تشرق شمس ثم تغرب ويهل الشهر ثم يكون بدراً، ثم يعود كالعرجون القديم وتخط أقلام على الصحائف، ثم ترفع تلك وتجف هذه.. وهكذا هي خطى الزمان الوئيدة السريعة الحلوة المرة هي رحلة الحياة وسجل العمر .
فما إن رحلت ركابنا في يوم النفحات الربانية في سيد الشهور حتى حانت ساعات الفراق المريرة طافت نفوس طاهرة ببساتين العبادة المتنوعة وتنافست القلوب المؤمنة في السباق الكبير، ولكن هنالك أناس هم الغيث الهتان للقلوب الظامئة وهم العافية للأجساد بهم تحيا نفوس طحنتها الفاقة والحرمان، إنهم أصحاب الأيادي البيضاء الذين يسعون لعمل الخير ويمسحون دمعة يتيم قهرته الأيام بفقدان أب كان ظله في حر الليالي البائسة وهم القلوب النابضة التي تذوب حشاشاتها لمعانات الآخرين .
جاءهم الشهر الكريم وقد أعدوا العدة أن لا يسبقهم أحد في خدمة الآخرين، فلا تسل عن تلك الهمة في استمالة قلوب المحسنين ولا تسل عن الحياة في التي يعمرها إدخال السرور والتفاني من أجل أن ترى النور مشاريع خدمية ينهض الوطن بها وينتفع بها الناس الذين هم في فاقة واحتياج فكم ترى من قلوب تألفوها ومن بيوت أسعفوها ما من بيت إلا وهم فيه معروف وخير، فهم رسل الإحسان يبتغون فضلاً من ربهم ورضواناً، شعارهم قوله تعالى "فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ".
وضعوا نصب أعينهم أن للفقراء حق في العيش حياة كريمة، فيقتطعون من أموال الأغنياء مالاً ليسدوا به رمق الأفئدة المتوحشة ذلاً وحرماناً عن ابن عباس أن رسول الله قال: "إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم" رواه الطبراني في الأوسط.
وهانحن في بلدنا الحبيب اليوم نعاني من ركود اقتصادي جعل الكثير من الشرائح المجتمعية في فقر مدقع، فكيف لا يشارك الكل في الدفع بعجلة الخدمة المجتمعية أولاً، والتعاون في رفع المعاناة بالسعي لدى الأغنياء والمؤسسات الخيرية ثانياً، وأيضاً نحفظ لهؤلاء الجنود المجهولون حقهم من الساعين للخير باحترامهم شكرهم، فلقد كرمهم نبينا عن صفوان بن سليم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل".
أمين الحاشدي
رسل الخير أبشروا 1808