في إحدى البيانات قال الحوثيون: "لقد شب الجميع عن الطوق وانطلقوا يحملون ـ المصحف في يد والبندقية في الأخرى ـ في مسيرة ـ قرآنية جهادية ـ تأبى الظلم، ترفض الاستكانة حتى تشرق "شمس الحرية".وتستعاد الكرامة المسحوقة!!
والحق أن هذه المسيرة ـ القتالية ـ للحركة الحوثية التي شبت عن الطوق ـ كما يقولون ـ تحمل البندقية في يد وتحمل في الأخرى ـ بازوكا ـ فنحن لا نرى في أيديهم المصاحف ولا في خطابهم القرآن وإنما نرى البنادق ومختلف أنواع الأسلحة، ونرى الدماء والدمار والخراب والقتل والقتال، ومهما حاولوا تحسين صورتهم تزين أعمالهم، فإن الله يفضحهم ويكشف حقيقتهم، ذلك أن الحوثيين قوم لا يجيدون غير القتل والهدم والاعتداء والعدوان, وسفك الدماء واسبتاحة الأموال وهدم الديار، وهم يسيرون وفق طريقة ومنهج عبدالله بن حمزة الذي قال: "إن البغي بمعصية أمام الحق يحل سفك الدماء واستباحة المال وهدم الديار على مذهبنا ومذهب آبائنا من أهل البيت عليهم السلام!!
إنها الثقافة الأبليسية.. ثقافة أنا خير منه، التي تحدث عنها الأستاذ/ محمد اليدومي ـ في مقابلته مع قناة سهيل ـ فهذا طرف منغلق على نفسه يعيش في وهم، لم يعلم بالحقائق الموجودة، اليوم في الساحة اليمنية، أنها الثقافة الأبليسية والطبقية والعنصرية والسلالية كما قال اليدومي والذي أكد على أن هذه القضية لا تعالج بالدماء وإنما بالفكرة، فالفكرة لا تقلتها إلا فكرة أسمى منها، وفي حال أصبحت هذه الفكرة الشيطانية والثقافة الأبليسية تفسد في الأرض وتقتل وتهدم وتسفك الدماء وتستخدم القوة وترفع السلاح، فكيف يكون التعامل معها؟.
لم تعد المسألة فكرة خاطئة وثقافة باطلة وإنما مجاميع من المجرمين والقتلة، كما يفعلون هذه الأيام في بعض مناطق حجة، وكما فعلوا قبل فترة في منطقة دماج، وكما فعلون ويفعلون في مناطق صعدة والجوف وحرف سفيان.. وفي كل منطقة يعرونها ويحتلونها بالبنادق لا بالمصاحف وبقوة السلاح لا قوة الحق.. إنهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد.
عبد الفتاح البتول
خيوط الظلام لا تنام 2249