الدولة (ثقافة) شعب كما أنها (رجال) دولة:
نتحدث عن استقالة وزير الداخلية عندما يكون يملك السلطة في وزارته واتخذ إجراءات خطأ أدت إلى كارثة أو مشكلة أو أنه لم يقدم أمام وقوع الجريمة بالواجب وتحريك لجهازه الأمني أي تحرك من شأنه أن يعمل على عدم وقوع المشكلة أو الجريمة ...
نحن يجب أن نتحدث عن ثقافة عامة والتي تكاد تكون منعدمة في عموم الشعب إلا ما ندر ولا حكم له وبتعبير الرائع فتحي أبو النصر: "وحده صراخي ينصت إليّ يا أمي".
أما الثقافة الخاصة والتي يجب أن تكون في شخصية وفرد الجهاز الإداري للدولة والقيام بواجبه في القطاعات والمؤسسات العامة بعيدا عن أي أبعاد سياسية أو عقائدية أو مناطقية أو أي مرض لا يمت إلى المدنية ومفهوم الدولة بصلة وإن وجد فسلام على معنى دولة بمعنى مهنية الموظف العام فكيف وهذا منعدم تماماً في العسكري اليمني سواء كان في الداخلية أو الجيش ولا يملك من التشبع العسكري ما يساوي صفر% حتى تكون هي سلطة مسئوله المباشر إلى الوزير المختص.
من يقل لي من أين يمتلك الوزير أو المسئول سلطته تجاه مرؤوسيه؟ أليس من ثقافة المرؤوس العامة والتأهيلية في مجال تخصصه إلى جانب الثقافة المحيطة به التي لا تسمح له بهوى نفسه بل سيطاله القانون وسلطة القوة من محيطه الوظيفي إن كان في المعسكر أو الجزاءات المدنية إن كان في القطاعات العامة الأخرى.
يتحدث البعض عن مسؤولية قحطان التي لا نشك في أنه مسئول ولا يقول لنا ما هو تصوره للثقافة العسكرية التي يستمد منها قحطان سلطته كوزير وهل هذه الثقافة العسكرية المفترض أن توجد متوفرة أم لا في أفراد الداخلية ككل وعلى وجه الخصوص في النجدة التي أصبحت قوسي ورعيته وكل منتسبيها من الحداء لا يمثلون اليمن ولكنهم يمثلون شخص القوسي مع احترامي للحداء التي أنجبت المتنبي البردوني.
الأمر الآخر أين الفلسفة الثقافية التي تصب في بنية الدولة ثقافياً وكما أسلفت أن وضع البلد لو تأتي بأنجح مسؤولي العالم في كافة المجالات ولا توجد ثقافة وظيفية أو ثقافة عامة تعينه فإن مصيره الفشل..
وأجزم أنها ضربة استباقية لأمر كان قحطان ينوي فعله في إطار تعزيز سلطاته من أجل أن تعمل الأجهزة الأمنية بالشكل الصحيح والوطني، لكن لا أحد ينظر للأمر من هذه الزاوية مطلقاً أن هناك متابعة من قبل النظام السابق للخطوات التي تقوض ما تبقى له من مخالب يعمل به من أجل مزيد من استطالة الليل الذي عشناه ولا زلنا في دُلجته.
المهم.. إنني لا أبرر لكن يجب أن نعمل في الخطوط المستقيمة وما يخدم الوطن مع تحميل كل شخص نتيجة تقصيره دون تضخيم مغرض وما يصب في مصلحة المخططات المضادة والنظام السابق وصالح اللعين بيوم رمضان ..
وزير الداخلية فهو مسئول مسؤولية مباشرة في كل تقصير كان ولم يقم به وأدى إلى هذه الكارثة بكل المقاييس.
لكني أقول إن الثقافة العامة والخاصة/الوظيفية كفيلة بإفشال أكبر مسئول في العالم ناجح في عمله بناءا على ثقافة موظفيه.
الثقافة الوطنية تعمل في اتجاهين الأول جَبْرُ السياسي على اتخاذ القرار الجيد تجاه القضايا العامة وبنفس الوقت تهيئ النفسية العامة بالقبول به والوقوف في وجه المحادين له.
مثل ما على رئيس الجمهورية القيام بواجبه الوطني في تطهير الأجهزة الأمنية والعسكرية من بقايا النظام السابق وكل من يحمل ثقافة مناهضة لقيام الدولة بواجباتها العامة وخدمات المواطنين واستقرار الوطن والمواطن هناك واجبات على النخب من الأكاديميين والمثقفين والصحفيين وكل من استأمنه الله على فهم وإحساس أن يقوم بدوره في رفع مستوى وعي الشعب ثقافياً ليُبْصِر الاخلال التي ترتكب ويعرف عدوه من صديقه وتكون هناك ثقافة طارده لكل شواذ وأنانية..
أما وأن النخب والمثقفين فقط ينقدون الوضع ويصدرون الأحكام بما لا يبني وطن ولا ثقافة وطنية فلن نخلص من المعمعة.
فأعتقد أن الثورة الثقافية وصناعة الوعي هي المؤسس الأول لمعنى دولة فيكون القرار السياسي مكملا للعملية الثقافية ليس إلا.
طاهر حمود
غزوة وزارة الداخلية 1832