(1)
عندما تعبر عن أحاسيسك ومشاعرك بدقة وترى ما حولك كما هو بدون رتوش، فأنت شاعر وإن لم تُجِدْ موسيقى الشعر أو أوزان التفعيلة.
فإن لم تكن شاعراً فأنت عدم وابحث عن ذات وجودك في إثبات، فهناك من الأشياء العدمية في وجود ومن يملأ الدنيا ويشغل الناس وهو العدم حسا الحاضر وجودا في معنى.
الفطرة ليست مكتملة فيكم أيها الدينيون في لا دين بل هناك بقايا فطرة هنا أو هناك نحاول التقاطها فتحيا بها أنفسنا في أمتع لحظات دنيا الله وهنا نكون في اتصال مباشر ونعيم ممتد إلى بعد الموت...
لو أن الثقافة وصناعها تعضد/عضدت عبد ربه على ما بدا منه في خطابه الأخير المرتجل والموفق مع الحكومة بلهجة صادقة لتغلبنا على القوى التقليدية المتخلفة طائفية ومشائخية ومناطقية و... إلخ.. لصالح بناء الدولة وحلم كل اليمنيين...
أيها النخب لا تحرثوا في البحر في صدقكم أو تسبحوا في الوحل في غياب/موت ضمائركم فلن يرحمكم الشعب أحياء أو التاريخ أمواتا فلعبكم أو عملكم على المكشوف ولكنه التغابي عنكم لا الغباء إن كنتم واهمين.
(2)
أصبح التدين بحماس فرائغي (عن فراغ علمي ولا فقه) متجراً يدر أعلى الدخول ويكسب صاحبه الوجاهة الاجتماعية التي هي نوع من السلطة المزيفة للوعي.
في ظل انحطاط الوعي الديني والاجتماعي والسياسي العام وغياب النباهة في الفراسة للصدق من الكذب أو الشخصي مما هو خالص لله.
فالمتعارف عليه تاريخياً أن العلم قرين الفقر والعوز وشظف العيش وعكس ما نرى اليوم.
لابد من رفع سقف الوعي حتى لا تصير (بعض وليس كل) الشخصيات الدينية المتكسبة من الدين قبوات تزار عبر المصارف والتحويلات والهدايا تقربا إلى الله وهي بأفكارها عبئا على الدين والوطن والوضع الاجتماعي والسياسي والوعي الديني في مساره الصحيح والمقصدي...
(3)
الإصلاح ليسوا ملائكة لكن الحوثي أكبر من إبليس ...
القرآن أعطى مجالاً للعقل وندّى بين الحق وإبليس...
ووفق التطور الدرويني أيهما يقرب من إنسان أو هو إنسان؟ ومن ما زال قردا الحوثي أم الإصلاح؟
مع عدم اقتناعي بالمقابلة إلا من باب الحقب وإبليس...
الإصلاح حزب سياسي يعمل وفق أطر قانونية للوصول إلى السلطة ويسعى مع كافة القوى الوطنية لتسوية قواعد اللعبة وصدقية الصندوق الانتخابي بما ترغب به إرادة الشعب غير مكرهة لا رغبا ولا رهبا.
بينما الحوثي أسرة تحلم بالاستيلاء على الحكم كحق إلهي اصطفيت به من دون اليمنيين أو الناس على حين غفلة من الشعب بقوة السلاح مستغلة ظروف الوطن و وهدة الشعب في سِنَةٍ أو نوم .
لماذا تجف الأقلام وتطوى الصحف وتخرس الألسن تجاه الحوثي والسيطرة على صعدة من دون الدولة والتمدد منها والتحرك إلى هنا وهناك في فحولة يقابلها فاشحشة أو اغتصاب؟
ومن اسم كل منها-الإصلاح،الحوثي-يتجلى الأمر بوضوح..
لتكن قذارة بدون رصاص وسلاح وبالأدوات السياسية الديمقراطية من أحزاب في أطر قانونية ...
شنآن ـ إن صح ـ الإصلاح لا يسلبنا العدل وفق القواعد المنظورة علميا وواقعيا في احترام للعقل وإنصات للضمير ..
القدح المتعمد ضد الإصلاح أنه سعودي وهابي أمريكي دون أن تفطن قيادته وقواعده لهذا التثبيت في الذهنية اليمنية الخربة والفارغة ليس لإنكار علاقة سياسية في إطار وطني وما يخدم أهداف وطنية كتكتيك مرحلي استدعاه/يستدعيه ظرف الوطن الوجيع، ليس سهلا ما تنفثه آلات الكيد السياسي الحاقدة لأجندات شخصية بحتة ترى من الظرف فرصتها في تحقيق أعلى الأرباح في أقل كلفة مادية ووقتية يجب على الإصلاح الدفع بخطر الحوثي إلى الشعب والدولة كخصم للشرعية الدستورية والشعب بدلاً من الاستجابة لدواعي الصراع وتحقيق رغبات سياسية لأطراف تكيد كيداً، فلا توجد للحوثي أي خصومة مع الإصلاح إلا كونه الحجرة الكبيرة التي تتعثر أمامها مطامعه وأهداف الحوثي الخبيثة.
أبارك في الإصلاح التطور السياسي والذي كان من نتائجه ثمرة اللقاء المشترك وهو ما كان الحامل الأقوى وربما الوحيد لجناح الثورة السياسي وأكبر مكوناته هو التجمع اليمني للإصلاح ...
الإصلاح يعاني من أصوات شاذة من داخله في صمت حَمِل كما يعاني منها نقاد صادقين خارجه بصوتهم الأعلى ...
أنتم يا صادقي اللسان عن خمومية قلوبكم الوطنية الطاهرة أعينوا (الإصلاح السياسي) في مساره الوطني والكتلة الوطنية لا تكن آذانكم إلا أذن خير لا قمع إفك وبهتان تدلقه الألسن وتزلقه الأبصار ..
أتمنى أن يكون هناك حامل أقوى أو يوازي الإصلاح في متانته التنظيمية وعرض قاعدته الجماهيرية حتى تُسرع العجلة ويخف الحمل على الإصلاح وتخرس الألسن المغرضة وتقوى شوكة الكتلة المدنية ومسار بناء الدولة، كما يجب أن يكون هناك تثقيف عام يستهدف الشباب على وجه الخصوص في الاتجاه نحو الأحزاب والتأوطر فيها وبخاصة الاشتراكي اليمني في عمق فكره الاقتصادي، فهو المكمل لعجز الإصلاح ومجابهة التخلف القبلي فمديونية القبيلة للإصلاح تجعله غير قادر أن يقف في وجه مطامعها الأقل ما يمكن القول عنها إنها تتناقض كلية مع كيان الدولة بل نقيضة لها بمنتهى معنى العبارة...
(4)
ليس هناك أسوأ من القبيلة إلا الحوثي
القبيلة ليس بأعرافها الجميلة لكنها القبيلة الصخرة أمام التحول الثقافي إلى المؤسسة والإنسان ...
القبيلة كانت تتطور بما يخدم سير العدل والفرز للأجمل حِلْمَا وشجاعة وكرماً وفصاحة وحكمة وتمكينه زعامة القبيلة، لا كما هي اليوم في الأغبى والأوقح والأسفه وكل ما لا يعرف إلا مصالحه الشخصية ولو اقتضى الأمر التضحية بكل ما تملك القبيلة وتبليدها لتكون طَيّعة لتنفيذ أوامره وما يخدم تخمة شبحه كخشب مسندة هم العدو وما يجب أن نحذرهم...
القبيلة نجَّسَتها السياسة فإما أن تَحِلَّ نفسها وتدخل السياسة وتصير ضمن مكونات الأحزاب القائمة في إطارها الواسع والجغرافيا اليمنية أو تبقى قبيلة بفطرتها وطهارتها غير مقتربة من السياسة حتى لا تكون أداة قذرة في يد الساسة وتستخدم مخزونها من الغباء التبعي في إفساد السياسة فوق نجس السياسة وقذارتها.
لماذا من يسمّون أنفسهم بالعلماء لا يديرون حواراً فيما بينهم ويحجروا الاختلاف عن التوسع إلى فتنة ويصفوا التدين اليمني مما علق به إيرانياً خمينياً أو سعوديا وهابيا ولنعد حتى إلى شافعيتنا الممتزجة بالصوفية وقبوريتها والزيدية وما فيها ـ طبعا دون الحق الإلهي ـ خير لنا من الفتنة التي يجرنا إليها المُسْتَورد؟!.
وإلا فأي فعل سياسي غير مؤدلج عبر قناة قانونية يكون مقبولاً وإن أتى من إبليس ؟؟؟
هناك وسط يتذوقه الجميع هذا الوسط لم ينغلق على ثقافة بذاتها دون الإطلاع على أخرى ولذا أنتج مقبولاً بين "شكسين" وهو السَّلَم هلّا اتجهتم إلى السَّلَم وكل يقرأ منطلق الآخر...؟؟
من هذا الوسط الدكتور المفكر عبد الوهاب المسيري ـ رحمه الله ـ والكاتب فهمي هويدي..
نحتاج لمسيري في اليمن يؤلف الموسوعة الحوثية
الحوثية هي يهودية الإسلام ليس في عموم الطقوس ولكن في نظريتهم الاستعلائية من دون اليمنيين والناس..
الدولة المدنية لها دعامتان:الأولى/ ما يحفظ كيان الدولة وسيادتها الجغرافية وأمنها الداخلي لأفراد الشعب وتكافؤ الفرص أمام كافة أبناء الشعب وثانيا/ قضاء عادل فوق الجميع...
بقية الأمور تأتى من حراك ثقافي ومؤسسات ومنظمات مجتمعية محترمة في ذاتها حتى يحق لها أن تكون باحثة عن حقوق الآخرين ومصالحهم أو داعية لثقافة مدنية أو مطالبة بمسارات تسعى نحو ما يسمى مدنية (ففاقد الشيء لا يعطيه).
هناك عدم تحقق للمدنية في ذات وسلوك من يطالب بها فمتى كانت تلك المدنية المظلومة من دعاتها محققة/متحققة في ذات وسلوك من يحاول إدعاء رعايتها أو تحققها، فإن جمالها وبهاء صورتها من خلالهم ستأتي بالشعب باحثاً عنها ويفرضها عبر مؤسسات الدولة ويُمكّن منظريها من سلطة ممارستها ...
(5)
(لن يمروا):
لقد شعر الجبناء أن كل ما أقرته اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني يوم الاثنين 27/08/2012م كله لياسين ولهذا استحق بنظرهم ما رموا إليه واستهدافه بالقتل.. نضطر أن نلعنهم وإن هي أقصى درجة تذمر مشبعة لكنها لا تقابل فعلهم أو أي جرم يقترفوه وننتظر غضب الله عليهم إن لم يمسهم طائف بأيدينا.
أن نبقى بلهاء تجاه مثل هذا يعني أننا نقتل ياسين ومثله من القامات الوطنية نحن لا هم ...
نحن من سيضع حداً لكل هذا الهُزاء عندما نكون فعل لا هرطقات فلنقل ما يجب أن نفعل أو لنصمت مكرسفين آذاننا من سماع دوي الرصاصة التي تقتلنا.
طاهر حمود
البلاهة هي من تقتلنا حسياً ومعنوياً 1911