" الحديدة: واقع مرير " هذا لسان حال أبنائها وأحرارها ومن قدر لهم العيش فيها ,,
فهل تكمن مشكلة تدهور الأوضاع الخدمية والإدارية والأمنية في الجهاز الإداري أم في فشل خطط التنمية وعدم استيفائها لشروط النجاح أم في جهل أبنائها وضعف وعيهم المجتمعي أم المشكلة في تسلط المتنفذين وضعف مواجهتهم.
*دلائل وجود المشكلات واستفحالها ومن أهمها :
1ـ المؤسسات الحكومية (انتشار الرشوة بشكل رهيب , استخدام الوظائف ومقراتها كمكاتب عمل خاصة , سوء معاملة المواطنين, المماطلة في إنجاز الأعمال, ضعف الانضباط بأوقات الدوام)، وان كانت هذه الظواهر موجودة في بقية المحافظات إلا أنها في محافظة الحديدة أشد وقوعاً وأكثر وضوحاً.
2ـ انعكس الوضع السابق ـ طبعاً ـ على المؤسسات الخدمية ذات الأهمية البالغة مثل الكهرباء والصرف الصحي وكون المحافظة ذات مناخ حار فقد زاد الأمر سوءاً وبلاء مع حرارة الجو وانطفاء الكهرباء وفساد المؤسسات وانتشار مخلفات الصرف الصحي في كثير من الحارات وتوالي إضرابات عمال النظافة،
3ـ مؤشر خطير يلحظه الكثير من المتابعين وهو إهمال آثار وتراث المناطق التاريخية في المحافظة مثل مدينة زبيد وغيرها,, في حين أن المناطق الأثرية والتراثية في المحافظات الأخرى تحظى بعناية فائقة ومتابعة دائمة وهنا سؤال لماذا هذا الإهمال لهذه المناطق؟!
4ـ الأمية الواضحة والظاهرة لكثير من أبنائها، خاصة في الريف ويأتي نتيجة طبيعية لإهمال المدارس من قبل وزارة التربية والتعليم في تلك المناطق من حيث ضعف الرقابة أو انعدامها أو من حيث عدم العناية بإعادة بناء المدارس وترميمها وعدم توفير وسائل المواصلات أو مناهج التعليم بشكل كافي,, وهذا يفسر ضعف الوعي المجتمعي العام في المحافظة وانعدام ثقافة انتزاع الحقوق.
* حلول مقترحة :
1ـ الجهاز الإداري في المحافظة يتحمل بلا شك جزءً كبيراً ومسئولية ضخمة للنهوض بالمحافظة وإعادة الاعتبار لسكانها وهو مطالب بوضع الخطط التنموية ومتابعة تنفيذها، والحزم في معاقبة المقصرين أو المرتشين أو الذين يوغلون في الأموال العامة نهباً وإسرافاً,, وهذا الجهاز لأهميته ينبغي أن يكون العاملون فيه على مستوى المسئولية ويتمتعون بصفات القيادة وحسن الإدارة المعروفة عند من يتقدم لتولي مثل هذه المناصب,, فان لم يكونوا أهلاً لها فعلى أبناء المحافظة وما جاورها عزلهم والمطالبة بإقالتهم ومحاسبتهم وهذا واجب الإعلامي والعامي والمثقف وكل من أتاه الله قدرة على التغيير أو وسيلة للتعبير.
2ـ يقول الكواكبي: "الأمّة التي لا يشعر كلها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحريّة" وأقصد من نقلي هذا القول بأن المسئولية تقع بشكل خاص على عموم أبناء الحديدة، فمتى ما أرادوا التغيير فهو سهل المنال إن أرادوا وعليهم أن يعلموا يقينا أن ما هم فيه هو الاستبداد بعينه والاستخفاف في أقبح صورة، فعليهم أن يسعوا لنيل كرامتهم بالوسائل الشرعية والسلمية وما عليهم إلا أن يقرروا متى وأين وكيف يبدأون العمل لنيل حقوقهم.
3ـ من أهم الوسائل تشكيل مجلس رقابة شعبية يقوم الأداء الحكومي في المحافظة ويطالب بحقوق أبنائها ويعمل على إزالة وقلع المفسدين منها شريطة أن يضم علماء ثقة ومختصين وأكاديميين يتصفون بروح التفاني والإخلاص، كما ينبغي أن يضم هذا المجلس تجاراً وأصحاب أموال يأخذون على عاتقهم دعم برامج ومشاريع وأنشطة هذا المجلس مع التنبيه لأهمية أن يكون مستقلاً لا منتمياً لإحدى القوى السياسية أو القبلية لضمان انحيازه الكامل لأبناء المحافظة,,,,,,
هذه لفتة يسيرة نشارك فيها أبناء محافظتنا همومهم ونبوح لهم ببعض مشاكلهم ولعل ما كتبناه يتصفحه مسئولوهم فيراجعون أنفسهم ويسعون في إصلاح بلدهم ويتركون آثاراً يشهد لهم من جاء بعدهم بحسن صنيعهم ولعل الله " أن يكتب آثارهم " ...
حمير مثنى الحوري
الحديدة المشكلة والحل!! 2360