كبار السن هم من عمل في مجال الزراعة والصناعة والتجارة، ومنهم من اغترب عن هذا الوطن، منهم من عمل في القطاع العام والقطاع الخاص، ومنهم من تغنى بهذا الوطن، أيضاً منهم من دافع عن ثورة سبتمبر وأكتوبر، ومنهم من دافع عن صنعاء في حصار السبعين، ومنهم من دافع عن وحدة هذا الوطن.
كبار السن كانوا يأملون أن يجدوا حياة أفضل مما كانوا عليها، حياة يسودها الأمن والاستقرار والسلام، حياة يسودها التعاون والمحبة والرخاء، حياة تسودها قيم الصدق والأمانة والإخلاص، وقيم الانتماء لهذا الوطن، كانوا يأملون بحياة خالية من القتل والعنف والإرهاب، حياة خالية من الحروب المستمرة وخالية من الصراعات المناطقية، والطائفية، والصراعات القبلية، وكانوا يأملون بوطن قوي بجيشه، وعقيدته، قوياً بروابطه الأسرية والاجتماعية والثقافية، وطن تسوده العدالة والاجتماعية، والمساواة العيش المشترك، فبعد مسيرتهم الطويلة، مسيرة البناء والنضال، والعمل والعطاء والدفاع عن هذا الوطن، كانوا يأملون بحياة تعطيهم الإحساس بما عملوه من أجل هذا الوطن، لم يجدوا ما كان متوقعاً ومأمولاً أن يجدوه وجدوا قيادات حاكمة متسلطة، أنانية مستبدة، تحب السلطة والمال أكثر من حبها لهذا الوطن، وجدوا وطن مليء بالفساد والفاسدين وطن تسوده فيه ثقافة الوساطة والمحسوبية والوجاهة، والرشوة ووجدوا وطناً تنهب أراضيه،وتنتهك سيادته، وتباع ثرواته بأبخس الأثمان دون مراعاة حقوق الأجيال القادمة.
هؤلاء المسنون شعروا بصدمة أفقدتهم الأمل، فقدوا ثقتهم بأنفسهم، وبالمحيطين، وبقيادة هذا الوطن.
المسنون هم أكثر الناس عرضة للإصابة بالأمراض الجسمية الخطيرة، والأمراض النفسية والعقلية، منهم من يصاب بأمراض الصدر، والقلب، وضغط الدم والسكر وغيرها من الأمراض، لذلك فهم غير قادرين على دفع نفقات العلاج بالرغم من أن منهم من خدم هذا الوطن في القطاع العام لأكثر من أربعين عاماً، في اليمن لا يوجد علاج مجاني، ولا توجد الرعاية النفسية والاجتماعية.
في الأخير أؤكد للقيادات والنخبة السياسية الحاكمة، أنه سوف يأتي اليوم الذي ستجدون أنفسكم متقاعدين بجانب إخوانكم وأبائكم المسنين، وستذكرون كم هي الحاجة للرعاية النفسية والاجتماعية والصحية، وكم المسنين بحاجة ماسة للأمن والاستقرار والهدوء، وبحاجتهم الماسة للهواء النقي الخالي من روائح البارود، هم بحاجة ماسة للحدائق والاستراحات لتكون متنفسات لهم لتخفيف معاناتهم والآلمهم، ويعتبر هذا أبسط حق لهم.
منصور عون
أين حقوق المسنين 2146