لولا الجهل ما وصلنا إلى حالة الاحتقان الشديدة بين أقطاب عدة متصارعة ومتنازعة، قد يكون الجهل مخيماً فوق عقول انخرطت في التعليم حتى وصلت مراحل متقدمة، فليس شرطاً أن يكون الجهل الذي نعنيه هنا بأمية التعلم بل الجهل بحجم الأزمات وعواقبها وكيفية التعامل معها .
فقط بالعلم الحقيقي وبالعلم فقط نعمل على استئصال الخرافات ونبذ التقاليد البالية القائمة على التعصب العرقي والديني والطائفي، بالعلم نبني دولتنا المدنية ونحميها من أي عملية تدمير كأحد أسباب الجهل التعصب الأعمى لطرف معين وعدم تفهم الواقع أو عدم القدرة على تمييز الحقائق من الزيف المطعم بسحر الخديعة .
الجهل أوصلنا إلى الإيمان بالمشعوذين والذهاب إليهم، آملين الخير وكلنا ثقة بقدرتهم على جلب الخير وإبعاد الشر وإشفاء عاقر .
الجهل يصنع منا جلاميد أسيرة للخرافات وتقبل ما يؤتى إلينا دون أدنى مقاومة، لنؤمن بأن بعض الحيوانات تبكي وفاة البشر ونتطير بالطيور ونتفاءل بأمور ونتشاءم من أمور لنسير أمورنا طبقاً لها.
لا أحد يستطيع إغفال عمليات التجهيل في مؤسسات البلد التعليمية خدمة للنظام الديكتاتوري الذي جثم لثلاثة عقود على العقول محاصراً إياها في دائرة الجهل كي لا تصدر أي عمليات مواجهة ضده
أمام تطلعاتنا لبناء الدولة المدنية يجب أن نتحول جمعاً لأدوات أبناء وأن ننقذ الأجيال القادمة والعمل على تخليصها من دائرة الجهل المركب ، فعزاءنا بهم، ما لم فلنا ولأحفاد أحفادنا التهنئة باتساع دائرة الجهل .
* غصة وطن :
الجهل راودنا مراراً
أحتل فينا لبنا
من ينقذ الحكمة في ربوع عقولنا؟
أجيال قد مرت هنا
بالجهل أروت دربها
ومضت بضعف تستكين
ماذا بقى يا سادتي؟
هل نملك الحزم الأكيد لنصرة الجيل الجديد !
هل نلتفت حقاً لصغارنا !
ونصنع الغد الجميل.
هل نستجب يا سادتي هل نستجب !
أحمد حمود الأثوري
جهل .. وخرافة .. ومتشعوذ 2165