السعادة تفرض على كل من يحاول الوصول إليها ضريبة وقد تكون هذه الضريبة أغلى بكثير من إحدى المعاني التي ننشدها وبنفس الوقت تكون هي السبب التي تجعلنا نحس بقيمه ما نصل إليه وتجعلنا نطعم للسعادة مذاق الشيء الحلو بعد المر وهذه القاعدة العامة يجب أن يستوعبها الكل حتى يتوقفوا عن التذمر وكثره الشكوى ويقنعوا أنفسهم بمبدأ الرضا، لأن إدمان الشكوى هي إحدى المعوقات للوصول إلى السعادة والشعور بالاطمئنان، فأنا أقصد هنا الشكوى للناس، فالإنسان المؤمن يجب أن يعود نفسه مقابلة المصائب التي يتعرض لها بعاطفة محايدة وذلك من منطلق إيمانه بأن كل ما يصيبه من عند الله، فهذه العاطفة المحايدة تزرع بداخله قوة الإرادة من بذور ثقته بالله، أما الذي يعود نفسه على كثره الشكوى والتذمر، فهذا يكسبه الشعور بالضعف الذي يجعل نبضه يفزع دائماً من المصائب لأنه أثناء شكواه إلى الناس قد يواجه أناساً ضعفاء الإيمان وهم كثيرون في هذا الزمن، يعظمون المصائب ويجعلون الشاكي لهم، يشعر بشتاته بين واقع أصابه وبين ما يسمع من كلمات يجد فيها ما يضاعف همه وقلقه، فيحصد من هذه الشكوى الإحساس بمرارة الواقع الذي يولد الشعور بالانكسار والضعف، فوصفت هذه الطائفة من الناس بضعفاء الإيمان لأنهم عادة ما يستغلون شكواك إليهم في وقت لأحق ليشعروك بالإحباط كلما ارتفعت معنوياتك ويسقطوك إلى أسفل كلما علت مكانتك، لذلك لا تفتح لنفسك أبواب الهزيمة فهذه العبارة ترجمت بها معنى (الشكوى لغير الله مذلة).
إن الحل في أن يواجه الإنسان مصائب الحياة بقلب ينبض بالثقة الكاملة بالله تعالى وبعقل تردد أفكاره صدى الحكمة ليستوعب قول الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم (....ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له..)، فالشكوى والتذمر للناس تجسد نوعاً من أنواع السخط وأنت مؤمن، فيجب أن تبرز إيمانك بقناعه بأن كل ما يصيبك من عند الله لتكتشف بأن الله وحده هو من تحتاج إليه، فقد جعل الله عز وجل الصلاة وقفة معه عز وجل لتتكلم مع من وسع علمه ورحمته كل شيء وأمام من هو ذو القدرة، لتشكو إليه ضعف قوتك وقلة حيلتك فيما أصابك، وليس أمام بشر محل قصور وضعف قد تقول بأنك تحتاج أحياناً لمن يسمعك ويخفف عنك من الناس، فسأرد عليك بأنك لن تجد أرحم ممن وصف نفسه بالرحمن الرحيم وتذكر دوماً عزيزي القارئ بأن عُشاق التذمر ومدمني الشكوى دائماً ما يكونوا أفشل الناس في إعادة السعادة إلى حياتهم إذا ضاعت منهم.
× بقايا حبر:
دائماً نبحث عن السعادة وكأنها شيء ضائع وننسى بأننا نفقدها عندما لا نصنعها لأنفسنا من مكونات روحية تظل عالقة بأرواحنا كلما اتبعنا منهجنا الرباني وتركنا هجرانه.
Naaemalkhoulidi23@hotmail.com
نعائم شائف عون الخليدي
إدمان الشكوى .... 2093