وداعاً رمضان: رمضان, أيها الضيف تمهل كيف ترحل؟!والحنايا مثقلات.. والمطايا تترجل؟!
كيف ترحل؟! هل عُتِقْنا؟! أم بقينا في المعاصي نتكبّل؟! أيّها الشهر تمهّل.. خذ فؤادي حيث سرت.. فحنيني يتنقّل ! أيّ فوزٍ غيرُ فوزك؟! والأماني حين نُقبَل ..
سيقول البعض أن الكلام عن رمضان لم يعد ذا أهميه بعد رحيله وأقول : من قال هذا هو لا يعرف قدر رمضان ولا ماذا يعني رمضان ولما علم الصحابة الكرام قدر وفضل ومنزلة وأهمية رمضان كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان وستة أشهر ان يتقبل منهم رمضان و كم أعجبني رد من هنأته بالعيد فقال قولي عظم الله أجرك قلت في ماذا؟ قال في وداع رمضان آواه يا رمضان, يا حبيب القلوب تتفطر القلوب حزناً وتدمع العيون دماً لفراقك..
ولكن عزاءنا الوحيد هو أننا نعلم أن الله تعالى موجود في رمضان وفي غير رمضان وأبواب خيره وجوده ورحمته ومغفرته مفتوحة لا يغلقها في وجوه الطالبين والراغبين أبداً
لماذا ست من شوال؟
قال صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر"...
وقد فسّر ذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله: " من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة" : (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها). " وفي رواية : " جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تمام السنة
ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أن سن لعباده صيام ست أيام من شوال, ليجبر بها كسر القلوب الحزينة على فراق رمضان, و حتى يكون الفراق على مراحل وبتدرج فتخف المصيبة، وليجبر بها صوم الفريضة في رمضان إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثّر سلبا في صيامه ويوم القيامة يُؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض، وليقول لعبده أن الحلاوة التي تجدها في رمضان والسكينة والطمأنينة هي من أثار الطاعات التي تؤديها في رمضان، وإذا أردت أن تحيا في ذلك النعيم فما عليك إلا المداومة على الطاعات،و بصيام الست من شوال يتميز من يعشق طاعة ربه ويؤديها بحب ممن يؤديها بثقل وكراهية..
و صيام الست من شوال علامة من علامات القبول, فمن علامات قبول الطاعة أن يوفق العبد لطاعة بعدها، وإن من علامات قبول الحسنة: فعل الحسنة بعدها، فإن الحسنة تقول: أختي أختي، وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى وفضله؛ أنه يكرم عبده إذا فعل حسنة، وأخلص فيها لله أنه يفتح له باباً إلى حسنة أخرى؛ ليزيده منه قرباً. قال تعالى: (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى{5} وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى{6} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى{7} وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى{8} وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى{9} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى{10})4-10 الليل
ومن علامات القبول أيضاً :
عدم الرجوع إلى الذنب بعد الطاعة، الوجل من عدم قبول العمل، التوفيق إلى أعمال صالحة بعدها،
استصغار العمل وعدم العجب والغرور به.
دعاء :
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
أحلام القبيلي
لماذا الست من شوال؟؟؟ 2479