* السجارة الحادية عشر :
هذه الذكرى الثامنة عشر لذاك اليوم المشؤوم، ذكرى الحرب بين الإخوة في الشمال والجنوب، التي أشعلها في مثل هذا اليوم تجار الحروب، لا أجدني سوى منكساً جبيني في هذا اليوم ومنكساً هذه السجارة بين أصابعي المرتعشة وأرتشف حزني ووجعي.
×××
* السجارة الثانية عشر :
أتأمل حالنا، فمن أطال لحيته وأقصر ثوبه ودخل المسجد، أصبح وكيل الله، يكفر من يشاء ويزكي من يشاء.. سبحانك يا رب.. أنت أرحم بنا.. تغفر الزلات طالما لم نشرك بك أو نعتدي على حق أحد من عبادك أو نظلمه.. وأجدها فرصة لأبث رجائي إلى كل من يحمل في قلبه شيئاً علي أن يأخذ مظلمته ويسامحني.. ما أجمل التسامح مع الآخرين والعيش بسلام مع الروح.. وإلى إخواني المتطرفين سواءً أكانوا يساريين أو يمينيين: دعونا نحب بعض ونحب هذا الوطن بكل ما يحوي..
×××
* السجارة الثالثة عشر:
قرأت فتاوى كثيرة في تحريم الدخان.. نفثت الدخان وقلت بأن التدخين مكروه في نظري وضار ومؤذي ولست راض عن نفسي وأنا أدخن.. ولا أدري كيف تمكن علماء الأمة من تحريمها وتجاهلوا بان كلمة حلال أو حرام تتطلب أدلة دقيقة واضحة.. المعذرة يا معشر العلماء لم أقصد الإساءة، ولكن بين كلمة حلال وحرام والفصل بينهما ما ترتعد له الفرائص طوال العمر.. أنا معكم بأنها ضارة مهلكة.. قاتله، لكن من الأحرى بنا التأني لعمر طويل من البحث ، قبل تحليل أو تحريم شيء لم يذكره القرآن ولا السنة صراحة.
×××
* السجارة الرابعة عشر :
أشعر بأن الموت قريب ويجب الاستعداد له والتزود بالتقوى، فالحمد لله على نعمة الإسلام والشكر له بأن ولدنا على فطرة الإسلام وتربينا في ظل أسر إسلامية متدينة.. ربي اهدني إلى سبيل الرشاد وما يصل بي إلى الفردوس ولقاءك وأنت تنظر إلي بعين الرضا.. لا أحد سواك يا رب نلجأ إليك.. نتضرع إليك، رافعين أيدينا وكلنا ثقة بك فلا تردنا خائبين.. اللهم ألطف بنا وآمن روعتنا.. باسمك الأعظم الذي إذ دعيت به أجبت وإذا سألت به أعطيت.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.. نسألك أن تسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك..
×××
* السجارة الخامسة عشر :
رسالة قصيرة أبعثها مع أعمدة الدخان التي تزفرها رئتاي لأولئك الذين يحرمون الاختلاط بين الجنسين من دواعٍ دينية، أنا أقول لكم كونوا مؤمنين بحق واختلطوا بهن - أي النسوة - فإن كانت تكبركم سناً فاتخذوها أم لكم وإن كانت بعمركم فأخت كريمة.. وإن تصغركم سناً فابنة.. وبذا تصبحون سنداً لحرائر الأمة وشركاءنا في الحياة.. أما الدعوات التي تنبع من قلوب متسخة قذرة ومغلفة بوشاح من ران فلا تأتي بشيء.. إذا أصلحتم نواياكم ونشرتم الوعي بين الناس كما يدعونا ديننا لذلك فلا خوف من اختلاط ولا سواه.. الشيطان شاطر صحيح هذا.. والخلوة غير الاختلاط.. نحتاج لهؤلاء النسوة في طور التعليم الأساسي والجامعي هذا قبل كل شيء.. ولقد استطاعت وزارة التربية والتعليم فصل هذا الاختلاط.. ولكن في الجامعات لا تستطيع حكومتنا فعل هذا.. فهل نحرم الصبية - الحالمة بمستقبل رغيد يملأ حياتها نوراً - من مواصلة تعليمها.. هي فرصة - أي الاختلاط - لتنوير الصبايا ومساعدتهن في إتمام بناء الشخصية السوية.. بدلاً أن تتشكل عقد بين الطرفين وتصبح أي فرصة في المستقبل للاختلاط نتائجها وخيمة.. كما أقول دائماً نحتاج لقلوب عامرة بالحب.. فلو نبضت قلوبنا بالحب لن نؤذي جاراً ولن نقطع شجرة ولن نرمي بأعقاب السجائر في مكان غير المخصص لها.. ولن نتطاول على من يكبرنا.. وسوف نبعد الأذى عن الناس.. ونكون خير أخوة لتلك النسوة التي اختلطنا بهن وسنغنم هذه الفرصة لنعدهن أمهات في المستقبل ليصنعن أجيالاً أفضل منا..
×××
* السجارة السادسة عشر :
من كل قلبي أطلقها الدعوات تلو الدعوات للمحبة.. فبالحب وبالحب فقط تسمو أرواحنا ونصنع المستحيل.. "فبالحب نحيا ويحيا الوطن".. ممل تكرار أشياء عدة وتشابكها وتشعبها في هذه اللحظات.. العديد منكم سئم هذا.. لكن دعوات المحبة لن تضجر أحداً، بل يجب أن تستمر كنبض القلوب..
×××
* السجارة السابعة عشر:
اليمن بلد جميل وطيب ومعطاء، بلدنا هذه الكلمة المقدسة، كلمة من قلوبنا، من يتنكر لبلد كهذا ويستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير هو مسخ شيطاني لا محالة، اليمن توزع الحب والسعادة والإيمان والعطاء بكل ربوعها لكن منا من أحترف الجريمة وغطى قلبه الران، فأصبح يشوه هذا البلد.. مهما كثرت هذه العينة، فالقلوب المحبة ستظل الأكثر وللأبد بإذن الله.
×××
* السجارة الثامنة عشر :
حيرة مسكونة بغربة الروح.. أشعر بالرغبة الجامحة للانتقال إلى الضفة الأخرى، فربما كان الموت منقذي.. ربما توارى الآلام وتتركني في دعة، ممدداً في قبري حتى قيام الساعة..
×××
* السجارة التاسعة عشر :
أختنق بفعل هذا الدخان اللعين.. أتساءل كيف نقضي على أنفسنا بهذه الطريقة؟ أليس التدخين انتحاراً بطيئاً؟! تراودني مبررات سخيفة لولا هذه السجائر التي لم يتبق منها سوى واحدة فقط، كيف كان وضعي.. إنها أنيسة الوحيد.. ومصلحة الكيف.. ومساعدة على البوح والكتابة.. ما أسخف مبررات المدخنين.
×
* السجارة العشرون :
علبة سجائر "باكت" استقبلتها شفتاي ورئتاي خلال هذه الليلة.. روتين قائل.. وانتظار قوس النصر.. يرتفع آذان الفجر.. إنها الفرصة السانحة للتصالح مع النفس والعيش بسلام داخلي.. فعلي أن أغتسل وأذهب إلى أداء صلاتي وعدم التفريط بها.. فأنا ما خلقت إلا لأظفر برضوان الله والفردوس..
أحمد حمود الأثوري
على وقع دخان السجائر.. علبة دخان لأجل الثورة ( 2 - 2 ) 2197