قالت لي امرأة مسنة التقيتها في أحد أماكن التسوق:أخشى أن ما يجري في سوريا سيعود علينا بالويل وغضب الله،لقد كنا ننظر نحن الشعوب لما يجري من ظلم وقتل لشعب فلسطين ولا يهز فينا الغيرة والنخوة،وها نحن إلىوم نتجرع ما عاناه بالأمس شعب فلسطين الصابر..رحمتك يا الله،ولا تؤاخذنا بذنوبنا وتقصيرنا.. صدقت المرأة،وكأن التاريخ يعيد نفسه،سبحان الله..أرى مشاهد المجازر والقتل التي تتكرر يوميا في سوريا وكانت بالأمس في مدن إلىمن وليبيا ومذابح الثوار في ساحات التظاهر في الوطن العربي،هنا يعاقب الشعب العربي الثائر أين ما كان،الدم العربي واحد،والمعاناة واحدة،والألم واحد .سبحان الذي سخر لنا ربيعا عربيا أذهلنا به العالم، العالم الذي طالما ظل ينظر إلىنا نظرة دونية،سبحانك يا الله كيف انك وحدك تحي الموتى،كيف أحييتنا نحن العرب وقد كنا أمواتاً، وكيف حيينا وكيف مات الخوف في نفوسنا.
حتى الأطفال في ثوراتنا يستقبلون الموت بشجاعة محيرة،شجاعة وقف عندها الكل،وحاول كبار المحللين والنخب والأساتذة تحليلها..تفسيرها..لكنها ظلت عصية على الفهم والتفسير والمنطق،لا يفسرها غير:سبحان الذي أحيانا بعد أن كنا أموات.غير أن ما يحز في النفس ويؤلم أن تونس العظيمة التي أهدتنا الربيع العربي استقبلت قبل أيام بحفاوة(لاحظوا هذا التوقيت في عز المجازر ضد الشعب السوري)مسؤول روسي كبير وعقدت جلسات ووقعت اتفاقيات اقتصادية كبيرة ووو،كأن ليس في سوريا الآن نهر دم يسكب،كأن ليس في سوريا الآن أعراض وحرمات تنتهك بالدعم الروسي اللا محدود لطاغية الشام،يااا تونس الثورة..يااا تونس محمد البوعزيزي.عااار ما فعلتموه بحق الشعب السوري.حرام أن تفتحوا أبواب بلدكم للقاتل،نعم الروسي قاتل،فمن يدعم القاتل فهو قاتل مثله.يفترض إغلاق الأبواب أمام كل ما هو روسي.لم ننسى بعد جرائمهم بالأمس (والى الآن) بالشيشان المسلم،وهاهم إلىوم يكررون أحقادهم على كل ما هو مسلم.
ماذا فعلنا لهم ليفعلوا بنا كل هذا؟.حسبنا الله فيهم وكفى.. لله درك يا شعب سوريا العظيم كيف تركت وحدك في وجه الموت والمحنة، آآآه على عرب كانت الشهامة والنخوة هي حياتهم وهي رأس المال وأغلى من الروح.بوركت يا شعب سوريا..وبوركت سواعد شبابك يا سوريا فهي وحدها من ستصنع الملحمة،وإن الفجر آت آت بإذن الله مهما طال الليل.أريد هنا أن انتقل إلى الناحية العملية وماذا يجب على كل عربي حر أن يفعله، دعونا نتفق أولاً أن الاكتفاء بالصمت جريمة.. وأن يلهج لسانك بالدعاء لهم كل يوم، فهذا واجب وأقل ما يجب أن تفعله كمسلم،ونحن نفعله بإذن الله.لكن هناك أمور يجب على شباب الثورة الأبطال بإلىمن أن يفعلوها،أخاطب اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية والأخت العزيزة الثائرة توكل كرمان تحديداً، لأني سمعتها تقول ذات مرة أنها متفرغة الآن لنصرة الثورة والشعب السوري،أخاطبهم وأقترح خطوات عملية إن قمنا بها ففيها خير كثير لشعب سوريا الشقيق ولنا كشعوب الربيع العربي حتى نشعر أننا قمنا فعلاً بثورة، وأن ثورتنا حية ومستمرة وحتى نشعر بكرامتنا وبأننا نحن الشعب أصحاب القرار.
أول الخطوات لشباب الثورة بالساحات بعموم إلىمن إعلان الاستنفار التام، فهناك شعب يذبح في سوريا الشقيقة، والعمل على توجيه كل طاقات الشباب لفعل ثوري قوي بكل محافظات إلىمن من أجل أولاً: إغلاق سفارة الأسد وطرد سفيره،ليس بالمطالبة بل التنفيذ الفوري وعلى حكومة الوفاق أن تستجيب فوراً للشعب ولا تجعل وزراء المؤتمر المتآمرين على الثورة الذين يعرقلون إلى الآن بكل وقاحة طرد سفير الأسد دون أي اعتبار لمشاعر25مليون يمني ثائر، لا يجعلوا وزراء المؤتمر أهم من الشعب كله، مطلوب من الشباب التظاهر والاعتصام الدائم أمام السفارة السورية حتى ترغم حكومتنا إرغاما على تحقيق هذا المطلب،عار على الشعب إلىمني إلى الآن ما زالت سفارة الأسد مفتوحة في صنعاء.
ثانياً: نطلب من اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية أن تقوم بإرسال رسالة بالوسيلة التي تراها باسم ثوار إلىمن إلى قيادة تونس المنتخبة تبلغهم غضب واستنكار وصدمة شعب إلىمن الثائر وثوار الربيع العربي من استقبال تونس الثائرة للمسئول الروسي في هذا الوقت بالذات الذي بلغ فيه سفك الدم السوري إلى درجة غير مسبوقة وبدعم روسيا اللا أخلاقي للقتلة هناك،ونطلب من حكومة تونس الاعتذار لشعب سوريا وإلغاء كل ما تم من صفقات واتفاقيات أثناء هذه الزيارة المشئومة،ونحن متأكدين أن هذه رغبة شعب تونس العظيم الذي علم العالم كيف تكون الثورة على الظلم،ونرجوهم مخاطبة حكومتهم والضغط عليها لإلغاء نتائج تلك الزيارة.
ثالثاً: نطلب من شباب الثورة بإلىمن التواصل مع ساحات وثوار الدول العربية أو على الأقل مع خمس دول كبداية والاقتراح عليهم والتنسيق معهم أن يقوم الشباب بهذه الدول بالتظاهر معنا بتوقيت موحد وجمعة موحدة (لابد أن ننسى وننحي جانباً همومنا ومشاكلنا الداخلية الآن، فهناك شعب شقيق يذبح يومياً بحاجة لدعمنا ونصرتنا) نتظاهر موحدين على مطلب واحد فقط هو إلزام حكوماتنا بعمل اتفاقية موحدة لهذه الدول الخمس مع بلدنا، تلزمهم بمقاطعة شاملة لروسيا وإيران والصين من كل نواحي الاقتصاد والسياسة ومنع حتى سفنهم وطائراتهم من المرور ببحارنا وأجوائنا، على أن يستمر الشباب بالضغط والتظاهر السلمي الحاشد إلى أن يتحقق مطلبهم بشكل عملي فوري.
أخيراً أرجو من شباب الثورة ممثلين باللجنة التنظيمية والائتلافات الثورية في كل المحافظات التفاعل مع هذه المقالة وأن يبدؤوا من الآن التنسيق مع بعضهم لتحقيق هذه الفكرة على الأرض،فأشقاؤنا ثوار سوريا وشعبها يستحقون منا ذلك وأكثر، وخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة،فلنخطوها الآن.. نرجوكم يا ثوار إلىمن.. افعلوها الآن..فأنتم لها.
لينا صالح موسى
سوريا تناديكم 2016