سؤال يسأله كثير من الناس وخاصة البسطاء منهم: لماذا الثورة لم تحقق إلا هدفاً واحداً هو خروج صالح من دار الرئاسة ولم يستطع هادي دخولها لممارسة مهامه من هناك؟.
الثورة إلىمنية أتت في مرحلة كانت في قمة وهجها الثوري ولكن هناك أسباب أدت إلى ضعف الأداء الثوري وجعلها لا تتراوح مكانها في الخيام منذ سنة ونيف ومن هذه الأسباب كالتإلى:ـ
السبب الأول:ـ الأحزاب السياسية وأداؤها البطيء مع الأحداث وعدم استغلال هذه الأحداث لصالح هذه الثورة التي أثقلت كاهل الوهج الثوري بمسارها السياسي الذي اقتلع رأس النظام بفضل الثورة ولكن أبقى على الجسد الفاسد الذين لوثوا الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بفسادهم وهذا الجسد بقي بفضل المسار السياسي الرديء، والذين كانت لهم حساباتهم الخاصة أنه إذا أسقط النظام فإننا سوف نخسر دماءً كثيرة وستدخل إلىمن في أتون حرب أهلية يعلم الله إلى متى سوف تستمر وليس هذا فحسب وإنما بعض القوى سوف تستغل هذه الفوضى وتقسم إلىمن إلى عدة دويلات وهذه تحسب للمسار السياسي.
السبب الثاني:ـ العوامل الخارجية المبنية على المصالح التي كانت ترتبط بالنظام السابق ولم يرق لهذه الدول هذا التغير السياسي بقلع رأس المصالح وبقية أذنابه كذلك ولم يكن خلال هذه الفترة يوجد البديل لهذا النظام المبني على نفس هذه المصالح وبعد أن تبين لها أنه لم يعد أمامها سوى الرضوخ لإرادة الشعب، أتت بالمبادرة التي أخرجت احدهم وأبقت على فلول النظام من الفاسدين.
وبذالك يمكن القول أن صالح سلم السلطة عبارة عن حبر على ورق وأنه مازال يمارس نفوذه وسلطته بالمال والجيش والأمن الذي مازالت بأيدي عائلة صالح.
السبب الثالث:ـ وهو التسوية السياسية التي ابتلعت الثورة وجعلتها راكدة وهذه التسوية لم تتم بالوجه المطلوب وأتت وكل طرف وجل وخائف من الطرف الأخر وبتربص به ويعمل من اجل مصلحته الذاتية بعيداً عن مصالح الوطن العليا وبهذا التربص يخدم النظام السابق لكي يقول ما الذي فعلته الثورة لكم.
السبب الرابع:ـ الحصانة للقتلة وللفاسدين وهذه الحصانة أعطت الثقة للفاسدين بأن يتمادوا بفسادهم وبخلط الأوراق واللعب بالتسوية السياسية بالأموال التي نهبوها والآن هي التي تضر بمصلحة الوطن من خلال شراء الذمم والتخريب وإيجاد العقبات أمام طريق الوفاق والرئيس هادي .
حفظ الله إلىمن النصر للثورة والمجد والرحمة للشهداء والحياة الكريمة لليمنيين.
نشوان العمراني
أين ذهبت الثورة؟ 1910