الإصلاح حزب سياسي يؤمن بقواعد اللعبة السياسية، له رصيده التراكمي في العمل السياسي والنضوج وأحد صناع الثورة وخطها السلمي..
ولأنه ليس لنا أي مقومات مؤسسية وثقافية حامية للمطالب الشعبية والثورة فإن الأمر بدون وجود قوة سياسية وأحزاب وكتلة سياسية تمثلت باللقاء المشترك سيكون الأمر مختلفاً تماماً (تخيلوا) الثورة تقودها جماعة الحوثي إلى أين سيكون المصير بين يدي قوتين من التخلف الفوضى صالح والمراهقة الحوثية .
لاآت الحوثية اللا نهائية بأفواهها وهي من تقبض بيد وتبسط على الأرض تحصد ثمار الثورة والرفض شعارها الدائم، رفضت كل التسويات وتقطف ثمارها.. وزراء ولجان تنظيمية وتنفيذية وفي ذات الوقت هي في حضن صالح.
الحوثي جماعة إرهابية تحمل السلاح خارجة عن سلطة الدولة تبسط نفوذها على مساحة جغرافية (صعدة) من الوطن بكل وقاحة دون أن يدين دعاة المدنية والتقدميين الحاملين على الإصلاح بكل أنواع السهام ولا ينبسون ببنت شفة تجاه الحوثي الذي لا يلتقي مع المدنية وسيادة القانون والعدالة والحرية والمساواة ولو في الأحلام.
الحوثي لا زال مسخاً غير محدد المعالم لم يتشكل وفق العقل والمنطق والمسارات الديمقراطية والقالب السياسي والآليات الحضارية للتنافس الشريف بل معتقده أن السلطة ملك لأبيه عن جده فهو السيد رجلاً والشريفة امرأة وغيره المسود كحق إلهي (لعنوا بما قالوا)..
تعمل كل قوى التخلف والصالحية مجتمعة على بيئة رديئة تسندها كتلة عريضة من الغباء الشعبي تسلقها أصوات الكذب فتخمد بين يديها وتشكلها عجينة ترمي به من تشاء أو تلعكها بين الأشداق.
ليس أمام القوة الوطنية الصادقة إلا أن تتماسك وتتلاحم بكل مقوماتها وما تملك وتعمل بدأب وصبر وفق أسس القانون الطبيعية وما يحقق انتصار الحق بالعمق المطلوب والتغيير الحقيقي نحو الأفضل..
على الإصلاح أن يكبر على الصُغْر المراد له أن يقع فيه كنظير للحوثية ويشق طريقه السياسي ويبني أفراده على النضج الفكري والسياسي والوسْعَة الثقافية والروح الوطنية، أن يشغل الإصلاح مساحة دماغه الكلية الحوثي فهذا لا يعني إلا اللا رشد والغباء السياسي بل الحماقة بكل تضاريسها.
الأخذ بيد الشعب ونخبه من أجل إرساء ووجود الدولة بحقيقتها الفاعلة هي المهمة الأولى، فالدولة إن قامت بمعناها الحقيقي ستعمل على تجفيف كل المستنقعات لتموت قوى التخلف (الأوبئة) بأنواعها ومسمياتها وكل ما ينفع الوطن والمواطن هو ما سيبقى ويمكث في الأرض وأما الزبد فهو الجُفاء..
لا أرى التوجه الأيديولوجي لمواجهة الخطر الفكري للحوثية بل إن ذلك ما يعمق الشرخ رأسياً في بنية المجتمع..
إنه واجب النخب السياسية والأكاديمية والعلمية والثقافية والبناء في منظومة القيم المدنية وسلطة القانون وكل ذلك يعمل على تبخر أو تلاشي هذه الظاهرة التي تنشط في مستنقع عدم الاستقرار السياسي وتصدع أركانه..
بمناسبة قدسيتهم اليوم ومسيرة حاشدة كنت في نقاش مع أحد الإخوة الذي يبدو أنه منهم أو موالٍ لهم ظهر لي أن هناك ترسيخ التقابل بين الحوثية والإصلاح وأن الحوثية عميلة لإيران والإصلاح عميل لأمريكا وأياً أفضل إيران أم أمريكا؟
قلت له هناك فرق بين العمالة على أساس المصالح وفي الإطار السياسي كن عميلاً لمن شئت لكن ليس على حساب هويتك الوطنية والدينية فهل أصبح مثلاً دين الإصلاح هو دين أو مذهب أمريكا إن صح أن الإصلاح عميل لأمريكا دينك ما تعتقد أنه طريقك إلى الجنة ونحو الله على أساس صحيح وعلمي، ألم يصل نوري المالكي الإيراني إلى السلطة في العراق على ظهر الدبابة الأمريكية؟ وأين تفترقان أمريكا وإيران لماذا لا تكون عداوة شكلية وهي كذلك ومن خلف الأستار العلاقات الحميمة والهدف ثروات الجزيرة والخليج.
بحسب زعمهم أن السفير الأميركي هو من يحكم اليمن، إذن هو من شكل اللجنة التنفيذية للحوار فلماذا يعطيكم نصيب الأسد منها وعدد الخمسة أعضاء بينما المتهم بالعمالة للأمريكان (الإصلاح) لم يعط إلا ممثلاً واحداً أليس دليل واضحاً على العلاقة من أمريكا؟
جماعة الحوثي لم تدخل ضمن التصنيف الأمريكي كجماعة إرهابية وهي من ترفع شعار: (الموت لأمريكا الموت... ) وعندما سئل السفير الأمريكي عن الحوثي والجماعة وشعاراتها أجاب: إنه لا تهمه الشعارات ولكنهم يقفون عند الأفعال...
(شتنتهي) كل مشاكلنا إذا تركنا التاريخ جانباً أو اتفقنا حول رواياته وفق أسس علمية تكون مرجعنا جميعاً...
مثلا أنا أقرأ السيرة من وجهة نظر سنية وأحاكم الشعية بموجب سردياتها بينما الشيعة لهم سيرة للنبي لا تتفق مع ما قرأت وينظر إليّ هو كما أنظر إليه أنا (لذا أنا أبحث عن سيرة للرسول من وجهة نظر زيدية).
لكن القنطرة التي يمر بها الحديث ورواة الحديث عند أهل السنة ومحدثيهم لا نظير لها عند الشيعة بينما التاريخ لم يلق الغربلة التي يمر بها الحديث الشريف لذا كثير من علماء التاريخ والمهتمين به تجدهم يدعون إلى غربلة التاريخ ومروياته وفق ما حصل للحديث النبوي ومنهم الدكتور عماد الدين خليل والأستاذ عبد الملك الشيباني (للأسف هذا الرجل مجهول يمنيا) وكذلك الدكتور يوسف القرضاوي الذي له كتاب بعنوان: تاريخنا المفترى عليه..
أرى بوستات هَاجِمةٌ على الإيرانيين لكونهم إيرانيين أعداء للإسلام لأنه رفع العربي ... الإسلام لم يرفع العربي إلا إذا كان مسلما حقا وإلا فهو أبو لهب بان عم الرسول، الإسلام رفع كل من دان به بحق فـ"سلمان منا آل البيت" هكذا قالها صلى الله عليه وسلم... يجب أن يرتفع الوعي الشعبي ليدرك خطرين: خطر التخلف الحوثي وخطر القاعدة ... لا أهاجهم الحوثي أو أحذر منه من منظور مذهبي والذي لم يعد أو لا يعني له المذهب شيء فهو قراطيس يبديه ويخفي منه الكثير، بل لدي من الاستعداد أن أقبل طريقهم الطُقُوسِي نحو الله ما اطمئنيت إليه عقلا ومنهجية لكني ضد أن الله اصطفاه أن يكون سيدا وأنا دونه العبد. أما القاعدة فأرى من الغباء العام ما يفطر القلب..
المئات والعشرات تحصدهم هذه الفكرة الإجرامية ولا إحساس عام أو انتفاضة شعبية للوقوف أمام حقيقة هذه القَعْوَدة ...
محاربة هذا الفكرة يأتي من نبذ اجتماعي ووعي عام لكل من يمت لهذه الفكرة بصلة وتجفيف منابع ومحاضن نشوئها وتكثيف الوعي عبر كل الوسائل المتاحة الرسمية والأهلية بل معاقبة أولياء الأمور والضغط عليهم ليعود كل فار أو منتسب لهذه الفكرة إلى رشده والصواب.
القاعدة شر مستطير كانت صالحيه أو أمريكية أو قاعدة حقيقية فهي كل يوم في توسع في استباحة الدماء لقد أصبحت تقتل مسلمين صافي بدون أن يكون هناك هدف كفري وراء من تقتل بزعمهم قاتلهم الله وعليهم اللعنة إن كان ذلك إسلام محمد بن عبد الله.
وحتى ندرك مدى الذعر والهلع الذي أصاب المجتمع من مسمى القاعدة أن التسوق في السوبرات لم يعد بذلك الزحام المعتاد في الأعياد السابقة تخوفا من أفعالهم والتفجيرات...
هذا التوسع إن لم تقف قوى المجتمع والمجتمع بأكمله في وجهه فإن القتل سيصل إلى المساجد ومحاريب الصلاة تقربا إلى الله ...
اقتراح:
الثورة لا زالت متأججة في صدور كل اليمنيين وهذا ما عكسته جموع الثوار في ستين العاصمة صنعاء...
منحازة إلى الخيار الوطني لا العنصري الأسري البغيض.. لا أدري كم كان الجمع الحوثي بجوار الإيراني... جوار الإيراني ليس عفويا ولكن له دلالة تفسرها قانونية الكون... كفاهم عارا أن يُسَمَّوا بالحوثية وانتسابهم لأسرة لا اليمن الوطن...
جَمْعُ اليوم كان عفويا لا يدفعه أي تزوير أو زور ..
لم يكن التناقص المخيف للجَمْعِ في جُمَعِ الثورة خلال الفترة السابقة إلا عدم معالجة أسباب العزوف وحضور صلاة الجمعة في الستين ..
ولأن الوقت وارتباط اليمنيين بظاهرة التخزين والقات فإن تأخر خطبة الجمعة إلى تقريبا الواحد بعد الظهر يجعل من خيار المجيء للصلاة صعب
يبدو أن التخزينة والقات ـ الشجرة الملعونة في كتاب الثورة ـ ضمن فريق الثورة المضادة وتناقص الجَمْع في جُمَعِ الثورة فجمع اليوم حتى الآن يبرهن هذا التفسير .....
لذا اقترح أن تبدأ خطبة الجُمَعة للجمع القادمة من الثانية عشرة تماما والانتهاء 12:45 ونلاحظ هل يتغير العدد إلى الزيادة أم لا فإن لم يتغير لماذا لا تكون 11.45قبل الظهر و بحسب علمي أن العلامة القاضي العمراني يجيز بدء الخطبة قبل وقت صلاة الظهر.
طاهر حمود
الصراع الأيديولوجي يمزق المجتمعات 2116