كانت اليمن قبل ثورة 11 فبراير 2011 ولمدة عشرين سنه تقريباً وكما أشرنا إلى ذلك في مقال سابق ـ تعيش حالة من القطبية السياسية بين حزبي المؤتمر الشعبي العام والإصلاح _
أو المشترك بعد إنشائه من ستة أحزاب كان فيها حزب الإصلاح هو الحزب الرئيس _ والسؤال الذي نطرحه في هذه المقالة ونحاول البحث له عن أجابة هل غيرت ثورات الربيع العربي هذا الوضع السياسي أم لا وما هي معالم الوضع السياسي الجديد بعد اشتعال ثورة فبراير 2011 ؟
في تقديري أن ثورة 2011 هي ثورة الطبقة الوسطى ومن خلال هذه الثورة خرجت هذه الطبقة المطحونة المهددة بالفناء جراء الأداء الاقتصادي الرديء خلال عشرين عاماً لتطالب بحقوقها وتدافع عن نفسها وقد يكون من بين هؤلاء الذين خرجوا شبابا أو شيوخ حزبيين أو مستقلين قبليين أو مدنيين ألا أن هناك صفة مشتركه تجعلنا نلقي عليها الضوء ونجعلها محور اهتمامنا هي مطالبتهم بحقوقهم ومقاومتهم لفنائهم.
وهذا التوصيف سالف الذكر توصيفنا للوضع القائم نحدده هنا ونستبعد كل توصيف آخر يخالفه ولا يتفق معه من توصيف ثورتهم بثورة الشباب أو تقسيمهم ألي شباب وحزبين وآخر من القبليين بل هم وحدة واحدة وفكر واحد هو الفكر الثوري الذي صاغوه من خلال مبادئ ثورتهم التي يمكن هنا الاشارة إليها وتحديدها بالاتي:
1- الحرية
2- السلمية
3- العدالة الاجتماعية
أو من خلال شعاراتهم التي رفعوها والتي تدور معظمها حول "خبز – حرية- عدالة اجتماعية"
أما بالنسبة للأحزاب التي انضمت إلي الثورة باعتبارها أحزاب سياسيه للمشاركة بالفعل الثوري يكونوا بإعلانهم المشاركة وإسهامهم في صياغة الفعل الثوري قد اّثروا المبادئ والشعارات سالفة الذكر واندمجوا في الإطار الثوري الذي يقوم على أسس واضحة . ويكون الأجدر بهم القيام بهيكلة أحزابهم وفق اطر ديمقراطيه وسياسيه حديثه تقبل بالرأي والرأي الأخر والتبادل السلمي للسطله في أطار المناخ الديمقراطي الحديث ولابتعاد عن القطبية السياسية التي ألفوها خلال الحقبة التاريخية الماضية وان لا يحاولوا اعتبار أنفسهم قطبا سياسيا مع غيرهم من الثوار مقابل الطرف الآخر الذي عقدوا معه الاتفاقية وأسسوا على ذلك باعتباره ندا وقطبا سياسيا مقابل .
كما انه من المفترض أن يكونوا وفق الترتيبات السياسية التي مارسوها منذ العام السابق قد اندمجوا في أطار المجلس الوطني بالقدر الكافي حاليا وفق القواسم المشتركة بينهم وان يتدرجوا في الاندماج حتى تذوب كل عوامل الاختلاف والفرقة وهو المجلس الذي يحقق المجال السياسي للثورة اليمنية وهو الجانب الذي يعد إحدى مميزات الثورة اليمنية .
وفي ضوء ماسبق فان على الثوريين أن يصيغوا فكرهم الثوري ويحددوا أطار أيدلوجيتهم بعيدا عن الخلاف والتعارض وعوامل الانقسام وعلى أساس مبادئهم الثورية التي عبروا عنها بشكل واضح من خلال شعاراتهم التي رفعوها والتي منها:
1- الحرية
2- السلمية
3- العدالة الاجتماعية
وذلك حتى يكون قوة لها وزنها وتأثيرها في التغيير وبناء الدولة المدنية اليمنية الحديثة.
د. ضياء العبسي
الايدلوجيه الثورية 2168