الوضع خارج حدود المنزل يبشر بكارثة ! ..نعم كارثة وبأقرب أشكالها، فبمجرد أن تخطو قدماكقليلاً حتى تختنق بروائح القمامة المُكدّسة في كل مكان حتى بات منظرها ديكوراً للشوارع والجولات ولا أعلم بالضبط حتى الآن ما الذي ينتظره المسئولون وعمال النظافة حتى تتحرك ضمائرهم قبل مكانسهم في الشوارع فتزيل الأذى من الطريق ؟!.
ما أتخيله أن المسئول سيلتفت إلى عامل النظافة ليعاتبه على تقصيره وعامل النظافة سيعقد حاجبيه ليعاقب المسئول والأصح ليعاقب شعباً بأكمله على سرقة (700) وظيفة كان من المفترض بذلها لعمال النظافة وفيما يتبادلان نظرات الاتهام يكون الشعب مات اختناقاً بروائح النفايات ومخلفاتها الذي مازال يصر البعض على حرقها بجانبي الشوارع والحواري وهذا ما يزيد الطين بله، فمن لم يمت بالجدري مات بالطاعون .. ومحزاية الديدي مستمرة !.
قد يكون المشهد بات مألوفاً عند البعض ولكن ما شعرت به حينها يتعدى شعور الحزن والقلق والخوف خاصة وأني وبعين واحدة وعلى طول شارع في تعز رأيت ما يزيد عن عشر جولات نفايات تحوم حولها الذباب ومناظر تجلب الغثاء (مع احترامي للقارئ الكريم) وكأنه ينقص شوارعنا الضيقة والمزدحمة ببسطات البيع أكوام نفايات وأدخنة خانقة فيكتمل المشهد الحضاري !.
وإليكم من القلق جانباً: نحن مقبلون على شهر كريم أعتدنا فيه على رؤية بقايا الطعام على جوانب الشوارع وبجوار براميل القمامة بالرغم من أصوات الأمعاء الخاوية في نهار وليل شهر رمضان وهذا يعني أن المشكلة ستتفاقم أكثر إن لم نهرع لحلها والبلد مش ناقصة ..والحل ؟!.
الحل أن تتكالب الجهود بأسرع ما يمكن بداية من الحكومة والذي سمعنا أنها أقرت إعادة توظيف عمال النظافة المضربين عن العمل ، مروراً بعمال النظافة والذي يأتي عظيم دورهم بعظمة الرسالة التي دلنا عليها الرسول عليه أفضل الصلوات والتسليم في أجر وثواب إماطة الأذى عن الطريق .. ولا نجاح يكتمل دون دورنا نحن سكّان المدينة، فلو أن كلاً، منا شارك في تحسين المدينة لظهرت نتائج فورية ولابتسم ثغر المدينة .
- لو أن أصحاب المحلات والمؤسسات والمطاعم والمتاجر قاموا بتنظيف عتباتهم والجدران المحيطة بهم ووضعوا حتى دهاناً أبيضاً أمام مداخلهم لتزينت واجهة المدينة !.
- لو أن كل أم حرصت على تربية أولادها وإلزامهم بعدم رمي القمامة سوى بالأماكن المخصصة لها لكانوا أطفالاً تفخر بهم المدينة ..
- لو أن كل معلم ومعلمة حثوا الطلبة للمشاركة في الحفاظ على المدينة لتحقق حلم المدينة ..
- لو أن المدينة كانت لنا أولوية لأبدعنا في تجميلها وتحسينها ولتدفقت الأفكار الجميلة ولكننا لا نؤمن بالمدينة ولا نعي قدر المدينة ولا نبذل جهداً لتجسيد حلم المدينة ...
ولعل هذا الدور الذي تقوم عليه إدارة المحافظة بشأن التوعية بخصوصه ممثلة بالأستاذة القديرة منى لقمان ـ المستشارة الإعلامية بالمحافظة عبر نشر فلايرات ونشرات توعوية على مراحل تدعو الاتحادات والتكتلات والمجالس الشبابية ومنظمات المجتمع المدني ولمن يود المشاركة في تحقيق حلم المدينة الباسمة النموذجية عبر حملة (مدينتي ) سفراء المدينة ولأنها مدينتي سأحافظ عليها ..حيث رسم الطاقم الخطوة الأولى بتنظيف وإزالة الملصقات والشوائب الغير لائقة من جدران المدينة وزيارة أصحاب المحلات وهذا يعد عملاً جباراً تُشكر المحافظة والقائمين على الحملة عليها وتعد بذرة خير ستسقيها أفكار جديدة أخرى تحرص المحافظة على إتمامها وجعل مدينتي جميلة بجمال أرواح أبناءها.. فلتكن كذلك .
أحلام المقالح
مدينتي ..وسفراء المدينة 1954