من التطورات النوعية لإرباك عملية التسوية السياسية وأخطرها اقتحام مبنى وزارة الداخلية التي تعد الأهم في حفظ أمن اليمن واستقراره وبعد نفي الاقتحام الأول من قبل الوزارة المذكورة حدث فعلاً الاعتداء الثاني بل واقتحام المبنى وقتل ما يزيد عن العشرة وجرح آخرون.. إنها خطوة من خطوات الثورة المضادة التي تديرها تلك العصابات التي لا تريد لليمن أمنا ولا استقرارا وبتدخل سافر من جهات خارجية منها إيران وعملاءها في الداخل وما كان لهذه العصابات أن تقوم بهكذا عمليات لولا الرتابة في أداء أجهزة الدولة وخصوصاً الأمنية منها ولولا الضعف الواضح في كشف تلك المخططات ومواجهتها قبل أن تصل إلى أهدافها يضاف إلى ذلك تخلي رعاة المبادرة الخليجية عن تنفيذها وعدم قدرتهم على فرض العقوبات لمن يعرقل التسوية السياسية والتي كان يلوح بها مجلس الأمن وكأن رعاة المبادرة قد تخلوا عنها ولولا تأخر الرئيس هادي عن اتخاذ قرارات جريئة وحاسمة في إعادة هيكلة الجيش وإنهاء هيمنة عائلة صالح على القطاع الأقوى في الجيش لما حدث الكثير من الحوادث لا في صنعاء ولا في غيرها.. إننا حين كنا ننادي بأنه يجب أن تبقى الثورة مستمرة لم يكن ذلك من فراغ ولكن من معرفتنا بأساليب علي صالح وعائلته الذين ما كان يدور بخلدهم أنه سيأتي يوم من الدهر يسلب منهم الملك لقد وطنوا أنفسهم على أن اليمن ملك لهم، فأين ذهب وهج الثورة وأين تنفيذ المطالب لم يبق من الثورة إلا اسمها أو تجمع العدد الذي لا يصل إلى ربع ما كان عليه الحال قبل الانتخابات الرئاسية وصارت أصواتهم تذهب أدراج الرياح كالمستغيث في الصحراء اليباب إن حادث اقتحام وزارة الداخلية رسالة واضحة للرئيس هادي وحكومة الوفاق مفادها أننا سنسقط اليمن عسكرياً ومعنا من سيقف معنا من الداخل والخارج، فيا ترى هل سيتنبه هادي وسيفهم هذه الرسالة هو والحكومة أم أنهم سيقفون مكتوفي الأيدي.. إن على الثوار أن يوقنوا أن ثورتهم يوشك أن تسرق إن لم تكن قد سرقت فعلاً، فإن لم يكن ذا ولا ذاك فإن الثورة المضادة قد بدأت فعلا فهل سيعيدون ترتيب أوراقهم وهل سيحيون ثورتهم بما في ذلك ثورة المؤسسات إن ثم تدليلاً واضحاً لبعض الأطراف السياسية من الداخل والخارج وهذا ما يجعلها تتمادى وتوغل في غيها وهناك ضعف في التعامل مع كثير من القضايا ومنها الجماعات المسلحة وشبكات التجسس وهذا ما أغرى إيران للتمدد في اليمن طولاً وعرضاً وجعلها تتعامل وتدعم فصائل متعدة كبعض فصائل الاشتراكيين والحراكيين سواء عن طريق الحوثيين أو عن طريق جواسيسها وعملائها، إن إيران تبحث اليوم عن بديل لسوريا فيما لو سقطت وما وجدت موضع قدم إلا في اليمن لضعف الجانب الأمني فيها، إن الرئيس هادي وحكومة الوفاق يعلمون ما قام به بعض رموز المؤتمر مؤخراً من التواصل مع حزب الله الإيراني وطلب منهم التعاون والدعم وحصل الترحيب بذلك فهل أعدوا العدة لمواجهة هذه العصابات التي يمكن أن تستخدم في مثل هذه المرحلة لاحتلال وزارات أخرى كالدفاع أو المالية وهما اللتان تقلقان بعض الأطراف وقد تستخدم تلك المجاميع لإسقاط مدن، خاصة وأن كتائب كبيرة من الجيش لا يزال خارج سيطرة الحكومة وتحت سيطرة العائلة ولا يزال داخل المدن الرئيسة أيها الرئيس هادي لا تشغل نفسك في قضية الحوار في هذه المرحلة اشغل نفسك أنت والحكومة بما هو أهم من الحوار بالأمن وإعادة هيكلة الجيش وإزاحة الفاسدين والمتنفذين، فإن تم ذلك فما بعده أيسر وهذه هي الأرضية الصلبة للحوار ولو أقدمت الحكومة على الحوار في هذه المرحلة فسيفشل الحوار وإذا فشل فلن يرجع الناس إليه مرة أخرى، إن على تكتل اللقاء المشترك أن يضطلع بمسئوليته وألا يرضخ للأمر الواقع ويرضى بما تم.. إن التاريخ سيلعنكم لو بقيتم تتفرجون، إن دماء الشهداء في أعناقكم إن بقيتكم تراوحون مكانكم وتكتفون بالشجب والتنديد، إن منكم من صار مخذلا وإن منكم من استسلم ورضي بالفتات ولسان حاله يقول ليس بالإمكان أحسن مما كان، إن فصائل من بعضكم صارت مرتهنة للخارج وإن بعضاً من الفصائل عادت مرة أخرى لتصافح الزعيم وتضع يدها بيده أهكذا يكون الوفاء لدماء الشهداء، هل تخليتم عن عهودكم ومواثيقكم..
أخيرا أقول للرئيس هادي عليك أن تتخذ قرارات حاسمة في هذا الشهر شهر رمضان شهر الثورة على الظلم والظالمين شهر التغيير فالفرصة مهيئة وسانحة وإن لم تتخذ القرارات في شهر صفد الله فيه مردة الجن والشياطين فلن تستطيع أن تتخذ أي قرار حاسم في غيره أم أننا نحتاج ننتظر لابن عمر أسأل الله أن ينزل بأسه وسخطه على كل من يثير الفتنة ويقلق الأمن والسكينة في يمن الإيمان والحكمة إنه سميع مجيب
www.almaqtari.net
الشيخ / عقيل محمد المقطري
حادث اقتحام وزارة الداخلية 2043