هيكلة الجيش ومؤتمر الحوار الوطني وكتابة دستور جديد يلبى طموحات و تطلعات الشعب اليمنى في بناء دولة ديمقراطية حديثة قائمة على المؤسساتية.. هي القضايا المرحلية الهامة التي يحب على جميع اليمنيين الاهتمام والسعي الجاد إلى تحقيقها وقطع الطريق على كل من يحاول إفشالها أو يسعى إلى عرقلتها. أما الحديث الذي يروج له البعض بأن الثورة قد سرقت وانحرفت عن مسارها وتحولت إلى أزمة سياسية لم يعد يجدي "ولا يأكل عيش على رأى إخواننا المصرين.." فالثورة ليست متاعاً حتى يسرق ,الثورة قيم ومبادئ وأهداف ,الثورة ليست فعلاً لحظياً مرحلي إنما عمل دائما ومستمر لا يتوقف ينطلق ويتحرك كلما شعر أن هناك انحرافاً عن جادة الصواب.. فالثورة في أساسها الأول السعي إلى تغيير المنكر وديننا الحنيف يحثنا على العمل على تغيير المنكر في كل وقت وحين , فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فأن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان..
إن أجمل وأروع ما في ثورات الربيع العربي لاسيما ثورة اليمن إنها فتحت نوافذ الأمل عند الناس وجعلت المواطنين خاصة الشباب منهم ينظرون إلى المستقبل بعين التفاؤل بعد أن كانوا قد وصلوا إلى مرحلة متقدمة من اليأس والإحباط بسب انسداد الأفق السياسي وهيمنة العائلة على أدوات اللعبة السياسية التي كان يستحيل انتزاع السلطة منها..
لقد كان هذا الأمل هو العامل الرئيسي في استمرار الثورة وتجدد وهجها ووصولها إلى ما وصلت إليه...لقد أدرك النظام البائد وعائلته ومن يدور في فلكهم أهمية ذلك فسعوا من خلال الزيف الإعلامي والتضليل ونشر الأكاذيب والإشاعات التي تهدف إلى إصابة اليمنيين لاسيما الثوار منهم بالإحباط واليأس. بالتالي التوقف عن الفعل الثوري، والانطلاق نحو تحقيق كامل أهداف الثورة، فالإحباط مرض عضل إذا تسلل إلى نفس الإنسان، فإنه يصيبه في مقتل ويشل حركته ويحوله إلى شخص سلبي.. هذا ما يريده أعداء الثورة وأعداء الوطن. وعلينا أن نجزم أن الثورة مستمرة و كل يوم تحقق نصراً جديداً...
الخلاصة التي نريد أن نصل إليها في هذه العجالة هي أن نستشعر نحن اليمنيون بمختلف شرائحنا أن بلادنا تمر بمرحلة تاريخية هامة ومفصلية توجب علينا أن نكون عند مستوى المسئولية التاريخية التي تدعونا إلى التكاتف والتعاون وإيثار المصلحة الوطنية العليا على كل المصالح الشخصية والحزبية والمناطقية، فلا مجال اليوم للمكايدات الحزبية والنزعات المناطقية والمذهبية، فالوطن وطن الجميع..فأمنه واستقراره وتقدمه ورفاه هو خير للجميع وخرابه وتدميره وتمزيق وحدته سوف يكون على رؤوس الجميع. وعلى أصحاب المشاريع الصغيرة أن يفهموا الرسالة جيداً وأن يعودوا إلى رشدهم ويتقوا الله بهذا الشعب قبل أن يرميهم إلى مزبلة التاريخ..
تيسير السامعى
الثورة...أمل... 1788