;
حامد ردمان
حامد ردمان

نحو مجتمع واعٍ وصحي!!. 2449

2012-09-06 02:35:17


يقول خوشابا سولا قا: "إن ما يميز الكائن البشري الإنسان عن بقية الكائنات الأخرى في الطبيعة هو امتلاك الإنسان للوعي عن كل ما يعيش معه ويدور حوله من الطبيعة والحياة الاجتماعية دون سواه من الكائنات الأخرى وعد له رأي وموقف تجاه ما يحدث من الظواهر".
 وعليه فإن نطاق الوعي بشكل عام لدى الإنسان اليمني لا يزال في حده الأدنى إن لم نقل في دائرة ضيقة ... ومن ضمن هذه الدائرة ما يمكن أن نصفه بالحالة الوعيية بشيء من السياسة التي أقلقت الكثير منا.. فعندما تلتقي بأخ أو صديق قد تبدأ بالسلام وقد لا تبدأ وذلك بشكل ملحوض لأكثر من عام  نظراً لما مرت به البلاد من ثورة لا تزال مستمرة، حيث تجد ذلك الصديق أو الأخ وقد عرّج لك بسؤال ( كيف الوضع ) بدلاً من أن يسألك عن حالك الذي أنت فيه وكأنه معك في شركة أو مكتب يطلب منك تقييما لذلك الوضع وهذا يعني ببساطة أننا جعلنا من الوضع السياسي الهم الأكبر حتى في مقيلنا الذي يجمعنا نتحدث في السياسة التي لم نفهمها بعد وتتعالى الأصوات والكل أو البعض يبدي رأيه وقلما نجد في ذلك المقيل كلاماً عن الوعي الصحي بالأمراض التي تصيب البعض منا نتيجة ترسب مفاهيم خاطئة عن تلك الأمراض .. وباستثناء حالات نادرة نجد من يتحدث من ذوي الاختصاص من الأطباء عن مرض أصاب الناس وكعادتنا في المقيل نقوم بمحاورته وعندما ينتهي الطبيب من حديثه يسأل من حاوره . هل درست الطب ؟
إنها نظرة قاصرة لها ما يبررها من قبل الطبيب الذي يعلم أن من يحاوره لا يذهب إلى الطبيب إلا عندما تكون الحالة في أشدها يقوم الطبيب بدوره في معالجته كان عليه أن يقي نفسه من الأمراض ما استطاع .  
    في اعتقادي أن هناك أسباباً أدت إلى ضعف الوعي الصحي منها:
- عدم قيام الحكومات السابقة و أخص بالذكر هنا النظام السابق بمسئوليته الدينية والوطنية بتوعية الشعب بمخاطر الأمراض رغم إمكانيتها الهائلة المتمثلة بوزارة الإعلام ووزارة الصحة، بالإضافة إلى تغيب دور منظمات المجتمع المدني التي تنطوي تحت إطار الطب وبإمكانياتها المتاحة وما يجب التذكير به أن هناك غياباً كاملاً لشركات الأدوية اليمنية التي اكتفت بالإعلان لما تنتجه شركاتها إضافة إلى غياب دور رب الأسرة في توعية أفراد أسرته.
وهناك مجموعة من الحلول التي إذا ما طبقت برأينا قد تحقق نوعاً من الوعي الصحي لشريحة كبيرة من أبناء المجتمع اليمني:ـ
ـ يجب على الدولة القيام بالتوعية بالأمراض التي تصيب المجتمع وذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة وعدم الاكتفاء بما تقدمه المنظمات الدولية الغير حكومية بدورات تعرف باسم (التثقيف الصحي) كان هدف من يقوم عليها جني المكاسب المادية  وهذا ما كان حاصلاً في عهد النظام السابق، ما نريد أن نقوله هو أن تدعم الحكومة تلك الدورات بالكفاءات والخبرات وأن تشمل شريحة كبيرة بدل أن تنحصر على عدة أشخاص.
ـ على وزارة الصحة أن تقوم بإعداد الكوادر المؤهلة القادرة على إقامة المحاضرات والندوات وبدعم حكومي في أماكن عامة أو قاعات ثقافية أو صالات رياضية وتكون الدعوة لعامة الناس لا المتخصصين فقط لكي يستفيد الكثيرون.
-   على منظمات المجتمع المدني التي لها صلة بالطب يؤمل منها بالقيام بإعداد بحوث ودراسات طبية تناسب فهم ووعي المجتمع اليمني وتقدمها لوزارة الصحة أو الإعلام لنشرها.
ـ على شركات الأدوية أن تعمل على إقامة مهرجانات توعوية يصاحبه التعريف بما تنتجه تلك الشركات أو أي عمل أخر تراه مناسباً يحس المريض أن شركات الأدوية ليست مادية، حيث أن بعض العوام لو عرفوا أن هناك مسببات للإمراض قد يتجنبوا ذلك وخاصة أن يأتي ذلك من شركات الأدوية المتخصصة في إنتاج أدوية للمرضى.
ـ على رب الأسرة أن يسعى في توعية أفراد أسرته التوعية الصحيحة وترك المفاهيم القديمة التي ورثناها عن آبائنا (الشعوذة والسحر) والاستفادة سواء بقراءة كتاب وغيرها من الوسائل التي تنمي قدرته التوعية وعلية تقع التوعية المباشرة لأفراد أسرته على سبيل المثال أن يدعو الأب احد أبنائه الصغار للسواك قبل النوم نظرا لاهتمام الأطفال بالحلوى التي قد تسبب نتيجة للإهمال الذهاب إلى طبيب الأسنان !
وأخيراً نحن بحاجة ماسة إلى التوعية بالأمراض التي تصيبنا وتكلفنا مبالغ طائلة نحن بحاجة لتلك المبالغ ومن هنا أدعو عبر صحيفتكم "أخبار اليوم" رجال الاختصاص وفرسان الكلمة في الصحافة وخطباء الجوامع بالتعريف بأهمية الوعي الصحي كما أننا ندعو حكومة الوفاق القيام بواجبها تجاه الشعب الذي غلب على أمره بتسخير إمكانياتها المتاحة  لكي يشعر المواطن أن حكومته تبدي اهتماماً بالعنصر البشري الذي هو أساس التنمية والذي ظل زمانا طويلا مهملا في ظل الأنظمة السابقة
فهل نبتعد عن السياسة ما أمكن ونتحدث عن الوعي الصحي أولاً؟!
hamedjh711@hotmail.com
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد