كما هي قناعتي بعدم جدوى الساحة فإن شيئاً من ذلك يتسلل أن لا جدوى من تجمع الستين وأمثاله، لكنه العدم الذي لا بد منه حتى يخلق العقل الثوري بديل مجد.
أي حوار؟
ستظل الأصوات صاخبة وسقفها مرتفعاً ولا جدوى من الحوار بدون مؤسسات دولة، فلتنصب الجهود تجاه بناء الدولة ثقافة وسلوكاً ومؤسسات، كيف يكون الحوار مع من هو ابن الله!!.
البعض مشغول بتسجيل نقاط ثورية ـ بحسب زعمه ـ وبيانات مزايدة فقط ليس إلاَّ، لا تهمه ثورة بقدر ما يهمه ما يضيف إلى ملفه الشخصي أنه كان ثائراً ويسجل بها حضوراً هناك وهناك، ولعلكم ترون في المشاركات ما يعكس هذا في كل ثانية.. والوعي يجب أن يتجه أن لا عائق أمام الثورة وتحقق أهدافها إلاّ (المسوون) والحكومة ورئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي.
قبل الحوار يجب أن توجد دولة ومكونات شرعية قانونية معروفة الأحجام، تدخل الحوار بأوزان حقيقية وإلا فهي الفوضى والمكونات الشخصية لا الهدف الوطني ومشروع الوطن.. ليس مهمة هادي الحوار وعليه إيجاد دولة ونظام وقانون.
ما وقعت فيه الثورة هو أزمة نخبة لم تستطع أن تشخص الحالة الثورية وتقول ما الذي يجب أو أنها خيانة النخبة أو غيابها أو انعدام وجودها مع حيوية الجسد الثوري وإحساسه بالواقع وعدم قبوله به وعلى استعداد لتنفيذ أي فكرة ناضجة في تحقيق أهداف الثورة.
يا أصحاب التسوية وحكومة الوفاق ورئيس الجمهورية عبد ربه منصور: الدائرة تدور عليكم إن لم تعملوا عقولكم بهوى الثورة وتمشوا على (حرف الدارس)، لا مشكلة أمام الثورة إلا أنتم الذين تسلمتم الجهد الثوري ثمرة ناضجة وها هي (تخفس) أمام أعيننا دون حفظ كما (ركنا) عليكم (طلعتوا) كلكم (فعاشيش)، (شكلحنا) (شنرجع) نعجن من جديد ثورة.
وااااااااااا عبد ربه الوضع بالصورة اللي ترى ليس ببركة سلطة لك أو دولة أنت على رأسها، إنه توازن طبيعي لقوى متباينة ولا وجود لك أو بصمة، أثبت دولتك، بعدين يكون هناك حوار واعتذار وغيره وكل شي شِسْبُر..
لسنا مع الحوار في مثل هذه الهلامية ولا بد من ديكتاتورية ووصاية النخبة حتى تولد مؤسسات الدولة وتبلغ الرشد... للأسف "لا توجد نخبة في اليمن..إنها تتشكل" فتحي أبو النصر.
يا عبد ربه الدولة أولاً نقولها محذرين... قبل أن تسمع ارحل تدارك أمرك يا عبد ربه، لا تتبع سنن من كان قبلك، فيضلك ويخزي الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء... انتبه! يا عبد ربه (عاد به شوية) احترام لك (اجزع سوا) وحقق أهداف الثورة وإلا (شتندم) ندامة الكسعي وامرؤ القيس... والله لنكملها ثورة ولا معانا شيء نخسره...
الانتصار للجنوب ـ أكره التقسيم جنوب وشمال ـ يكون ببعث أسس الدولة التي كان يعيشها الجنوب وطناً وأبناء الجنوب إخوةً ما قبل الوحدة لتكون مظلة اليمن يمن الوحدة والديمقراطية والدولة المدنية والنظام والقانون والقضاء على عقلية صالح التي دمَّرت الشمال مع الجنوب طيلة فترة حكمه في الشمال وما بعد الوحدة اغتصب الجنوب.
فمن يرى الحال وكأن صالح لا زال يمارس نفس السلوك وينعق بنفس الصوت كان شمالياً أو جنوبياً ليس إلا صالح الظاهرة التي تحتاج إلى تعقب ومتابعة العلاج الناجع حتى يشفى الوطن حساً ومعنى من ذلك المرض صالح.
07/07/1994م لها طرفان، فمن الظلم أن نحملها طرف الشمال ومن ينتصر للجنوب اليوم بعد توبة إن كان حقاً وصدقاً ما ألصق به (بدون صالح طبعاً فصالح غير مغفور له) وننسى طرف الجنوب، فمن يدّعي حَمْل القضية الجنوبية بتطرف هو وجه صالح الآخر.
اليوم الثورة أخرجت الوجه المقابل لأزمة وحرب صيف 94 صالح التخلف وقبيلة التخلف واللا دولة إلى اليمن الدولة والمدنية والنظام والقانون.
المظلومية ليست في حق الجنوب قد تكون تهامة أكثر مظلومية من الجنوب، الظلم وقع على اليمنيين قاطبة وإن كان هناك ظلم خاص في حق الجنوب أرضاً وإنساناً فلا ينبغي تهويله بما يخدم أجندية لا وطنية.. ابن الجنوب لا يحس بالمظلومية التي يتحدث عنها! أبوها (الزعبقة).