;
الشيخ/ عمار بن ناشر
الشيخ/ عمار بن ناشر

مهلاً يا أصحاب المشاريع الصغيرة! 2339

2012-09-01 01:25:47


ابتليت الشعوب العربية والإسلامية بصراعات سياسية وفكرية مشبوهة في قيادات ومناهج خرجت كثيراً عن حدود الاختلاف المشروع إلى الممنوع وجاوزت في سبيل تحقيق مصالحها الصغيرة ومشاريعها الضيقة حدود العقل والشرع والحكمة والأخلاق والمصلحة الدينية والوطنية للبلاد والعباد، فأضحت تكرس في أدبيات خطابها التحريض والتعبوية ,ثقافة العنف والكراهية والعداوة والبغضاء وتؤجج نار الأحقاد والفتن وتصفية الحسابات وتعميق الأزمة وتهدد المصالح العليا للبلاد في الأمن والاستقرار والحقوق والمعيشة .قيادات تتبنى مناهج لا تنتمي لشريعة الأمة وهويتها وقيمها ومبادئها الإسلامية (وأن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم وأحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فأعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنبوهم وأن كثيراً من الناس لفاسقون أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) وكما لا تحترم الشريعة التي تقوم على أداء الأمانة وإقامة العدل (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) فهي لا تحترم الطريق إلى حفظ الشريعة وفهمها وسيادتها وتحكيمها في واقع الحياة المتمثلة في مرجعيتها الشريعة من العلماء الراسخين (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ولا يستحيون أحياناً من تسخير الدين من وسائل إعلام ومنابرهم في خدمة أطماعهم ومشاريعهم الضيقة من باب: "مكره أخاك لا بطل) مجاراة لضغط الواقع بعد ظهور الصحوة الإسلامية وثوراتها وتراهم لا يعيشون إلا في الظلام والخراب فيدفعون بأعمال الفتنة والفوضى والبلطجة وتجار السلاح والمخدرات وقطع الطرقات والاغتيالات السياسية كون الأمن والاستقرار يعطل مشاريعهم الضيقة حتى سمعنا من يصرح منهم بالاستعداد للتحالف حتى مع الأعداء والشيطان لتحقيق أهدافهم اللئيمة ,فهل يمكن أن يتفهم عاقل إمكانية أن يكون العدو والشيطان جمعية خيرية لنصرة الأديان والأوطان؟ إن الارتهان للأجنبي تبقى في قاموس السياسة: خيانة وعمالة مهما غيرت جلدها وشعاراتها ومارست مع الشعوب الخداع والتضليل، وحتى سمعنا المتأسفين على زمان النظام المخلوع كونه الأقرب لخدمة مشروعه، ويحزن لما جرى في البلاد من بعض تصحيح في الكهرباء والنفط وصفقة الميناء واستقرار إن بقايا الأنظمة إنما هم تجار مخدرات وسلاح وأمراء حروب تنتعش تجارتهم في ظل الحروب الأهلية والانفلات الأمني والمجاعات والأزمات الاقتصادية وتوتر الأمن الداخلي والسلم الاجتماعي وغلاء الأسعار ولذلك فهم يدعمون أعمال العنف والفوضى والبلطجة وبؤر الصراع والنزاع ويؤججون العصبيات المذهبية والطائفية والحزبية السياسية والقبلية والمناطقية.
إن الشعوب في زمن ما بعد الثورات كبرت وازداد مستوى ومنسوب الوعي والثقافة السياسية لديها ولا يمكن أن تصدق أصحاب المشاريع الصغيرة والمصالح الصغيرة بقايا أنظمة فقدوا مصالحهم ونفوذهم مهما تدثرت به من شعارات "إن الأفاعي وأن لانت ملامسها .. عن التقلب في أنيابها العطب".
ومن لا ينطلق من عقيدة الأمة ومبادئها ولا يحترم الحقوق والحريات والكرامة الانسانية لا يمكن ان يصل بوسائل خبيثة الى اهداف كريمة, إنك لا تجني من الشوك العنب، ومن جرب المجرب عقله مخرب.
"وهل يلد الخطي إلا وشيجة.. وينبت إلا في مزارعه البقل"؟
ففاقد الشيء لا يعطيه. وقديماً اشتهر في الحكمة: كيف أعاودك وهذا أثر فأسك في حجري؟ فيما يحكي من قول الحية في المثل المشهور.
وفي الحديث الصحيح: لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين، وفيها إشارة الى أن السذاجة والجهالة وعدم الاعتبار بدروس الواقع والتاريخ تتنافى والإيمان الحق، أنه لا يجوز شرعاً وعقلاً معالجة الخطأ بالخطأ ولا الوصول بوسائل ممنوعة الى غايات مشروعة والغاية لا تبرر الوسيلة ولا يمكن أن نرتهن لأحزاب سياسية غير نظيفة لتحقيق أحلامنا العفيفة!
فالجاهل بالشريعة والمتعاطي للعنف والإقصاء لا يمكن تصديقه في إقامة دولة الحرية والمدنية.
نعم، لا بأس يختلف الفرقاء السياسيون حتى تبح أصواتهم ولكنها كشعوب مسلمة تطالب بإقامة الشرع والعدل والحقوق و الحريات والكرامة ودولة النظام والقانون واجتماع الكلمة ووحدة الهدف لا نسمح مجالاً بالانحراف عن مرجعية الشريعة التي تحفظ هذه الحقوق واحترام علماء الشريعة طريقاً إلى فهمها وسيادتها كما قال تعالى: (فأحكم بينهم بما أنزل الله) فقد قال سبحانه (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) واحترام أهل المهن والتخصص كلاً في مجاله من مقررات قواعد العقل والمنطق.
وإن يد الله على الجماعة لامع التنازع والفرقة (ولا تنازعوا فتفشلوا) ومن مكارم الأخلاق التي حرص الشرع على تحقيقها: منابذة الفرقة والعصبية الجاهلية (دعوها فإنها منتنة).
والحفاظ على المصالح الوطنية في منع أسباب تهديد البلاد في سيادتها واستقلالها.
بل أن المسلم الحق يسعى إلى أكبر من ذلك في تحقيق عملية البناء والتنمية والنهضة الشاملة للأوطان والأمة الإسلامية والتي تبدأ بإصلاح أوضاع الأقاليم والبلدان حتى نحقق عالمية رسالة الإسلام (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وجمع كلمة الأمة وتحقيق قوتها وعزتها: (هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدون).
وأن الأمل والتفاؤل بعد نجاح الثورات وسقوط اقنعة أنظمة الفساد في الله كبير أن نحقق هذه النهضة وتجسيد هذه العالمية.

رئيس رابطة علماء ودعاة عدن

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد