حادثة اقتحام مجلس النواب بمسلحين، حادثة كبيرة ينبغي أن لا يستهان بها وتكون ضمن حوادث الاقتحام المشهورة(الداخلية/ الدفاع) ولابد من اتخاذ إجراءات رادعة وقوية تجاه من قام بها، ومهما كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم فلابد من إعادة الاعتبار لهيبة الدولة وروح النظام والقانون والتي ظلت
مغيبة منذ عقود، ولدي قناعة أكثر ولعل أناس آخرين يشاطرونني الرأي بأن مجلس النواب لم يعد ذا قيمة وأهمية قصوى، كون المبادرة الخليجية جعلت من شرعية التوافق البديل لشرعية المجلس والأغلبية، ولقد كان خطاب الرئيس واضح حينما قال على الجميع أن ينسى سلطة ومعارضة وأغلبية وأقلية ولتكن اليمن دائرة واحدة، ولدي قناعة أكبر بأن مجلس النواب سيصبح في قادم الأيام بؤرة من بؤر التوتر وتصدير الأزمات وستشكل تلك البؤر والأزمات بقصد أو بدون قصد عراقيل ومشاكل أمام عمل الحكومة وانجاح الانتقال السلمي للسلطة، ولقد أثبتت الأيام الماضية صحة هذا، فلابد من كلمة حق نصارح بها أنفسنا والشعب، إذ لابد من حل البرلمان برمته والاستفادة الممكنة من ميزانية المجلس الضخمة في عون أسر شهداء الثورة أو إعانة نازحي أبين أو توفير الرصيد في البنك بدلا من أهدار المال العام فيما لا نفع فيه، ولكم هو مؤسف ومؤلم أن يتخلى المجلس عن دوره الحقيقي ويبقى ممثلا لصراعات القوى والنفوذ التي تريد أن تبقى عقبة كبرى أمام الولوج في بوابة اليمن الجديد والذي ينشده الشعب منذ أكثر من عام ونصف وتجلت تلك الإرادة في الحادي والعشرين من فبراير الماضي بانتخاب عبده ربه منصور هادي رئيسا شرعيا لليمن الجديد، وما يحز في النفس أكثر أن هذا المجلس بقى الأطول في التاريخ وسيدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأطول وأسوأ مجلس نيابي على الإطلاق, ولو كان هذا المجلس عند مستوى تحمل المسؤولية المناط بها فباعتقادي ما كان لليمن أن تصل إلى ما وصلت إليه، ولكنهم قوم تخلوا عن مسؤولياتهم ووصلنا إلى ما وصلنا إليه، ولابد وأن يقوم الشعب بانتفاضة تزيح عنا كابوس المجلس اللانيابي ويذهب بأعضائه إلى مزبلة التاريخ بعد أن أذهب صالح وعائلته إلى مزبلة التاريخ، وعلي الشعب أن يقول كلمته الفصل في عدم رجوع أي شخص من أعضاء البرلمان مرة أخرى كونهم باقون، وياليت شعري متى يستعيد برلمان الشعب قراره وهيبته ويكون ممثلا للشعب.
محمود الحمزي
متى يستعيد البرلمان هيبنه وتمثيله للشعب؟ 2066