قال صلى الله عليه وسلم: "من أكل برجل مسلم أكلة، فإن الله يطعمه مثلها من جهنم، ومن اكتسى برجل مسلم ثوباً، فإن الله يكسوه مثله من جهنم، ومن قام برجل مسلم مقام سمعة ورياء، فإن الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة".. هذا حديث صحيح أخرجه أحمد وغيره.
هذا تحذير شديد اللهجة، عام بدلالة "من" على العموم، إنها رسالة عاجلة تحمل النهي والتحريم لهذا العمل المهين المشين.
صور لهذا العمل: منها رفع التقارير وقبض مقابل عليها، وصفة هذا التقرير أنه يحكي عن شخص مسلم كذباً وبهتاناً أو حتى حقاً في الجملة والمقصود بذلك كله الارتزاق، يرفعه إلى جهة أمنية، رسمية، غير رسمية، إلى شخص، إلى إدارة، إلى مسئول، إلى قيادة حزبية أو قبلية أو مدنية أو تنظيمية، كل هذه صور موجودة في مجتمعنا.
وليس بالضرورة أن يكون تقريراً مكتوباً، بل الأمر شامل لكل وشاية ألقحت ضرراً أو قد تلحق أو المقصود منها إلحاق الإضرار بالغير، كل هذا من الاعتداء الآثم والظلم.
انظر إلى أعوان الظلمة كيف يوافونهم بتقارير وزعومات وتلفيقات يحصلون بها على مال مأكول أو ملبوس وليذهب الفرد إلى التهلكة.
أيها الإخوة هذا تحذير نبوي صارم موجه إلى الكل..أيها المدراء، أيها الرؤساء، أيها القادة رسميين وغير رسميين توقفوا عن هذا، أوقفوا المرتزقة من الألسنة والأقلام المأجورة.. كمن شخص يكلف بإيذاء آخر فيقوم بذلك مقابل اللعاع !!!.. أنظروا الى أصحاب أقلام تابعة لمنظمات دافعة بالكاش يحدثون بواقعنا، بفكرنا، بديننا المناكر التي لا يضرون إلا أنفسهم وما يشعرون.. تعالوا الى مجالس البعض نجد التوعية المجلسية ضد شخص، فهناك أشخاص مكلفون بذلك "بالنقد والدين"
ومن الصور العجيبة من يسألك سؤالاً ليستفيد ظاهراً وهو في باطن الأمر عبد لوثن الطاغوت، ومنها الجواسيس، ومن الصور الداخلة في نص الحديث سماسرة الانتخابات، ومنها الأجهزة الإعلامية الكاذبة، ومن هؤلاء مكلفون بالرد بالتشويه بالحملات الإشاعية، من هؤلاء من يبيعون الوطن والمواطن ويكونون تبعاً للمخابرات العالمية، من هؤلاء من يترافع بقضايا ضد أبرياء ليأكل بهم السحت أو ينال بهم ترقية أو كلمة شكر.
ومن المشمولين بالنص أناس رهنوا البلاد مقابل راتب شهري أو سنوي مقابل عطاء من سفارات أو من قواديين كبار عملاء ووكلاء يخربون في الوطن.. هؤلاء جميعاً حصاد الجحيم، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم "ومن قام برجل مسلم مقام سمعة.." أي يتكلم عنه ينافحه يؤذيه لكن علانية تملقاً وسمعة ورياء لشخص، لمسئول، لجهة.. المهم أن مقصود الفضوح المنافق المرآئي فهذا يفضحه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، يكشف كل ما سطره الحفاظ، بإعلان، بتهزيء، بمقت، بنكاية، إنها المعاملة بالمثل، المعاملة العادلة من الحق العدل سبحانه.
أستاذ المقاصد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
المستشار د.فضل مراد
تقارير في حصاد الجحيم.. 1902