;
د. محمد عبدالله الحاوري
د. محمد عبدالله الحاوري

بكل جيد جئت يا عيد 2278

2012-08-19 01:20:27


عيد جاء في عهد جديد ليمن جديد، برئيس جديد، يمن ينظر للمستقبل، المستقبل الذي تجسده فرحة الأطفال، وتواصل الأهل والأرحام، وبهجة الأولاد والبنات، وزغاريد الفرح والابتهاج في كل ساحة وميدان وحي وحارة وقرية وشبر في أرض اليمن الحبيب، وهو ما يجعل اليمن أسرة واحدة وهي تستعد للحوار الوطني الكبير، وتنهض نحو تحقيق المصالحة الوطنية وإقرار قانون العدالة الانتقالية، لنتفيأ ظلال يمن الحب والإخاء، يمن يرتفع فيه علم اليمن لا صورة الفرد، وتوضع على البطاقة الانتخابية خريطة اليمن.
عيد مضمخ بالحب والود والكاذي متزين بعقود الفل محمل بعبق المودة وبظهور قيمة حب اليمن والولاء لله تعالى ثم لليمن، هذا الحب وهذا الولاء دفع بملايين اليمنيين أن يقيموا باحتفال العيد في ساحات التغيير وميادين الحرية في كل الوطن، في لوحة فنية لا مثيل لها في العالم، ولا نظير لها بين شعوب الدنيا، معلنة بذلك أن اليمن يستحق أن ينال التغيير، وأن الآتي أفضل، وأن الثورة اليمنية السلمية المباركة تؤتي أكلها ما دام حراسها من الأحرار والحرائر يقدمون الفرحة بالوطن على الفرحة بين الأهل والأولاد، هذا هو الحب اليمن، الذي ترسخ واقعا حيا في نفوس اليمنيين بفضل الثورة السلمية المباركة.
عيد يطل علينا جديدا لا يظهر فيه المستبد عيد بلا كذب ولا شتيمة لليمنيين، عيد يتمثل بزمن اليمن زمن الشعب زمن الجماهير، لا زمن الفرد المستبد، زمن الجموع اليمنية المحتشدة في الساحات، هناك فئتان في اليمن لم تفرح بالعيد بين أهلها في القرى والحارات بل فرحت به في مواقع النضال، الفئة الأولى: أبطال القوات المسلحة والأمن في مواقع الشرف والفداء فلهم التهنيئة القلبية الصادقة بالعيد والاحترام لكل وطني غيور منهم ولاؤه لله ثم لليمن، والفئة الثانية: ثوار الساحات وثائراتها أحرار اليمن وحرائرها الذين يحتفلون بالعيد في ميادين الثورة السلمية وساحاتها حتى تستكمل أهدافها، وتفي للشهداء والجرحى بكل تعهداتها، في موقف بطولي لا نظير له في العالم، مما يحقق الحكمة الكبيرة القائلة: مسكين يا معاند بحر، فاليمنيون لا يملون، الحكمة اليمنية لا تعرف التوقف في منتصف الطريق، فلهؤلاء الثوار والثائرات ولشعبنا العظيم أصدق التهاني بعيد الفطر المبارك بعد صيام طال ثلاثا وثلاثين عاما.
عيد موشح برؤية للحوار تضم كل اليمنيين، فهو عيد يطل على سبتبمر شهر الثورة الأم، يعيد للثورة اليمنية الكبيرة أمجادها، ويعلن للعالم أن اليمن ماضية بحمد لله تعالى إلى بر الأمان، وأن اليمنيين يبنون بالحوار وطنا يسع الجميع، بعد أن ضاق بالفرد عائلته، لا مكان فيه للبندقية بل لصوت العقل، لا يلعلع فيه صوت الرصاص، بل يجلجل فيه صوت العقل، لقد عدت يا سبتمبر إلى حضن الشعب، وتجلى فعل الشباب في الساحات والميادين عن صورتك البهية يوم أطلت على الدنيا صورة اليمن الجديد بزوال حكم الطغيان، حيث فبراير 1948 إلى فبراير 2011م فداء لليمن وتضحيات كبيرة للوطن، ها هو عيد الفطر يأتي بحلاوة الدعوة للحوار الوطني التي تضم فيه اليمن كل أبنائها إلى صدرها كما تفعل كل الأمهات بأبنائهن يوم العيد.
عيد مفعم بالأمل في كل نفس، يرى اليمن في صورة بهية يمن السلام والمحبة والإخاء ونبذ العنف ورفض تجار الحروب، فهذا وطن من اخترعوا المصافحة، وهذه بلاد من قدموا للعالم ثورة السلام في بلد يوجد في كل بيت أكثر من قطعة سلاح، هذه الأرض الطيبة لا تقبل إلا الطيب، ولا تنبت إلا الطيب، فعيدها اليوم مضمخ برائحة المسك التي فاحت من شهداء الثورة اليمنية عبر مراحلها المتعددة.
عيد الفطر المبارك هذا العام له مذاقه المميز وطلته البهية وطلعته الجميلة وإشراقته المميزة بسير الرئيس المنتخب فخامة المشير عبد ربه منصور هادي بخطوات جيدة نحو توحيد الجيش، فاليمن اليوم تمارس أكبر عملية التئام وتوحد في تاريخها المعاصر، وهو التئام المؤسسة العسكرية لإيجاد جيش مهني محترف، جيش يكون كل كتيبة فيه من كل شبر في اليمن، فلا يتكرر خطأ الجيش العائلي، ولا الجيش المناطقي، بل جيش يمثل الشخصية اليمنية بامتداد الأرض اليمنية التي تضم كل فئات الشعب اليمني وكل مكوناته.
عيد بخطوات اليمن لاستعادة الدولة، ومؤسساتها لحضن الشعب، فالجيش جيش الشعب، والمساجد لله، والمال مال الله وهبه لهذا الشعب، ولكل يمني فيه حق ونصيب، فالدولة ليست شخصا واحدا يتم اختزال الشعب كله في شخصه، ولكن اليمن تاريخ وحضارة وأرض وإنسان، ودولة ومجتمع متحضر، وأمة أذهلت العالم بسلمية ثورتها، وصبر ثوارها.
عيد بالاتحام الشعب مع القيادة المنتخبة لاستكمال ثورة الشباب، فعيدنا يكتمل باستكمال أهداف الثورة يوم يتحقق العدل في اليمن الحبيب، فالعيد فرحة وابتهاج باستكمال ركن الصيام الذي هو نصف الصبر، والصبر نصف الإيمان، والصوم علمنا كيف نكون جميعا جسدا واحدا يفطر بأذان واحد، ويمسك بأذان واحد، يوم عيده واحد كيوم بدء صيامه واحد بامتداد الأرض اليمنية المباركة.
عيد جاء بتجاوز صعاب الزمن المظلم، من خلال كل جهود الصادقين في الحكومة، والمخلصين في كل مرافق الجهاز الإداري بشقيه العسكري والمدني، فاليمن اليوم عيد؛ اليمن اليوم تحظى بعيد تجاوزت فيه صورة الصنم الفرد بعد ثلاث وثلاثين سنة من الحرمان، اليمن اليوم شابة بشبابها وشاباتها في الميادين والساحات ترفع صوتها بالتكبير، التكبير لله وحده: الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد