الزكاة الزكاة يا عباد الله
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام ,, يقاتل مانعها، ويكفر جاحدها، فرضت في العام الثاني من الهجرة، شانها عظيم وهي حق يؤخذ من الأغنياء ويعطى للفقراء.
تهاون في أدائه أكثير من الناس
وهناك فريق آخر يخادعون الله وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون,, تبلغ زكاة أموالهم مئات الألوف ولا يخرجون إلا بعض الآلاف ومن الناس من يعطيها لمن لا يستحقها من الأصناف الثمانية، فهم يجاملون بها الأقارب والأصحاب والأحزاب والجمعيات وهناك أثرياء لا ندري أين يذهبون بزكاة أموالهم لأننا لا نرى لها أثراً في الواقع فتجد قراهم تئن من الجوع والعطش لا يزوجون عزباً ولا يطعمون جائعاً ولا يكسون عارياً ولا يبنون لمشرد مأوى
وهم يستطيعون أن يفعلوا كل ذلك، لكنهم يسلمونها لجهات مجهولة لكي ينالوا حظوة ومكانه ودعاية إعلانيه و تعجب كل العجب عندما تجد تاجر فاحش الثراء وأخاه لا يجد ما يسد به جوع أطفاله ولو انه أعطاه من زكاته ما يكفيه لانتقل من حال الفقر إلى حال الغنى في يوم واحد.
والزكاة أمانة، لابد أن توصلها لمن يستحقها وأن تجتهد في البحث عنهم..
ومن عجائب ما سمعته عن الصنف المخادع أن امرأتان كانتا تخرجان زكاة أموالهما؟ ولكن تدرون لمن ؟ كل واحدة منهما تعطى زكاتها للأخرى" وكأنه تبادل تجاري"..
لو أن الزكوات صرفت بالشكل الصحيح لما ظل على ظهر الأرض فقير ولا مسكين.
ومنع الزكاة بخلاً بها وحرصاً وجشعاً من أكبر الكبائر وأقبح الجرائم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع، له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه - يعني شدقيه- ثم يقول: أنا مالك أنا كنزك" ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم الآية: (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)..
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا"..
للعاملين عليها:
ويعلم الجميع أن مصارف الزكاة ثمانيه هم :
الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله تعالى وابن السبيل..
ويجوز للمسلم أن يدفع زكاة ماله لأي صنف من الأصناف الثمانية" إلا العاملين عليها طبعاً" غير انه ينبغي أن يقدم الأهم والأكثر حاجة..
وكل ما نخشاه ونضع أيدينا على قلوبنا منه هو أن تُصرف الحكومة الزكاة كلها للصنف الثالث وهم العاملون عليها ويخرج الفقير كما هي العادة من المولد بلا حمص..
لا تعامل الله تعالى كالتجار:
كثير من الناس علاقتهم بالله تعالى إما علاقة خوف
ولا يعرفون إلا القبر وضمته والشجاع الأقرع والنار وزقومها وزبانيتها
والسبب في ذلك الخطاب الديني المنفر المليء بالصور المرعبة والتي جعلت بين العباد وربهم حجاباً وحاجزاً ووحشة ونفوراً..
ذكر أن رجلاً من بني إسرائيل كان يقنط الناس ويشدد عليهم فيقول الله تعالى له يوم القيامة: اليوم اؤيسك من رحمتي كما كنت تقنط عبيدي مني"..
وانظر لما قاله الصحابي الجليل أبو هريره للشاعر الفرزدق وقد كان شاعراً يقذف النساء وكانت الناس تكره فيه ذلك قال له أبو هريرة عندما لقيه؟
: أنت الفرزدق؟
قال: نعم
فقال : الشاعر
قال: نعم
فقال: أما إنك إن بقيت لقيت قوماً يقولون لا توبة لك فإياك أن تقطع رجاءك من رحمة الله
وهذا الصنف لا يعبدون الله تعالى بحب وسريعاً ما يقنطون إذا أذنبوا وآخرون يعاملونه تعالى معاملة التجار، سأصلي لتصلح أولادي، سأتصدق شرط أن تزيد في رزقني.. يعني واحدة بواحدة.
فإذا عبد الله تعالى ولم يجد ما يريد انقلب على عقبيه خسر الدنيا والآخرة
والأصح أن أعبدك لأني عبدك ولأنك المستحق للعبادة وحدك سواء أعطيتني أم لم تعطني
دعاء اليوم:
اللهم يا واصل المنقطعين أوصلنا إليك.
أحلام القبيلي
خواطر صائم "5" 2577