الفيسبوك أداة من أدوات التواصل الاجتماعي, نعمة حولناها إلى نقمة, لا عيب فيها، ولكن العيب في من يستخدمها مثلها كمثل الهاتف والكاميرا والتلفزيون فيه الخير وفيه الشر.. وصدق القبيلي حيث قال:
نعيب الفيسبوك والعيب فينا
وما للفيسبوك عيب سوانا
ونهجو الفيسبوك بغير جرم
ولو نطق الفيسبوك لنا هجانا
والعرب والمسلمون دائماً وأبداً يحولون النعم إلى نقم ويسيئون استخدام كل ما يبتكره الغرب من أدوات "يعني لا نخترع ولا نستفيد من اختراعات الآخرين"، وبعد أن كنت قد أغلقت حسابي على الفيسبوك بسب اختراقه من بعض عديمي الضمير أعدت فتحه بطلب من القراء..
وإذا بحثت عني في الفيسبوك ستجد ثلاث أو أربع صفحات تحمل اسم "أحلام القبيلي" وكل صفحة شكل ولون، المهم أنك إذا دخلت عالم الفيس بوك ستجد العجب العجاب، ستعرف على الفيس بوك مدى ما وصلت إليه الأخلاق من تدني, وستعرف من خلال الفيس بوك حقيقة من كنت تظنهم أناساً محترمين، أسماء مستعارة، وتعليقات وقحة، وحوارات تقحم فيها الحمير والأبقار وأمريكا وإيران، ستعرف من خلال الفيس بوك المستوى الثقافي والرقي الأدبي وما يشغل الناس وما يحبون وما يحظى به اهتمامهم.
تضع مقالاً على حائطك ثم تعود إليه بعد يوم أو ليلة ولا تجد إلا تعليقاً واحداً أو اثنين، وآخر يضع صورة ابنه أو ابنته ويكتب طفلي الصغير "حمادي"، فتجد التعليقات تتجاوز المائة تعليق على "أيش مدري؟".
ولكي تكسب أكبر عدد من التعليقات ما عليك إلا أن تكتب سباً أو شتماً أو استهزاء أو استفزاز, أو تضع صورة مشوهة لمسؤول من هذا الفريق أو ذاك.
وأنت عندما تضع موضوعاً على حائطك، فقد عرضت نفسك لـ"الذي يسوى والذي ما يسواش"، وستضطر إلى مجادلة السفهاء والرد على قليلي الحياء..
واحد يلعن وآخر يسب وثالث يسخر ورابع يتهم والمؤدب حقهم إذا وافقك في الرأي "يتهيبل" ويكتب "عسل يا حلوووة".. مع احترامي وتقديري لكل المحترمين الذين لا ننكر وجودهم العطر.
أما أجمل ما في الفيس بوك هو خدمة الحظر, وليتنا نستطيع استخدام هذه الميزة في حياتنا اليومية، فما أحوجنا إلى حظر الكثير من قليلي الحياء وناكري المعروف والكذابين والمنافقين والمزعجين.
الصحافة اللقيطة:
الفرق بين الصحافة الاليكترونية والصحافة الورقية كالفرق بين بنت الأصول وبنت الشوارع، والفرق كبير بينهما كبير جداً، بنت الأصول تعمل ألف حساب لكل كلمة ولكل فعل، بنت الأصول لها أسرة تمنع انفلاتها وإذا حاولت التفلت سرعان ما تضبطه، بنت الأصول لها مرجعيه إذا أخطأت أو أساءت، بنت الأصول لا تتجاوز حدود ما تعارف عليه الناس وإذا عرفنا صفات بنت الأصول سنعرف صفات بنت الشوارع، فالصحافة الاليكترونية رغم ما فيها من تشويق وإثارة ومميزات من أخبار طازجة وصور وفيديو وتواصل مباشر، إلا أنها تظل صحافه لقيطة لا حدود لها ولا قانون يحكمها ولا أخلاق تضبطها، أخبار طازجة ولكنها أخبار كاذبة، تواصل مباشر لكنه تواصل وقح في اغلب الأحيان، تشويق وإثارة ولكن بدون حياء ولا خجل ولا خوف من رب العزة والجلال، استخدام قذر للتكنولوجياـ حيث تجد صور مدبلجة, رجال بأجساد نساء, ونساء بأجساد رجال وحيوانات قطعت رؤوسها لتحل محلها رؤوس بني آدم، وعفيفات طاهرات يجردن من ملابسهن.. وهناك ما هو أعظم ومن تتابع؟ ومن تحاسب؟ تابع لك عنزة بالجبل "وحتى ما تعرفش هي عنزة وإلا ماعز".
أحلام القبيلي
نعيب الفيسبوك والعيب فينا 2559