;
2012-07-23 03:02:58


أدرى البشائر تترى في نواحيها.. من بعد يأسٍ طغى من فعل طاغيها
من دمشق؟َ

دمشق الفيحاء قلب الشام، بل هي الشام، دمشق وصنعاء وروما يتنازعن الأقدمية في التاريخ فهي إن لم تكن أول مدينة أسست، فهي من أقدمها، دمشق ملتقى الحضارات القديمة والحديثة، تسابقت عليها بل تصارعت الأمم وتنافست على احتلالها والسيطرة على موقعها وخيراتها، ودمشق وبردى، وقاسيون والغوطة، والجامع الأموي، وعظماء الخلفاء بعد الخلفاء الراشدين.
دمشق العلماء العظام: شمس الدين الذهبي وسلطان العلماء العز بن عبدالسلام، وابن عساكر، وابن تيمية، وابن كثير وابن القيم وأعداد كبيرة من القدماء ومن المحدثين كذلك كثيرون أثروا في كل مجالات الحياة، وما نراه اليوم من آثارهم.
دمشق.. قال فيها وعنها الشعراء والأدباء ما لم يقولوا في غيرها، من حسان بن ثابت حتى أمير الشعراء شوقي، وما بعدهما، رسل أديب الشام الشيخ/ علي الطنطاوي ـ رحمه الله ـ كفاها قول شوفي:
آمنت بالله واستثنيت جنته.. دمشقُ روح وجنات وريحان
وقول آخر لدمشق كأنه يخاطبها اليوم
سلام من صبا بردى أرق.. ودمع لا يكفكف يا دمشق
وللحرية الحمراء باب.. بكل يدٍ مضرجةٍ يُدق
دمشق.. منطلق الإشعاع والحضارة والفتح الإسلامي الأموي حتى حدود الصين شرقاً وإلى عمق غرب أوروبا، وإن كان بعض المأزومين المهزومين، الشعوبيين يعتبرون ذلك جناية على الإسلام والمسلمين؟!.
دمشق.. مهبط المسيح عيسى بن مريم آخر الزمان حينما ينزل عند المغارة البيضاء شرقي دمشق وقت صلاة الفجر فيصلي ويتسلم الراية من المهدي فيطارد رجال اليهود الذي يكون قد استفحل شره، فيلحقه في القدس فيقتله في باب لُد:
دمشق.. التي أخنى عليها أسد كرتوني بطائفة حاقدة بعيدة عن الإسلام والعروبة والعدل المروءة، وحساب مستقبلها، طائفة ركبها وركب بها موجة ظلم وقهر وحرمان لأكثرية ساحقة استحقت ذلك بخنوعها وخضوعها، ونفاق منافقيها، هذه بعض دمشق..
والبشرى اليوم؟!
البشرى اليوم: ما نسمعه ونشاهده من ثبات عام في سوريا كلها للشعب السوري وإصراره على فك وكسر الأغلال والتخلص من الظالمين، الذين سلموا أهم موقع استراتيجي لإسرائيل "الجولان" وتخلوا عنه، واستعدوا وأعدوا العدة لضرب شعبهم وقتله وتدمير مقومات حياته.
البشريات تترى من كل محافظة من المحافظات السورية، أهمها الثبات، والإصرار والتقدم المتزايد، توج ما حدث في يوم 18/7/ حيث وصل الأحرار السوريون إلى وكر المجرمين القتلة المسيرين لدول خارجية ولعمى المذهب المقيت.
تستباح الدماء ويغضب رب السماء من أجل نزوة طائفية لتثبيت كرسي فرد، لاهم له سوى نفسه وبنيه وصاحبته وأخيه، والتعبير عن أحقادٍ وأطماعٍ جنونية.
والعجيب الغريب استحسان، بل ودعم هذه الأعمال الهمجية البعيدة كل البعد عن القيم السماوية والأرضية دول تدعم وتدافع عن نظام لا يعرف العدل ولا الإحسان، ولا الرحمة ولا حقوق الإنسان، تدعمه لمصلحة مادية قائمة، أو متوقعة، مع أن الشعب السوري لو تحرر، واستقر لما كان ضد المصالح المتبادلة غير المرهون بذل أو تبعيه.
وجهات أخرى تدعم بدافع القرابة المذهبية ـ ولو من بعيد ـ وهذه سواء كانت دولاً أو أقليات مبعثرة في دول أخرى تدعم بدافع العصبية، والحقد الدفين والثأر الموهوم المزعوم، وبدافع الرغبة في توسيع رقعة المذهب والنفوذ، والانتقام من عدو تصنعه هي وتحرص على بعثه ولملمته، ودفعه لأن يستعد للدفاع عن نفسه، ولن يقف عن ذلك إذا صحا، بل سيعامل بالمثل والبادئ أظلم بل سيحمل راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جديد من باب وبدافع أداء الواجب الذي فرضه الله عز وجل على عباده المؤمنين القادرين.
فتحرش طائفة بطوائف أخرى، وغزوها بأفكار لا يتقبلها نهجها، بل ولا هي من الإسلام في شيء، بل ولا يتقبلها العقل السليم، عمل خاطئ ـ خاطئ ـ خاطئ، سينبذ ـ سيقاوم ـ ستطرده، بيئة الفطرة والفكر السليم، ولن يكون له قرار، ولا مستقبل، ولا يجوز إهدار أموال الشعب المسكين المغلوب على أمره في مثل هذه الأعمال.
والمهم هنا أن الشعب السوري العملاق قد تمرد، قد حدد الغاية والأهداف، وسلك الوسائل الصحيحة وإن حفتها المكاره، ووقفت الدول الكبرى مكتفية بالكلام المندد، والإنكار المشدد، وضاع دور المراقبين.
اللهم أنصر الحق أينما كان، ومع من كان، وفي كل زمان يا ناصر المستضعفين، ومغيث الملهوفين تمم للشعب السوري وسائر المستضعفين النصر في هذا الشهر، شهر التغييرات والانتصارات، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.. وإلى بشرى أخرى.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد