محدودية الخيارات والتعايش السلمي
"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير" في هذا النص :
1. أبدية السخط على الرسول صلى الله عليه وسلم ودينه وأتباعه.
2. وفيه أن هذا السخط مغي بغاية وهدف "حتى تتبع ملتهم".
3. وفيه أن السخط والحنق ديني غايته دينية "ملتهم".
4. وفيه وجوب الإيمان بهذه الحقيقة؛ لأنها جزء من القرآن.
5. وفيه أن اليهود والنصارى مع افتراقهم اجتمعوا على هذه الفكرة الممنهجة.
6. وفيه أن من لوازم الإيمان بهذه الآية لزوم تصديقها والعمل بمقتضاها وأظهر ذلك الكف عن القرابين والتنازلات السياسية والسيادية والمصلحية؛ لأنها لا تجدي في كسب الرضا.
7. وفيه أن ملة الإسلام هي الحق ولا يقبل عند الله غيرها؛ لأنهم على الباطل.
8. وفيه أن ملة اليهود والنصارى ليست على الحق؛ لأنها لو كانت على الحق لما حرم الله اتباعها على محمد صلى الله عليه وسلم وأتباع دين الإسلام، بل جعل ذلك أهواء.
9. وفيه حرص اليهود والنصارى على أن نتبع ملتهم؛ لأنهم جعلوا الخيارات محدودة: إما الاتباع لنا، وإلا العداوة.
10- إذاً شعارات التعايش السلمي التي يرددونها إنما هي كذب، ولذلك أبشع الجرائم في العالم هم ارتكبوها ضد الإنسانية، منها فقط الحرب العالمية الأولى والثانية التي أهلكت عشرات الملايين وحرب العراق فقط مليون مسلم قتلهم الصليب.
11- أما نحن فلا إكراه في الدين، ومن لم يقاتل ولا يظاهر علينا فسنتعايش معه ونبره ونقسط له بالنص "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ولم يظاهروا على إخراجكم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين".
12- وفيه أن هذا النص يبين محدودية الخيارات من اليهود والنصارى في علاقاتهم معنا أهل الإسلام، إما أن نتبعهم أو لا رضا.. أو السخط المؤبد.
إذاً كيف نتعامل مع هذه الخيارات؟ كيف تريدني أن أتعامل معك وأنت تحاصرني هكذا؟ كذلك ما هي نتيجة هذا السخط؟
دعونا نجيب على هذه الأسئلة:
لقد تعجبت حين استقرأت ما فرض الله علينا أن نتعامل معهم، وما نواجه به هذا السخط.
إن هذا التعامل المفروض يكشف عدالة وسماحة هذا الدين، دين الإسلام العالمي الخاتم.
إن الذي أخبرنا في القرآن أن هؤلاء لا يمكن أن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم.
هو الذي أمرنا في نفس القرآن قائلاً:
"لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي".
"لكم دينكم ولي دين".
"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ولم يظاهروا على إخراجكم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين* إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم أن تولوهم".
"فإن قاتلوكم فاقتلوهم".
"فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين".
"فإن اعتزلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً".
أما السؤال الآخر، فهو عن نتيجة هذا السخط، هل هو عدم رضا نفسي فقط؟ هل هو مجرد موضوع أخلاقي خاص لا يتعدى إلى التعامل العام؟
هو في الحقيقة لم يكن كذلك، والدليل عليه الآن هو أن تنظر فقط إلى نشر الأخبار في عدد من القنوات العربية والعالمية، ماذا سترى؟ لقد جعلوا من بلادنا ساحة صراع ملتهب محلي ودولي، المشاكل والتفجيرات وسيلان الدم والفقر والجوع، كله في عالمنا العربي والإسلامي.. لماذا؟ لأن هذه هي النتيجة الطبيعية لساحة الحرب، هل تريد أن ترى في ساحة المعركة أزهاراً وثماراً تنمو أم تريد أن ترى رجال الأعمال وقد أنشأوا لهم سوقاً وسط ساحة القتال؟.
لن ترى المصانع ولا الصناعات ولا الإبداع، إننا في ساحة معركة حقيقية هي نتيجة لهذا السخط الأبدي، وليست هذه مبالغة ومزايدة؛ لأنها لو كانت كذلك لرأينا في الاتحاد الأوروبي والأمريكان والعالم غير الإسلامي، ولرأينا بعض هذه المظاهر هناك، لو كان ما يحصل في بلاد العرب والإسلام فلتة أو صدفة عادية.. لماذا لا تحصل هذه الصدف في غير بلادنا.
إذاً هي أمور ممنهجة ومخططة ومغياه إنه سخط لن ينتهي "حتى تتبع ملتهم".
fadelmorad@yahoo.com
المستشار د.فضل مراد
التنازلات (2) 2172