شيء جديد مذهل لم يعتاد الناس عليه من قبل ونال إعجاب واستحسان الكثير من أبناء مدينة القاعدة مديرية ذي السفال التابعة لمحافظة إب ، ذلك أن إدارة جديدة خلفت الإدارة السابقة حيث تم تكليف العقيد (عبدالرب الاصبحي) مديراً جديداً لها، وجاء بنظم وقوانين ولوائح لم يعتادوا عليها من قبل في عهد بعض الأسلاف من المدراء السابقين، فشعر المواطنون بنقلة نوعية نحو دولة النظام والقانون . كيف ذلك؟ والسبب ؟ لأنهم عاشوا في عهد بعض المدراء السابقين بوضع مأساوي. فقد كانت الحقوق تصادر والأعراض تُنتهك والأموال يُعتدى عليها والأفواه تُكمم والمدان بريء والبريء مدان والحكم للقوي كل هذا وذاك إذا كان صاحب الشكوى فقيراً لا مال له ولا من يتصل بعده فيكون إنصافه بقول (الفندم) ادخل الحبس فتنهمر الدموع من عينيه! وتتساقط على خده ! وتُبلل ثيابه ولا يملك إلا أن يقول حسبنا الله ونعم الوكيل ، أما المشكو به إذا كان غنياً أو يتمتع بمركز اجتماعي ونفوذ فيتم استقباله من باب مكتب المدير ويجلس إلى جواره حتى يُضبَط المجني عليه المسكين ويتعهد بعدم العودة إلى الإدارة شاكيا .وهكذا تراكم الفساد وزادت المظالم وضاعت الكثير من الحقوق .ناهيك إن القضايا المختلفة مدنية أو جنائية كانت تمكث بالإدارة ولا تحال إلى جهة الاختصاص (النيابة أو المحكمة) إلا إذا كان طالب الإحالة غنياً أو صاحب نفوذ، أما الفقراء والمساكين فتتعثر قضاياهم وتبقى في الإدارة إلى اجل غير مسمى بسبب أنهم لا يملكون تكاليف المدير والمحققين والعسكر وكُنْتَ ترى الشاكيين يتنادمون فيما بينهم ويتبادلون الحديث بألم ويقولون حقوقنا ضائعة وهذه( دولة الأغنياء) لكن سرعان ما جاءهم الفرج بتكليف (الاصبحي )مديراً جديداً، فأبدع وغيّر وأحدث إصلاحات ايجابية رائعة، ولأنه يتمتع بالخلق الكريم والنزاهة والاستقامة وقوة الشخصية فقد تأثر به الضباط والصف والأفراد فساروا بنفس المنوال وأصبحوا يحذون حذوه ويتخلقون بأخلاقه ويحترمون النظم والقوانين واللوائح، بَيْدَ أن من النظم التي جاء بها المدير عدم تلبية طلب الشاكي للتنفيذ والإرسال على خصمه بعدد من العساكر ولكن يُعطَى له طُلَابٌ من نوع خاص ليس كالطالبات التي تتعامل بها بعض الإدارات وان كانت من حيث الشكل واحدة إلا أنها تختلف من حيث المعنى والمضمون، فقد كانت في السابق لا معنى لها ويُضحك بها على الشاكيين فلا خصم يحضر ولا يُحمى بها شاكي ولا تُحفظ بها حقوق .أما طُلَابٌ الإدارة الجديدة فَبَعْد عرضه على الخصم فله أن يحدد موقفه بين أمرين (الأول) أن يُلبي طُلَاب الدولة فيحضر كي يرد على شكوى خصمه بما شاء وإن كان بالإمكان حل قضيته بالإدارة تم ذلك وإلا يُحال الطرفان بعد التحقيق إلى جهة الاختصاص نيابة أو محكمة (الثاني) أن يرفض ويستهين بالطلاب وبمن أصدره وبالمشكو به فيكون الجزاء من جنس العمل ويتم الإرسال عليه فيحضر كارها لإنصاف خصمه ويتحمل أدباً بموجب سندات رسمية وفقا للائحة وزارة الداخلية.وإذا كان الخصم متعجرفاً ومتمرداً تم إيقافه ويُحال محبوساً بعد التحقيق إلى جهة الاختصاص وفقا للقانون ناهيك أن من خصائص الإدارة الجديدة عدم التفرقة والتمييز والمحاباة أو المجاملة بين الخصوم، فالناس سواسية وتُحترم حقوقهم جميعا على حدٍ سواء فصاحب الحق هو المُكرم والمنتصر ،فلقد تم القبض على أشخاص يتمتعون بمراكز اجتماعية كبيرة ونفوذ إلا أنهم متهمون بجرائم جنائية فتباشر الإدارة التحقيق معهم ويتم إيداعهم الحبس بعد إثبات الواقعة على الرغم من عرضهم لمبالغ كبيرة لإخلاء سبيلهم حتى لا يكشف أمرهم غير أن الإدارة الجديد النزيهة رفضت وترفض كل الإغراءات وتتم الإحالة إلى جهة الاختصاص .
وهنا شعر المواطنون بالأمن والأمان وبوجود دولة قوية، فقانون اليوم يُنفذ على الجميع وليس كقانون الأمس الذي كان يُطبق على المساكين فقط ولو كان من قُبِض عليهم اليوم في عهد بعض الإدارات السابقة لأفرِج عنهم بجزءٍ من المبالغ التي عُرِضت على الإدارة الجديدة. وكم من المتهمين الخطيرين قُبِض عليهم في جرائم مختلفة سابقا وتم الإفراج عنهم دون الإحالة إلى جهة الاختصاص لكن الشيء الجميل والملفت للنظر أن الإدارة الجديدة أشعرت المجتمع بوجود دولة لها هيبة واحترام وبوجود القوانين واللوائح هذا فضلاً عن احترام الاختصاصات للسلطات المختلفة.
وعلى الرغم من أن مدينة القاعدة واسعة ومترامية الأطراف إلا أن السلطة أهملتها في جميع المجالات في ظل (النظام السابق) ومنها عدم اختيار مسئولين نزيهين وقانونين لإدارة المنطقة وذلك ما أدى إلى انتشار الجريمة بشكل غير عادي لاسيما وان بعض الإدارات السابقة أضاعت هيبة الدولة مما جعل المتهمين يتجولون بالشوارع بأمان، وذلك ما أدى إلى تطور الجريمة وزيادتها . وهو ما خلق الخوف والذعر لدى سكان المدينة وعلى العكس من ذلك فالإدارة الجديدة ضبطت الأمور واجتمعت بالوجهاء وعقال الحارات والأمناء والمشايخ والمثقفين والشخصيات الاجتماعية كون اغلبهم من رجال الضبط القضائي، فتدارس الجميع كيفية التعاون المشترك لتأمين المنطقة ، وبالفعل كان لهذه الخطه نجاحها وايجابياتها .
ونحن نهيب بالأخ مدير أمن المحافظة الجديد رجل القانون العميد/ فؤاد العطاب والأخ وزير الداخلية اللواء الدكتور /عبدالقادر قحطان دعمهما الكامل لإدارة أمن القاعدة وأمثالها من الإدارات التي يعمل بها الشرفاء النزيهون وبذلك سَيُبَادر الآخرون من الضباط والصف والأفراد إلى التأسي بهم فتكون النتيجة إحلال الأمن والأمان في ربوع اليمن الحبيب ويتحقق وجود الدولة المدنية الحديثة التي ثار الشعب من أجل إيجادها، ولن يتحقق ذلك إلا بتعاون الجميع وفي سبيل خدمة الشعب والوطن فليتنافس المتنافسون .
أحمد محمد نعمان
فِي الأمْنِ مُدَرَاءُ نَمَاذِج!! 1700