فجع ـ أهالي محافظة حجة عموماً ومديرية كحلان عفار خصوصاً خلال اليومين الأخيرين من شهر رمضان المبارك ـ من انهيارات جبلية على منازل المواطنين في سوق عفار، نتج عنه وفاة أسرة كاملة في اليوم الأول مكونة من ثمانية أشخاص، وفي اليوم الثاني أسرة أخرى، ولا تزال إحدى كبار السن تحت الإنقاض.. فيما لا يزال التهديد قائماً لأكثر من ثلاثين منزلاً.
جميل أن تبادر قيادة المحافظة إلى النزول الميداني، وتقديم معونة مالية للأسرة الأولى، ولا ندري ماذا قدمت للثانية، المهم في الأمر هو تعاطف العامة مع هذه الأسر المنكوبة، ولكن هذا التعاطف لا يكفي في ظل غياب اللازم تجاه الكوارث أياً كان نوعها، وذلك من قبل الكل في السلطة والمؤسسات العسكرية والأمنية والأجهزة التنفيذية والخدمية وغيرها، بالإضافية إلى المواطن في عموم مديريات المحافظة.
هناك مجلس في كل محافظة ومديرية يسمى مجلس الدفاع الوطني في المحافظة أو المديرية.. رئيس المجلس هو المحافظ، ويقيم في إطار فرع الأجهزة الأمنية والعسكرية الواقعة في إطار المحافظة، بالإضافة إلى الأجهزة ذات العلاقة كالصحة والصناعة والتموين والمواصلات والكهرباء والمياه والأشغال والإعلام المرئي والمسموع والمقروء والمجتمع المدني وغيرها، هذه الجهات تكون في اجتماع دائم لمواجهة الطوارئ وتسهيل عمليات الإسعاف والإنقاذ وتقديم الخدمات اللازمة، بالإضافة إلى مشاركة المواطنين، يشكلون جميعاً خلية نحل واحدة كل يعمل وفقاً وللإختصاص.. ناهيك عن انعكاس ذلك على بقية المديريات الأخرى، للوقوف والإسهام تجاه ما يحدث في مديرية كحلان عفار هذا المجلس له ميزانية أو حسابات لمواجهة الطوارئ "الكوارث الطبيعية" أمطار ـ زلازل ـ براكين ـ سيول ـ حرائق. الخ.
إلا أن ما يؤسف له أن أبناء مدينة كحلان هم من يواجهون الكارثة في ظل انعدام دور الدفاع الوطني في المحافظة والمديريات، فماذا قدمت الجهات بالمحافظة والمديريات والمواطنون فيها؟ طبعاً الإجابة لا شيء، ماذا قدمت الأجهزة العسكرية والأمنية التي من المفترض أن ينقلب أدائها حال الطوارئ أو الكوارث لتحول دورها إلى دور خدمي من الإمداد وتأمين الممتلكات في المناطق المنكوبة وغير ذلك، ناهيك عن دور بقية الأجهزة، كما يحتم علينا العمل جميعاً بما يأمرنا ديننا الحنيف، كما جاء في الحديث الشريف بما معناه "المؤمن للمؤمن كالبنان أو كالبنيان يشد بعضه بعضاً"، وفي حديث آخر "إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر".
الكارثة حلت في كحلان ولا تزال الأخطار تهدد البقية من السكان بين عشية وضحاها. أصبح الأهالي يعيشون الكابوس المرعب لحظة بلحظة ما يدعو للشفقة والاهتمام، كما لم يصل إليهم أحد من الأمراء وفاعلوا لم يصل إليهم أي من الأمراء وفاعلي الخير كي يقوم بإعمار مدينة سكنية آمنة لهم الحاجة والضرورة تدعو إلى تظافر كل الجهود والبدء في الوقوف أمام منكوبي كحلان عفار مع استمرارية الأداء والجهود في المحافظة والمديريات لمواجهة الكوارث في أي منطقة من مناطق المحافظة مستقبلاً..
والله الموفق..
محمد ثابت هواش
كارثة كحلان عفار 2402