واجبات إضافية على جميع الكوادر والكفاءات اليمنية.
وما دفعني لكتابة هذا المقال ما لاحظته من نقص في الوعي عند البعض أو افتقار له عند البعض الآخر فينكرون على بعض الكفاءات الوطنية القيام بدورها الوطني رغم تفانيهم في تقديمه مجاناً خدمة منهم لوطنهم الغالي.. كما تأتي هذه المقالة لتحدد النشاط القانوني الذي يجب على رجال القانون القيام به في هذه المرحلة كنشاط استثنائي تتطلبه المرحلة الحالية سواء كانوا من المحامين أو النشطاء القانونين أو أساتذة اكاديمين.
ذلك أن رجال القانون سواء كانوا محامين أو نشطاء حقوقين لديهم الكثير من الوسائل والسبل القانونية التي تمكنهم من تقديم الكثير لخدمة وطنهم الغالي أما بالنسبة لأساتذة الجامعة من رجال القانون فالنصوص القانونية واضحة في تحديد مهامهم القانونية والأكاديمية والتي لا تقتصر على إلقاء المحاضرات بل تمتد وتتسع لنشاطات واسعة في خدمة مجتمعهم وهي أكثر رحابة وسعة في المرحلة الاستثنائية الثورية.
ولعلنا نبرر لهذا الدور الاستثنائي في الوقت الحالي بانعدام الرقابة بأنواعها الإدارية سواء كانت رقابة ذاتية أو رئاسية أو مستقلة أو الرقابة القضائية أو التشريعية ليس لأن الدولة اليمنية في الآونة الأخيرة أوشكت على الانهيار فحسب بل لأن الدولة اليمنية دولة ركيكة في تكوينها ضعيفة في أدائها بعيدة عن العمل المدني في شتى مناحي الحياة وليس فقط الناحية الإدارية تعود في نشأتها إلى وقت قريب سبعينيات القرن الماضي على أكبر تقدير.
ونستطيع ـ من خلال هذه المقالة ـ تحديد بعض صور النشاطات التي من خلالها يمكن لرجال القانون خدمة وطنهم في هذه المرحلة كالآتي:
- إبراز المخالفات القانونية وتصويرها ومعالجتها وتوضيح الحلول القانونية بشأنها.
- إضاءة الطريق للآخرين من خلال توضيح معالمه بأسلوب مبسط واضح وبشكل قانوني وعلمي يساهم في الخروج من المأزق الذي يمر به الوطن.
- المشاركة في تحقيق الرقابة البديلة للرقابة الإدارية بأنواعها الذاتية أو الرئاسية أو المستقلة أو الرقابة القضائية للأعمال التي تقوم بها الإدارة.
- مساعدة الرقابة الشعبية في القيام بدورها من خلال توضيح المخالفات وتحديد الحجج والأسانيد القانونية لكل منها إذا لا يمكن للرأي العام الذي يقوم بدوره الرقابي _ على ماله من أهمية متزايدة خلال هذه المرحلة التاريخية ـ بدون جهد ومساعدة هذه الكفاءات التي يفخر بها الوطن ويحتاجها وقت الأزمات.
د. ضياء العبسي
دور رجال القانون خلال المرحلة الثورية 2380