ليس من العدالة بمكان أن يكون هناك نظام أو حاكم يحدد تسعيرة البشر الذين كرمهم الله ورفع من شأنهم، "فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".. نحن "ببلاش" هذه حقيقة مرة وهي حالنا، لتجد عجوز يحكي لك أحوال تدهور سعر "النفر" من صنف "أبو يمن" فيروي لك هذا الكهل ما حققه الرئيس الشهيد/ الحمدي من تسعيرة مرتفعة لـ"أبو يمن"، حتى كان كل يمني يمشي رافع رأسه ومطاولاً به عنان السماء بزهو وفخر بانتمائه لأصل العروبة "أنا يمني".
جاء بعد الحمدي نظام أسقط التسعيرة وأصبح حالنا كحال الريال اليمني "الهزيل"، دماؤنا رخيصة وكرامتنا مهدورة، فبقدر ما تحتاج "شوالة مرزوعة" فئة ألف ريال لشراء "حتة" أرض يحتاج كل مصاص دماء كومة بشر "أبو يمن" كي تفتر قواه الشيطانية قليلاً ومع كثرة مصاصي الدماء وكارهي الوطن وعشاق الجريمة يبدو لي أن تسعيرتنا جميعاً الخمسة والعشرين مليون لن تشبع رغباتهم "يا بلاشاه".
الدم "واللحم والشحم" اليمني "بورة"، وإلا لما رأينا قوافل الشهداء تزف إلى الموت بالعشرات برفقة المئات من الجرحى، في الطرقات والساحات وتحت سحائب الرصاصات الطائشة، وكل هذا لم يحرك أسف أحد سوى استغلال فرقاء العمل السياسي لأشلاء أبو يمن ليتقاسموا نخب "النذالة" بدماء البشر وبعدها تراشقهم بالاتهامات، محولين مسارح موتنا إلى فرص ثمينة لتصفية أحقاد دفينة .
في الطرقات "نموت"، في الساحات "نموت"، في الحدود باحثين عن ما يسد رمقنا "نموت"، من طيش وسفه المستهترين بخراطيش النار مغدورين "نموت"، في المستشفيات أمام قطار انتظار أدوارنا لسرير "نموت"، من الأمراض التي انتهت من العالم "نموت"، من السموم التي تدخل البلد وتستخدم في كل المنتجات "نموت"، ومن كثرة الموت فقدنا طعم الحياة .
يا إلهي.. من أنات وبكاء الأطفال ونوح الثكالى على فقد من قتلوا "نموت"، كم هي مأساة الوطن وأنت تحترق لحرقة فؤاد أم ودعت ولدها بكامل قواه وفي حساباتها الكون أجمع لا يساوي ظفراً من أظافر "ضناها" لتكتشف بأن ولدها لم ولن يعد "رخيص واصطرف" قتل بأبشع طريقة وثمن قاتله "الحور العين وكواعب أترابا، وأنهار من خمر وولدان وقصور في الفردوس" يا لحزن الأم، ويا لعزرائيل الذي يتأخر عنها، فهي لم تعد بحاجة سوى للحاق بفلذة كبدها ، "أين أنت يا موت؟".
ومن يحس بتقلصات الروح سوى تلك العائلة التي فقدت "نفر رخيص"، لكنه غال وثمين فقط وفقط لديهم؟!، فهل لنا من يحدد تسعيرتنا بالكون وإذ لم يستطع على الأقل يجعل تسعيرة النفر اليمني بنفس تسعيرة اليهودي "كجلعاد شاليط" مثلاً وذلك أضعف الإيمان؟!.
* غصة وطن :
مازالت دماء بني قومي تملأ شوارع مدينتي
ومازلت أقتات حزني صباح مساء
آن لقصيدة غجرية أن تبوح بسر الحزن
وكيف.. كيف أقول لفرحي ترجل
كبوت بحرفي
ولم أمتطِ يوماً عبارة تمسح دمعة بخد يتيمة
هزيمة الروح شنعاء
وهول نزيف الفؤاد مرير
فلتخرس الحروف التي تباطأت عن منع الدماء
alnawras85@hotmail.com
أحمد حمود الأثوري
حقول ملغمة.... كجلعاد شاليط وذلك أضعف الإيمان 2062