أرى البشائر تترى في نواحيها.. من بعد يأسٍ طغى من فعلِ طاغيها
بشرى جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية
بشرى إشهار جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ثمرة من ثمرات الثورة المباركة، إذ إشهارها لم يتم من قبل خوفاً وهروباً من التعقيدات، ووضع العقبات والمزيد من التحريات: ما هي ـ ما لونها ـ ممن ـ ولمن، وإلى أين..؟ وخوف وتخويف الخيرين من دعمها فهي خيرية، تأخرت لهذه الأسباب ولغيرها وإلا فهي جاهزة بدأت نواتها الأولى قبل ثمانية عشر عاماً بالكلية العليا للقرآن الكريم بأقسامها، ثم نشأت لها فروع في بعض المحافظات، وتكونه لها أصول ذات قيمة كبيرة بفضل الله ثم بدعم الخيرين الذين يستبشرون ويفرحون بهذا العلم الضروري لكل مسلم، ولا ينزعجون، ولا يشكون، بل يتحرون الحقيقة.. فيتبعونها.
هي بشرى بإشهارها، وما ستضمنه من كليات جديدة تلبي حاجة المجتمع، وهي بشرى للمتعطشين لهذا النوع من التعليم من الطلاب والطالبات، أولياء أمورهم، ونحن واثقون أن المستبشرين يدركون أهمية هذا العلم ويدرون معنى قول الله عز وجل ((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيرا". يعلمون أن القرآن بتشريعه، ومعالمه التي تضمنها تحقيق لمن التزمها حياة أقوم وأكرم في الآخرة، ونحن واثقون أيضاً أن هؤلاء المنزعجين ليسوا أعداء الله، ولا أعداء القرآن، ولا أعداء الإسلام، لكنهم يهيمون وراء الأوهام، وأضغاث الأحلام، رُبما بما غُرس في أذهانهم أن من يعمل للقرآن، من يخدم القرآن، من ينصر القرآن.. هو في الآخير، بل في الأول والأخير يخدم الإصلاح، وهذا وهم "يباركه الشيطان، وإلا فإن القرآن الكريم هو الوحيد الذي لا يختلف الناس عليه، فالأولى بهم أن ينافسوا في ميدان القرآن وعلومه.. إن استطاعوا ـ والثابت من الواقع أنه لا يثبت في خدمة القرآن وعلومه.. إلا من يحبه، إلا من يجله، إلا من يعمل به، فإذا ذهب يُمذهبه، أو يحزبه، أو يرتزق به.. ذهب الجهود سدى، ولا تظهر من ذلك شره.
فنصيحتي إلى المنتفعين مما يقولونه في الآخرين بدراهم معدودة نسائله، أن يفرقوا بين المكايدات الحزبية، وبين مهاجمة الخير والخيرين، فإن هذا يرتد على صاحبه، والصحف والمواقع التي خافت وخوفت من الإسلاميين، وأرفقت صوراً مخيفة مع خبر رئيس الوزراء الذي رعى حفل الإشهار وأثنى بكلمات حق وتبرع بالميسور من الدولة ومن الرئيس ومنه شخصياً، نشكر هذه الصحف على أمانتها بما نشرته وما أبرزته من عناوين، وما أرفقت من صور، وأبشرها أن ذلك هو الحق المبين، وأن ما كان يصدَّق بالأمس أصبح منكراً يتقزز منه جميع الناس، لا تربطوا بين الإسلاميين وتعلم القرآن الكريم، وإن كان أعز ما عند الإسلاميين القرآن الكريم..وأشرف عمل يعملونه أن يعيشوا في ظلال القرآن: حياة، وتعليماً، وتخلقاً: (كان خلقه القرآن) (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
فالجامعة بأشهارها بشرى للجميع، وستفتح كلياتها للجميع فادفعوا بأبنائكم، وإخوانكم، وأبناء أخوانكم، ومن تؤثرون عليهم ليسجلوا ـ لينهلوا من معنى القرآن بشرطي فقط أولهما توفر شروط القبول الصارمة، الثاني التزام نظم وآداب الجامعة.
وشيء هام لا يدركه كثير من الناس هو واجب الدولة الإسلامية، وكل الدول السلامية المعترف بها دولياً هي أعضاء في الأمم المتحدة "سبع وخمسون دولة" إسلامية، واجبها كلها تعليم العلوم الإسلامية: عقيدة وعبادة ومعاملات وسياسات واقتصاد، وحقوق الإنسان والآداب والأخلاق، تماماً كما تعلم علوم الحرف والعلوم الدنيوية البحتة، فلا تحافظ الأمم على كيانها إلا بالحفاظ على هويتها ديناً وخلقاً:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان.. ولا حياة لمن لم يحي دينه
إقبال
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
شوقي
ولا يمكن تعلم ذلك إلا من ديننا بقرآنه المحكم، وكل مكارم الأخلاق والقيم في القرآن، فالحقوق المتبادلة، والعدل، والإحسان، والرحمة، والتآخي، والتعاون على البر والتقوى، والصدق والأمان، والإنفاق، والتسامح، العفو، كل ذلك وغيره أكثر في القرآن الكريم والسنة المطهرة مكملة منفصلة له، ونحن في الجامعة في مختلف الكليات سنركز على هذه القيم، والعلوم الضرورية، والعلوم المساعدة وذلك هو البناء الصحيح، وتلك هي النخبة، فما ضاع المسلمون إلا حينما فقدوا القيم، فصاروا آخر الأمم.. فالعودة العودة، لا يجوز التأخير، فالليل قد انجلى، والقيد قد انكسر، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
د.غالب عبدالكافي القرشي
بشائر ......... 2353