في يوم العيد قضينا صلاة العيد وتبادلنا التهاني مع الأهل والأصدقاء كلها حب وإخاء، لم أكن أعرف أن هذا العيد مختلف سيرحل فيه الأبرار والرجال الأخيار، لم أكن أدري أن شراً سيقلب حالنا ويحول فرحتنا إلى حزن، عدت إلى منزلي واقتربت من المحمول لمعايدة أصدقائي في الفيس بوك، حاولت اختيار صورة معبرة، فجأة يرن جوالي كالعادة، ظننت أنها معاودة لكن الوضع كان مختلفاً.. قمت بالرد عليه، باشرني بالحديث وفاة 7أشخاص وجرح12آخرين بإطلاق رصاص على المصلين وانقطعت المكالمة، لا أعرف أين ومن الذين قضوا نحبهم، تأكدت فاتضح لي أن الذين غادروا الحياة هم من منطقة الشرنمة بمديرية قعطبه من عائلتي وهم الشيخ/ أحمد ناصر المنصوب ـ عضو المجلس المحلي ـ والعقيد/ عبده محمد المنصوب وآخرون وهم أعز الأشخاص بالنسبة لي فيهم من الشجاعة والكرم والقيم والأخلاق الكثير،عمّ الحزن بداخلي، وتحول العيد من ابتسامه إلى دموع، وبدلاً من التهاني كل عام وأنت بخير استبدلت بعظم الله أجركم.
كان قدري أن أختار صورة وخلفية محزنة كان يوماً سعيداً ثم تغير إلى يوم حزين بامتياز بدأت التذكر وتجميع الصور في مخيلتي، وبها تزداد الأحزان وتنهمر الدموع أكثر، ما السبب، لماذا هذا؟ عندما تواصلت لاشيء سوى شهية أو مؤامرة للقتل بطريقة جبانة وساقطة من المجرم ومن ساعده على ذلك، وأخفى حديثاً فيه تهديد واضح قبل ارتكاب جريمته بحق أبرياء وهم واقفون ومنتظرون أمام الله لاستلام جوائزهم عقب عيد الفطر، رحمهم الله ـ خاتمه أرادها الخالق لهم وهم بين يديه.
هكذا فعل المجرم وتحصن بمنزله ليقضي على آخرين، ويفر ويغادر المنزل، لكن إرادة الله تلاحقه فقد لقي حتفه على يد نجل أحد الشهداء هو قصي عبده محمد المنصوب، الذي تمكن بشجاعة من قتله فيما هو أصيب، جحت مصادر أن إصابته من مكان آخر.
فيما رجال الأمن لم يؤدوا دورهم سوى بالتفرج من بعيد ومن قام بملاحقته ومحاصرته هم أسر الضحايا الذين لقوا حتفهم، إنني أشعر بحزن يغمرني كما عم الحزن أبناء المنطقة بهذه الفاجعة الذي أقدم عليها سفاح بلا رحمة وإيمان وقيم لأبرياء وهم يؤدون صلاة العيد، حزني كبير وعيدي تحول إلى مأتم على اغتيال واستشهاد من شجعوني وكان لهم أثر في كبير في متابعتي والتواصل معي إننا جميعا نفقد أعز الرجال وأشجعهم، نفقد أنبل الرجال وأكرمهم، الحزن سيبقى مخيماً على أسرتي وعائلتي العزيزة والمنطقة أيضاً، فبأي ذنب امتدت يد القتل والأجرام إلى هؤلاء الطيبين، أي جرم هذا بأن يستهدفوا في يوم عيدهم، أقول.. مصابي وحزني كبير، لكنهم سيبقون أحياء في قلبي يحدثني عنهم كل حين، سأتذكر مآثرهم، حديثهم وتواصلهم معي، رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته والشفاء لجميع الجرحى.
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
صالح المنصوب
عيدنا الحزين برحيل الأبرار 2002