الشعب اليمني تميزه خفة الدم في جميع مواقفه، والمواطن اليمني دائماً صاحب حس ساحر يطلق النكتة على جميع من حوله وفي الظروف المختلفة حتى ولو كانت صعبة وقد ظلت النكتة على مدى التاريخ السلاح السري لليمنيين للتنفيس عن مشاعرهم تجاه الوالي أو الحاكم وللتعبير عن الغضب والاحتجاج بأسلوب الفكاهة والسخرية اللاذعة وخاصة أثناء حكم النظام في المحافظات الجنوبية وفي أثناء حكم من حكم اليمن خلال الفترة الماضية الممتدة من عام1962م وحتى يومنا هذا. من هذه النكت ـ الآتي:ـ
من أن رجلاً كان يسير بجوار السفارة الأمريكية عندما لمح جميع الشوارع المحيطة بالسفارة وقد تم إخلاؤها.. فقال لوالده على الفور: ـ بابا.. أيش هذا يا بابا.. هذا الجدار العازل الأمريكي!!
أيضاً واحد سأل أخر: يعني أيه إنشاء مجلس وطني لحقوق الإنسان؟ قال له: زي إنشاء وزارة للمواني في دولة لا تطل على البحار!!
أيضاً قال واحد لصاحبه: هذه الأسرة نموذج للأسرة العصامية التي بدأت تحقيق ثروتها من الصفر.. فالوالد مثلاً حقق ثروته من ختم الطلبات في الوزارة.. والوالدة حققت ثروتها من الدلالة (بيع الفساتين وغيره للموظفات في الوزارة).. والأبن حقق ثروته من التصويت في مقر قاعة الانتخابات في الوزارة!!
أيضاً هناك نكتة تقول: أشتري الزوج موبايل.. فأراد أن يجعلها مفاجأة فدخل الحمام وأخذ الموبايل معه وأتصل بزوجته وقال لها: ألو يا حبيبتي.. ثواني وأكون معكِ فقالت الزوجة: لا ما تجيش هذا الوقت لأن زوجي في الحمام!
أيضاً تقول إحدى النكت: من إن أحدهم طلب من زميله بالكلية عندما تظهر نتيجة امتحان الثانوية العامة يراها له ويرسل له رسالة على الموبايل بالنتيجة وقال له: إذا رسبت في مادة واحدة قل محمد بيسلم عليك وإذا وجدتني رسبت في مادتين قل: محمدين بيسلمُ عليك.. وعندما شاهد زميله النتيجة وجده راسباً في جميع المواد.. فأرسل له رسالة على الموبايل قال فيها: أمة محمد كلها بتسلم عليك!!..
دعونا نقول إن النكتة هي وسيلة من وسائل التعبير التي لا تستغني عنها الشعوب حيث تنسج كلماتها بقالب ساخر لا يخفف أبداً من حالة نقدية لوضع ما يسود في المجتمع ولكن وعلى الرغم من هذا فليست كل النكت تصدر من دافع النقد، فهناك النكت التي لا هدف لها إلا الإضحاك والسخرية وجلب البهجة والسرور أما مواضيع النكت فهي شاملة حيث لم تترك النكتة باباً إلا وطرقته.. وكان من أكثر النكات تعبيراً عن السخط الشعبي على أمريكا أثناء حكم رئيس أمريكا السابق (جورج بوش الأبن) من تلك النكت التي قيلت:
من أن الرئيس بوش حذر الحجاج في يوم رمي الجمرات بأن الاعتداء على إبليس يعتبر اعتداء على الولايات المتحدة الأمريكية.. هذه النكتة بكل ما تحمله من إيحاءات ودلالات تختصر نظرة الإنسان العربي إلى الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها حليفاً للشيطان ومناصرة للإرهاب الصهيوني ضد أطفال الفلسطينيين وغبية لا تعرف بين الشعارات الدينية والممارسات الإرهابية والشعب العربي مؤمن بفكرة الغباء عند جورج بوش خاصة بعد أن سمع الكثير من القصص التي تتحدث عن ضحالة المعرفة لدى الرئيس الأمريكي السابق، ولذا فقد بدأ يبحث عن نكتة تكون معبرة تماماً عن موقفه كي يسر بها شاشات الهاتف الخلوي عن هذه النكتة التي يتداولها الأمريكيون وشعوب العالم على الإنترنت.. تحكي أن (خمسة) أشخاص كانوا على طائرة مهددة بالانفجار والسقوط ولديهم (أربع) مظلات فقط للقفز (باراشوت) فتقدم أحدهم وهو لاعب سلة شهير في أمريكا وقفز بأول مظلة لأنه بطل قوي رياضي لا يمكن التفريط فيه.. وقفزت بالمظلة الثانية (هيلاري كلينتون) لأنه سيناتور في مجلس الكنجرس ومرشحة حينذاك لرئاسة أمريكا.. وجاء الدور على الرئيس (جورج بوش الأبن) الذي قال أنه رئيس أقوى دولة في العالم وأمريكا تواجه اليوم أعنف أعدائها وتمر بمرحلة حرجة، وبما أنه الشخص الوحيد الذكي القادر على إنقاذها فلا بد أن يقفز بالمظلة الثالثة، وقفز. ولم يبقى في الطائرة إلا البابا يوحنا الثاني وطفلة تلميذة في المدرسة عمرها (10) سنوات فقال البابا خذي المظلة الأخيرة يا إبنتي وأقفزي فأنا رجل عجوز ومريض وسأموت في أية لحظة، لكن الطفلة قالت له وهي تضحك: مازال لدينا مظلتان لي ولك فالرئيس الذكي الذي سينقذ أمريكا أخذ شنطة المدرسة الخاصة بي ظناً منه أنها البارشوت.. وقفز بها... ويبدو أن لعبة الذكاء والغباء بالنسبة للرئيس الأمريكي السابق (بوش) قد استهوت مروجي النكات على الهاتف النقال فهناك نكتة أخرى تسخر من غباء الرئيس الأمريكي السابق بوش وتبعيته الفكرية لرئيس الوزراء البريطاني السابق (توني بلير) الذي يعتقد الشارع العربي أنه هو الذي يتلاعب به بل ويقوده إلى التهلكة تقول النكتة:
أراد بوش أن يعرف سر طول جلوس الملكة اليزابيث الثانية على عرش بريطانيا طوال هذه المدة، فأجابته الملكة لأنني دائماً أختار الناس الأذكياء ليعملوا معي وسوف أريك الدليل فوراً.. وأتصلت الملكة بتوني بلير، وقالت: توني أحب أن أسألك: أبن أمك وأبيك وليس أختك أو أخيك من يكون؟ فرد عليها بلير بشقة: إنه أنا.. راقت الفكرة لبوش وراح يجربها مع إدارته فأتصل (بديك تشيني) وقال: ديك عندي سؤال، فقال تشيني: أسأل سيدي الرئيس: قال بوش: أبن أمك وأبيك وليس أختك أو أخيك أرتبك تشيني، ولم يعرف الإجابة، وقال بتردد: سيدي الرئيس هل تعطيني فرصة للتفكير بالإجابة؟ فأجابه بوش: حسناً خذلك وقت.
ذهب تشيني إلى أعضاء الكونجرس، وسألهم نفس السؤال، ولكن أحداً منهم لم يعرف الإجابة، فقال أحدهم: لماذا لا تسأل كولن باول وكان حينذاك يشغل منصب وزير الخارجية الأمريكية وسألوه: سيد باول أبن أمك وأبيك وليس أختك أو أخيك من يكون؟ قال باول بكل بساطة: إنه أنا أنطلق تشيني فرحاً بالعثور على الإجابة وقال: سيدي الرئيس
أحمد عبدربه علوي
النكتة في المجتمع اليمني وسيلة تعبير عن الكبت الذي يعانيه المواطن 2659