تعتبر المبادرة الخليجية هي الحل الوحيد لإخراج اليمن من الأزمة (الثورة )التي عصفت بالظلم والفساد الذي استشرى بالجسد اليمني أرضاً وإنساناً ولكي نعتبرها كذلك يجب العمل بها بنداً بنداً بالترتيب الذي هي عليه وأتت به، أما غير ذلك فهي تعتبر الدوامة الخليجية التي أتوا بها لإجهاض الثورة الشبابية السلمية وإدخال اليمن في دوامات عدة يكون المستفيد منها تمرير مصالح الدول الراعية للمبادرة الخليجية لكي يملوا من الثورة ويصابوا باليأس من تحقيق بقية أهداف ثورتهم وخاصة بعد ما كشف النقاب عن تأخر اجتماع مؤتمر الدول المانحة بشرط استتباب الأمن وإخلاء الساحات وكذلك توقف دعم أصدقاء اليمن الذي يقدر بأربعة مليار دولار للسبب نفسه, لذلك لم ينفذ من هذه المبادرة الخليجية إلا بند واحد وهو الانتخابات وتشكيل حكومة وفاق ولم يلمس المواطن بوادر هذا التغير الجزئي والذي كانت جميع مكونات الثورة تأمل من هذا التغير إكمال تحقيق بقية أهداف الثورة التي ضحوا من أجلها بدمائهم الطاهرة, وبقي البند الثاني من المبادرة في دوامة هيكلة الجيش الذي هو من أولويات المرحلة الراهنة. كونه أهم أسباب عدم الأمن والاستقرار لما يشكله من انقسام وهذا الانقسام الذي أدى إلى دوامة من الصراعات السياسية و المذهبية والطائفية التي راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى وآلاف النازحين.. ولذلك إذا تحقق هذا وتم هيكلة الجيش وإقالة مراكز النفوذ المتصارعة منه وتوحيده على أسس وطنية وتحت وزارتي الدفاع والداخلية. فهذه الخطوة سوف تكون أولى خطوات نجاح مؤتمر الحوار الوطني، لما يشكله هذا الحوار من أهمية قصوى لإخراج اليمن إلي بر الأمان ويكون حواراً آمناً من كل العقبات التي سيخلقها أمامه النظام السابق لإفشاله أو حتى إطالته حتى يزرع الخصام بين مكوناته كما فعل بالساحات.
وأخيراً إن عودة الثورة إلى قوتها ووهجها التي كانت عليها بالتزامن مع خطوات المسار السياسي الذي يتمثل بالهيكلة والحوار والانتخابات هي الحل الأسلم والأنجع لهذه المرحلة، لأنهما مساران لا يستغني أحدهما عن الأخر إذا فقد أحدهما اعتل الآخر وتبعه نفس المصير ولأن المسار الثوري هو الذي سوف يزيل العقبات والعثرات التي ستوضع أمام المسار السياسي من قبل فئة لا تريد لليمن الخير وتريد إعادة وإنتاج النظام السابق مع التغير في الشكل فقط.. عاشــــــــــت اليمــــــــن حـــــــــرة.