خلال الإجازات العيدية من كل عام تطل علينا أرقام تحمل معاني الموت والإعاقات ، وقد تختلف الأرقام فتقل أو تتضاعف ولكنها في النهاية تحمل معاني الأسى وتولد شلالات من الحزن.
وعلى الرغم من أن الحديث عن هذه المشكلة قد طال حتى ملئ مسامعنا بتحذيرات تحاول أن تأتي على نار المسببات فتخدمها أو تطفئه إن استطاعت لذلك سبيلاً.
إلا أن تلك النار لا زال سعيرها على ما هو عليه وحطبها أرواح المتنقلين بين المدن وأجسادهم .وهذه المشكلة بمأساويتها الواضحة تطل علينا لتنقلنا إلى أسوأ مشكلة نعيش تفاصيلها خلال العام ونجد الذروة منها في مواسم مثل التي عشناها قبل أيام قليلة مضت.
وتتراءى لنا سيئات هذه المشكلة بشكل جلي ونحن ننظر إلى ما تشير إليه إحصائيات منظمة الصحة والتي تؤكد وقوع 2 مليون ومائة ألف حالة وفاة في كل عام في العالم من جراء حوادث الطرق. وأسوأ من هذا الذكر ما أشارت إليه من جانب ثاني إلى إن العدد سوف يرتفع خلال العشرين سنه المقبلة بنسبة 65% ناهيك عن الإصابات التي تحدث كل عام وهي حوالي 50 مليون شخص سنويا.
وإن كانت هذه الأرقام لها تمثيل جلي للأضرار الاقتصادية الاجتماعية التي تصيب البلد ، فإن هناك خسارة أخرى تتجسد في المركبات التي تتلف وخلف إتلافها هذا أرقام تمثل خسارة على الاقتصاد الوطني.
وإن كانت العوامل التي تقود إلى مثل هذه الحوادث كثيرة ومتعددة ومستمدة وضوحها من كثرة طرحها ، إلا هناك إشارة تبلغنا أن هناك العديد من التساؤلات التي تبحث عن السبب عدم وعي البعض للطرح المتواصل لهذه القضية .
وكل هؤلاء التساؤلات تحتاج لوقفات صريحة وتناول جاد ومحاولة فعلية للوصول بحوادث السير إلى نقطة الصفر.
فارس ردمان
حوادث السير ونقطة الصفر 1960