هل رضيتم؟ قالوا: لا!! والحرابة النووية في الأرض "حتى تتبع ملتهم"..
حتى.. هذه غائية تفيد امتداد السخط وفي هذا الامتداد لا بد من تدرج مطلبي خطوة بعد أخرى لتحقيق الغاية، ولا بد من برنامج وتخطيط ومنهجية لمشروع كبير.
وهنا تبدأ المطالب المرحلية وتتوالى التنازلات الطابورية بلا مرحلية تتزامن مع المطالب، بل بسباق تفاعلي متسارع كما يفيده لفظ الآية "فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم" لماذا؟ ما هذه الهرولة المتلفة؟، وما هو المحفز؟ "يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة".
إذاً، إنه الخوف، إنه الجبن، يا للأسف أن يكون هذا البخس في قيادات العرب الآن، وهم أهل الشجاعة والإقدام، ما الذي أصابهم ومسخ فطرتهم؟.
الجواب منصوص "فترى الذين في قلوبهم مرض" إذاً هو القلب المريض، وإذا مرض القلب طبياً أمكن علاجه، لكن إذا كان المرض هو اختلال في العقائد والقيم والمبادئ والمكارم، فهنا البلاء..
أتريدون دليلاً على مسخ الفطرة العربية بل حتى الحيوانية والإنسانية فيهم، كان العربي إذا استنجده أحد أو لاذ به لا يمكن أن يسلمه ولو كان عدواً، لذلك دخل النبي صلى الله عليه وسلم تحت جوار المطعم بن عدي وكان كافراً، لكن الحمية الفطرية العربية كانت موجودة، واليوم بلاد العرب يديرها نخاسون أبرموا عقوداً على أساسها.
في بيع القضية الفلسطينية، بيع العراق، بيع قضايا الأمة وثرواتها ووحدتها وعنوان العقد (التعاون الدولي لإحلال السلام).
هذا هو العقد الباطل، عقد العمالة، والارتزاق؛ لأن مقصوده إحلال السلام الصهيوني والأمريكي وإرهاب وإرعاب وإرغام العرب وكل مسلم.
أيها الإخوة: لقد حصل التنازل حتى عن الغيرة الحيوانية؛ لأن الحيوان ولو قطاً صغيراً إذا هاجمته دافع عن نفسه، لقد حصل التنازل حتى عن الحمية الإنسانية فضلاً عن حمية الدين.
أتدرون تحت أي مسمى (عدم التدخل في الشئون الداخلية للغير) إذاً اضربونا اقتلونا اسجنونا، هذه أجواؤنا مفتوحة وأرضنا وقلوبنا لكم أيها الأصدقاء !! (بحسب لغة السياسة المنافقة اليوم).
إذا، هل رضيتم عنا؟ قالوا: لا.. ماذا تريدون بعد ذلك!.
(نعم للسلام العالمي) هذا أصل من أصول ديننا حقيقة ويكفي أن ديننا الحق اسمه الإسلام "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة"، لكن للأسف أن دول الهيمنة الكافرة استعملته كاستعمال الخوارج لمصطلح "إن الحكم إلا لله" ضد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتلوه به.
دعني أيها القارئ الكريم أذكرك بمعاهدات منع التسلح الاستراتيجي والنووي على المسلمين، وإن أدخلوا معهم من ضعفاء الدول تحليلاً.
إن صناعة السلاح النووي حكمه الشرعي أنه محرم؛ لأنه من الفساد في الأرض، والدول المالكة والمحتكرة له يمارسون الحرابة النووية في الأرض.. وفي هذه الحالة يتغير الحكم الشرعي بل والعقلي والسيادي لمن كان عنده ولاء وطني لأمته.
فيجب أحد أمرين: إما منعه على كافة دول العالم بلا استثناء بما في ذلك الدول الكبرى، أو صناعته للعالم كسلاح ردع يحدث توازن القوى في العالم، ولا يجوز استخدامه لا على مدني ولا على عسكري.. هذا هو العدل، والحق.
ومع هذا استسلم الضعفاء لقرار دول الهيمنة بالمنع عليهم والشرعنة لأنفسهم بل حتى السلاح الاستراتيجي منعنا منه.. ثم ماذا؟ التصنيع، لماذا لا توجد دولة عربية كاليابان التي ليس لها مواردنا، إنه تنازل آخر إذا، وبعده، لم ولن ترضى عنا لا اليهود ولا النصارى، فماذا بعد؟ الجهاد في سبيل الله هو الهدف القادم فكيف أقنعونا أن نتركه بل أن نحاربه؟!.
× أستاذ المقاصد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
fadelmorad@yahoo.com
المستشار د.فضل مراد
التنازلات 3 2089