غداً سيرتقي وطني
هكذا قال سيدي
الذي أخذ فينا يهدي
والكل يرتقب ماذا سينطق؟
فقد مل الشعب صمته
وما يخفي في جوفه
قال في الجمع
في ذلك العيد الوطني
إننا اليوم نحو العلى نسمو
وأننا سنخطوا..ونخطوا..ونخطوا
وما دمت فيكم حاكما
فأبشروا بالرخاء والنعيم
وابشروا الخبر المقيم
فبالأمس كنتم
حفاة..عراة
وكنتم تجترون الآه..تلو الآه
واليوم أنظروا
تجلسون بين الأسياد
وتدهسون بالأقدام العباد
وتأكلون من خيرات البلاد
أخذ كوب ماء وقربه لفاه
وقبل أن يرتشفه
وتلمسه شفتاه
صاح من بين الجمع
رجلاً هزيل
قائلا أتصدقون قول الطغاة
واتبع قوله
كفاكم كذباً
وخافوا الله
التفت الكل نحوه
يتسألون ما خطبه؟
أما سيدي
فقد تجمد الكوب في يده
ولم يتوقع أن يعترض أحدا على قوله
أردف المسكين
لبثت فينا سنين
وحرمتنا من النعيم
وأدخلتنا الجحيم
يعتصرنا الجوع
تمزقنا الحاجة
تأوينا الشوارع
وتلتحفنا السماء
نبحث في القمامات بقايا ما تأكلون
ونمد أيدينا لمن لا يرحمون
ونبيع أعراضنا لمن يشترون
ولدي الأكبر قتله اليأس
وبنتي الصغرى أبتلعها الجوع
وزوجتي تملكها المرض
ولست أنا وحدي
فالوطن يعج بأمثالي
فبالله ماذا تهذي؟
هؤلاء
حاشيتك ..والمقربون
ومن لك يطبلون ويزمرون
هؤلاء
من ينهبون
من يسرقون
من يدمرون
من لك يلمعون
من يكذبون
فهل تعي ما تقول أيها المجنون؟
بالله قل لي
كم مرة زرتني؟
لترى غربتي في وطني
وترى عذابي في بلدي
وترى ما يعاني أهلي وصحبي
احمر وجه سيدي
وتبسم خائفاً
أنت لست من بني وطني
فلا جائع بيننا
ولا عار عندنا
فهل أنت من بقايا العصر الحجري
قال المسكين ساخراً
أيعقل أنك نسيتني
أنا من أمرت بقتلي
في العام الماضي
لأنك لم ترغب في قولي
وأخذني جندك وقاموا ببتر قدمي
وحاولوا قطع لساني
ثم إلى الوادي رموني
واليوم أنت لا زلت تهذي
أفق فالشعب لم يعد غبي
ولكل شيء بات يعي
وان لم تأمر بقتلي
فلن يدم عرشك للعام الآتي
وسيقتلعك أمثالي
وبأمثالك لم نعد نبالي
فهد علي البرشاء
الوالي والمسكين 2077