الاتهامات اليمنية المباشرة والتي جاءت من الرئيس اليمني هادي، والموجهة إلى إيران، والمتضمنة اتهامها بالتدخل في اليمن بصور مختلفة، وتغذية بعض نزعات التمرد والانفصال، وترجمة ذلك في القبض على أكثر من خلية تجسس إيرانية في مناطق مختلفة في البلاد يحيلنا كل ذلك إلى الاستغراب من الصحوة المتأخرة تجاه ما أفرزته أيادي إيران في اليمن، حيث خلقت واقعاً جديداً في شمال الشمال ما كان له أن يكون بحضوره المذهبي، وإمكانياته القتالية لولا الدعم الإيراني الواضح والمباشر فكرياً وتسليحاً وإمكانيات متدفقة..
وقد كان من المنطق السياسي اكتفاء الإيرانيين بهذا التغلغل في بيئة مذهبية مشابهة وتعتبر امتداداً فكرياً لها،لكن ما زاد الطين بلة أن يتم الانطلاق نحو الجنوب وتغذية النزعات الانفصالية بمختلف الأساليب وأوجه الدعم التي تنافي ثقافة الوحدة الإسلامية المفترضة لدى مرجعيات إيران واشتغالهم على تجزئة بلد عريق، وإدخاله في دوامة التفتت ومضاعفاته الأمنية والسياسية والاقتصادية. هكذا لمجرد لعب أدوار مغايرة لما هي عليه بعض الدول الإقليمية، ومن باب التدخلات في الساحة اليمنية، بعيداً عن أخلاقيات وقيم الدين الإسلامي، بل وحتى رؤيته النفعية الخالصة في دعم وحدة المسلمين.
إن جرأة الرئيس اليمني في فتح هذا الملف الغامض الحضور والدلالات في واحدة من مقامات التعبير عن منابع الخطر التي تحدق ببلادنا يحتم على جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية أن تكون أكثر مراعاة لمشاعر وآلام هذا الشعب المنهك الذي قدم تضحيات غير مسبوقة وبالتالي فالخطاب ــ الضرورة ــ المطلوب حاضراً ومستقبلاً هو تعرية وفضح التدخل الإيراني، بعيداً عن الدبلوماسية التي لم تثمر حتى الآن سلاماً واستقراراً على هذه الأرض.
نقلاً عن عكاظ السعودية
هدى أبلان
التدخل الإيراني في اليمن 1606