بالرغم من كل الأحداث المأساوية التي يمر بها الوطن إلا أن الأمل لا يزال يلوح في الأفق مستبشراً بقدوم شهر الخير والرحمة شهر رمضان المبارك، فلعل هذا الشهر يكون له دوره البطولي والبارز في حسم معركة الأحقاد على وطن الإيمان والحكمة، فلعلهم يتوقفون عن ممارسة طقوس العدوان بعلانية وجهر تحت مسمى الإرهاب، هذا المصطلح الذي لا يردعه دين، كونه لا يخضع إلى أي تشريع سماوي ولا يحترم أي حكم وضعي، فهو جاحد لا يحكمه دين ولا يُسيره مبدأ، حيث أنه لا يؤمن سوى بأفكار سوداء تُحيك ظلامها المؤامرات والسياسات الملعونة التي تسعى لتحقيق مصالحها بدماء الأبرياء وصرخات الأطفال ودموع الأمهات ودعوات الثُكالى، لا ذنب لهم ولا جُرم يُعاقبون عليه سوى أنهم ينتمون إلى وطن مستهدف ومقصود دماره، فكلما نظرنا إلى الواقع بعين تفائل تقذف على أبصارنا هول كارثة إنسانية تجعلنا نعمى عن رؤية الأمل والغد المشرق الذي ننشده، فتظل أبصارنا شاخصة بوجه المصائب التي تُحيط بحياتنا من كل صوب وحدب واقع سياسي لا يزال التناحر عنوانه وواقع اقتصادي يُشير إلى الهلاك وواقع اجتماعي متفكك نتيجة صراعه وانصدامه بالواقع السياسي والاقتصادي وتبقى الكارثة العظمى والمصيبة الأكبر هي الإرهاب التي تعتبر القشة التي ستقسم ظهر الوطن وكأن البلاد ينقصها قهر ومعاناة، نصحو مابين الفترة والأخرى على فجائع تقشعر من بشاعتها الأبدان وتبكي من هولها القلوب، إلى متى سيظل الإرهاب يحصد أرواح أبرياء ويدمر وطناً لا يحمل من ملامح الوجود سوى بقايا؟ وإلى متى سيظل الإرهاب الورقة الملعونة التي يُحركها الساسة بوجه مصالحهم ليفوزوا بتحطيم الوطن والمواطن فداء لقذارتهم السياسية وفوق كل هذه الأوضاع الصعبة والظروف الخانقة يُخلق من رحم السفائف مسؤل بذيء لا يجيد سوى لغة الملاسنة التي تعكس ثقافة النظام السابق الذي كان يؤهل أتباعه على أن يكونوا وقحين إلى درجة تتجاوز حدود المعقول، فالأحداث الأخيرة بقدر ما أبرزت رجالاً شامخين بمسؤوليتهم ليكونوا بحجم الوطن أخرجت أيضاً من أصلابها رجالاً بعقول فارغة ومريضة بالحماقة، فياأيها الحمقى الوقت الراهن ليس وقت ملاسنات ومكايدات وتصفية الحسابات الخاصة، إتقوا الله بالوطن والمواطن المغلوب على أمره الذي قضى عمره وهو ينتظر أن تحسوا بمعاناته، فشهر رمضان قادم والأوضاع لا تحمل تباشير اسمه بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يتكبدها المواطن، فأحسنوا النية اتجاه خدمة الوطن.
مع كل هذا سنظل ندعوا إلى التفائل ونجعل ثقتنا بالله عز وجل أكبر وسنوكل أمرنا إليه فهو الرحمن الرحيم، فأساله عز وجل أن يبلغنا الشهر الكريم.. فشهركم مبارك أعزائي القُراء وكل عام وأنتم والوطن بألف خير.
* بقايا حبر:
وطني ينام على رعشة الفجيعة, ويستيقظ على صوت الموت.
نعائم شائف عون الخليدي
شهركم مبارك!.... 2307