فرق بين تحالف سقفه الهوية وتحالف سقفه اللاهوية ..التحالفات الناشئة مع العائلة والتي برزت أخيراً جاءت وسيلة وأداة بديلة تملأ الفراغ الذي تركته فقدان الأداة الأولى (القاعدة) بضربها في أبين وشٌلت معظم قواها حتى أصبحت غير مجدية إلى حد ما مع فعاليتها الممكنة في العاصمة صنعاء .
من الواضح أن فقدان بوصلة الهوية لدى بعض التيارات أو الجهات أو الأشخاص جعلهم يرتمون بأحضان العائلة وعقد (التحالفات المشبوهة) التي تجرمها قيم الثورة ونبل أهدافها ... هذه (المضاجعة المقيتة) يعتقد أصحابها أنها ستكون بالنسبة لمشاريعهم الإمامية الصغيرة طوق النجاة الأخير، خصوصاً أنهم مدركين جيداً أن (لعنة الثورة) موجهه ضد كل مشروع طائفي أو عائلي أياً كان ردائه ـ صالحي أو حوثي ـ أو..أو..إلخ، ومن مستحيلات الزمن أن يقبل جسم الثورة مثل هكذا وسخ ودنس طائفي عفن .
لقد تفقدت الثورة قطارها في المرحلة الراهنة ورمت بمخلفات كانت قد علقت بها بفعل الزحام الثوري العام وسرعة الزمن أمام الأحداث ، ومن عدالة القدر أن جعلنا نرى تلك (المخلفات) في مستودعها الطبيعي المتناسب معها وفي (مستنقع العداء) للهوية الوطنية تحللت أجسامهم حتى وصلت رائحتها (النتنة) كل أرجاء الوطن!!.
إن المشروع التغييري الثوري واسع بحجم الوطن قوي بعظمة (جبل عيبان).. لن يستطيع أحد (بنار نيرون) أو جهة (بمال قارون)!! أن يحتوي أو يلتف على جزء من هذا المشروع العملاق، فالأحلام الكبيرة لن تبددها تكهنات (الصبيان) أو مقذوفات (السفهاء) لقد تقزم النظام السابق ومشروعه العائلي (اللاوطني) فاتبعه ذوو الصفات المماثلة للمشاريع الصغيرة.. اجتمعوا على طاولة (المرابحة والكسب المشبوه) فأصبحت هويتهم في (المزاد العلني)!!.. أجمع العالم على وحدة الجسم اليمني وتفرد ذوو (الإعاقة الوطنية) بإرادة التمزيق للوطن إلى دويلات حتى يتسنى (لشاه حوثي) أن يحكمها!! عبدالملك المتوكل في (بلاط صالح)..!! البركاني في (أحضان نصر الله)..!! إنها اتجاهات نحو مسار اللاهوية الوطنية وتحالفات بمثابة حكم (إعدام) لهوية أصحابها مع (التعزير)!! يبقى المؤتمر والحوثي خارج إطار الوفاق الوطني العام، فالأول لا زالت الهوية على أبوابه لم يؤذن لها بالدخول، فهرم الحزب في (سجلات اللاوطنية) ودخول الهوية يعني سقوط (الهرم المسخ)!! .. أما الثاني والمتمثل بالتيار الحوثي يبقى تصريح ممثله في اللجنة الفنية للتحضير للحوار الوطني فيما يخص دعمهم للانفصال.. (بطاقة حمراء) للخروج من الملعب الوطني .
بقدر ما كان التغيير سراباً في تفكير أصحاب المشاريع الطائفية والعائلية بنفس القدر هو سراب حلمهم بعودة ما جعلته الثورة من الماضي.. الصراع لاستعادة الدولة والهوية الوطنية سيظل مستمراً وعلى السلطة التنفيذية (الرئيس وحكومة الوفاق) إيقاف التحالفات (بلا هوية)، فمسارها (الدمار) لليمن السعيد .
سليمان الحماطي
تحالفات بلا هوية !!! 1869