(1)
على الكتلة الثورية الصادقة أن تكون أكثر تماسكا ولحمة وإستراتيجية في خطوها وإن كان وئيداً ..لا أظن، بل أعتقد جازماً أننا لن نمر بدون مواجهة عسكرية بين الصدق الوطني من كل الأطياف والمشاريع الصغيرة الأسرية والشخصية حتى تصفو الحياة لبناً خالصاً سائغاً للشاربين.
هل تعلمون أن ثورة 62م ظلت الممانعة ومحاولة الإمامة العودة إلى السلطة حتى عام 70 وحصار السبعين وتدخل الجيش المصري في شبه الحسم لصالح الجمهورية، لكن الحل السياسي كان حاضراً وهو ما أبقى للإماميين القضاء وكل توابعه، القضاء الذي حتى اليوم إمامياً.
وكل من فيه بنسبة 100% من أدعياء آل البيت وبعد قيام الوحدة اليمنية في عام 90م تهجن بالقضاة من الشطر الجنوبي من الوطن ودخل من غير الكَذَبَة سلك القضاء حتى 94وبعد 94 عاود الطريق مسلكه وعادت الإمامة استملاكها القضاء وانفرد صالح بالسلطة بانبطاح كل القوى السياسية وصمت قبوري عن كل أفعاله وما لحق بالشخصيات الوطنية والأصوات الإحساسية بألم المواطن والوطن التي كانت معبرة بحق بكل ما تملك مؤدية رسالتها النضالية، لكن صالح أخرسها إلى الأبد واغتال تقريباً كل تلك الأصوات، فأين هو عبدالحبيب سالم مقبل وجار الله عمر ومجاهد أبو شوارب وغيرهم؟ .
إن ثورة 11 فبراير تمر بنفس المخاضات فلم أعد ألوم ثوار ثورتي 62/63 في شطري الوطن أن أسلموا تضحياتهم إلى فسوق، فها نحن ربما نسير على نفس الخط ونسلمها إلى كفر.
لا نعي الدرس القريب على وضوحه بعكس ظروف أبطال ثورة 62/63 الذين لم تكن لهم الوسائل والإمكانات التي تتمتع بها ثورتنا اليوم، فاليقظة علي أعلى درجاتها هي ما يجب أن تكون مع استيعاب الدروس الحاضرة والتاريخية.
لا نريد أن نفرض حاكما بعينه ونُسْلمه السلطة أو نمنع آخر بل ما نؤسس له ويجب أن يكون هو أسس دولة حضارية بآلية تضمن لكل القوى فرص الوصول إلى السلطة بناءا على التنافس الشريف والحقيقة المطلقة أمام الشعب ليكون هو حكما عدلا لمن يرى أن يلي أمره ...
فقد انكشف النفاق الثوري بأوضح صورة ونكث اليهود عهودهم مع الثورة وتداعى كل الأشرار ليرموا الثورة بقوس واحد.
(2)
تحاصرنا الأخطار السرطنية الصالحية والإمامية أن لا مفر من العملية الجراحية ومبضع الثورة العسكري والتخلص من الحمقى والمغفلين .
وبعد أن أصبح كل شيء على المكشوف من الذي صدقوا واللعنة على الكاذبين في نادي المنكر بأعمالهم الفاضحة.
زعيم نادي المنكر الدكتور محمد المتوكل .. بذل كل طاقته في الفترة الماضية في صناعة معارضة قوية من قوى حية ووطنية يهدف إلى (التشادخ مع صالح) ومشروع متوكليته ينمو موازيا ليعود منقضا على السلطة ..
ولأن العقول يقظة في رجال فطنة فوتت صناعته الفرصة لجنسه ليظهر على حقيقته.. ونسي ما كان يدعو إليه من قبل..
الصّفِيِّة في مقاتلة العدو لا تعني المعنى الظاهر بل تتعداه إلى صفية الروح والجسد والفكرة الواحدة أمام مواجهة الباطل الزهوق.. وبقدر التماسك والوحدة الصفية تتداعى أوكار العدو سريعا وتطول في حال العدم أو التنازع المُشَرْذِم.
نعم للمزيد من المعاناة والتضحية في سبيل تحقيق الهدف مكتملا لا لأي تسوية لا تحترم التضحيات المختلفة وتنفي الخبث.. ولا بد من توظيف فاعل لطاقة الثورة وحراسة الثغور بيقظة ومسؤولية وإحساس .. قوة فريق المنكر (صالح+القاعدة+الحوثي+...إلخ) في عدم استخدام الطهر الثوري مقدراته والطاقات ..
المكاسب المتحققة للثورة وغيرها حتى الآن كمؤسسات لا تعمل بفاعلية بل منها منعدمة رجل المسؤولية..
(3)
ينتقدون تخلف الصوت الإسلامي بإطلاق ..
ألست مسلما أنت أيها الناقد/الحاقد؟ كن أنت المسلم التقدمي الحضاري..
فإن لم تكن ذلك فلست إلا أنت المتخلف الذي لا تبحث عن الحرية الفكرية التي لا تسئ لمن بجوارك واعتقاده فقط بل تريد حرية سبع وذئب غابة والحرية الجسدية خلافا للفطرة والتكوين السوي ..
(4)
نحن بحاجة إلى أغبياء تنفيذيين لأوامر نخبة وطنية بحق..
التنفيذ يهدف لتحقيق استراتيجيات إنسانية لا علاقة لها بأبعاد أيدلوجية خَمِصَة في عُتُوُهٍ
نم قرير العين يا عبد ربه هادي منصور فنحن راضين عنك لقراراتك الأخيرة لكن تغط فرضانا مؤقتا
الحَمْل والحِمْل على (الإصلاح) ثقيل بسبب من ضمور الأدوار الوطنية للقوى السياسية الأخرى من الاشتراكي والناصري وكل من له وعي وطني مخلص وناضج..
الإخوة السلفيون السياسيون (ليش) ما تضجوا برؤاكم الناضجة فمن لا يضج لا نصيب له ألستم أنتم أكثر من الحوثي الذي له نصيب في الوزارة والثورة و(صالح) واللجنة الفنية وكل ذلك من الصوت المزعج فمن لا يزعج لا نصيب له ؟
ليست مشكلتنا مع الحوثية مذهبية المشكلة في إدعاء الحق الإلهي في السلطة على فكرة ابن الله ومنطق أنا خير منه القائمة على أساس غير عادل والتنافي مع كمال الله وعدله ولم يكن لنا نحن -الغالبية-خارج الجين المقدس حق اختيار جُنُوَتَنَا إلى فصيل العبد للسيد الكذوب اللعين ...
إن هذه الفكرة ذميمه تتستحق الوقوف ضدها ...
طاهر حمود
الثورة وضرورة التخندق 1975