"عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القلب مثل الريشة تقلبها الرياح بفلاةٍ»، هذا حديث صحيح أخرجه بن ماجه.
وهو يدل على لزوم المحافظة الشديدة المنتبهة لهذا العضو الحيوي الهام، هذا القلب يوماً على حال وآخر على حال، بل ربما ساعة وأخرى. رياح التغيير، رياح الحياة، المواقف، الفكريات، المبدئيات، القناعات، الدين، الحب، البغض، كل المفردات المختلفة لمعاني الحياة محفوظة في شريحة قلبية قابلة للتعرض لموجات من الفيروسات الضارة لنفحات من التعبئة الصحيحة، كل هذا ممكن.
لاحظ معي: تصبح متشوقاً لورد قرآن أو ذكر أو عبادة ثم تختلف هذه الموجة لتغير طارئ كحصول ذنب أو مجالسة سيء مخذل، أو ورود هم وغم، أو هجوم دوامة مشكلة، أو أي رياح هبوبية بما تحمل، وبقاء حال ثابتة في باب التعبد بحاجة إلى مراقبة نابهة لحماية الريشة القلبية من الاضطراب ومن ذلك الدعاء «اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»، إنه هام جداً، لذلك كان ديدن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لاحظ كذلك في سائر الأبواب: تريد مثلاً الذهاب لموعد فتلغيه، كان شخص قد وعدك أن يقرضك ثم أخلف، أردت أن تهب لنصرة قضية ثم أحجمت، وقد يكون الإقدام أو الإحجام صحيحاً، لكن كل هذا من هذه الريشة المعرضة لرياح التقلب في صحراء الحياة، فانتبه للريشة جيدا.. ولن تحفظها إلا إذا حفظت الله.
× أستاذ مقاصد الشريعة - عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
المستشار د.فضل مراد
انتبه للريشة!! .... 2230