هل يمكن للأمل أن يولد من رحم المعاناة أم أنه مجرد بصيص حلم يراود من تكتظ بهم الآلام والهموم؟! ما لمسته أثناء مشاهدتي لإحدى مشاهد مسلسل تعرضه إحدى القنوات المصرية والذي يتناول تفاصيل وأحداث الثورة المصرية والذي ما انتهى المشهد وتلاه فاصل إعلاني استفزني لأغير القناة إلى أخرى تعرض كلمة للرئيس المصري المنتخب د.محمد مرسي ولهجته أقرب إلى الإصابة الكاملة بالأمل المُفرط ، مشاهد تفيض بالأمل ما إن سمعتها حتى أقشعر بدني خاصة مع بعض الجمل التحفيزية للأمل والتسامح والتي أثلجت صدري (أنا اليمنية) فما بالك بالمصري ذاته ، وبات الأمل يَنصب صباً كلما لمستُ الفرح والتفاؤل في أي وجه مصري أصادفه وبتُ أتساءل بغبطة: (متى سنفرح نحن اليمنيون كما فرحوا ويغمرنا الأمل من كل جانب بيمنٍ جديد ..يمن خال ٍ من الإرهاب والمكايدات ، يمن سعيد بسعادة أبناءه بعد أن خضّبوا إبهامهم بالأمل والفرح ومنحوا الرئاسة لرجل يستحق الثقة بغض النظر عن طائفته ومذهبه ، رجل يحب اليمن لأنها اليمن ، رجل يلم شتات القلوب تحت سقف وحب الوطن ..رجل لن أقول يشبه مرسي ولكني أطمح بأن يكون أفضل منه فمازال د.مرسي في بداية ولايته ولم نلمس له حتى الآن سوى بث الحماسة والأمل في أرجاء مصر العربية ومحاولاته لجمع شمل المصريين على حب وبناء مصر واحتواء مشاكل شعبه، خاصة من يقطنون ميدان التحرير، ولعل قراراته الرئاسية الأولى بداية مبشرة للمصريين ولمصر، ومازلنا نترقب ما الذي سيحققه لمصر ولشعبه وهل سيفي فعلاً بما وعد َبه شعبه أم ستظل حبراً على ورق خطاباته؟، على كلٍ الأيام القادمة بلا شك كفيلة بتوضيح الرؤية أكثر..
كانت أقوى المواقف التي تبناها د.محمد مرسي والذي عمّق الأمل أكثر حينما رد على رسالة تهنئة بعثها بشار الأسد هنأه فيها على رئاسة مصر والذي جاء في الرد عليها:
(بالإشارة إلى موضوعكم أعلاه والخاص بالتهنئة.. نرفض قبولها ولا نعترف بشرعيتكم.. ومن يمثل السوريين هم الجيش الحر ومجلس قيادة الثورة.. عاشت سوريا حرة أبيه، إمضاء "محمد مرسي")..
كان رداً يستحقه الأسد كصفعة ربما تُيقظه بعدها من وهم (الشرعية) الذي مازال يتوّهمها، فبعث لمرسي تهنئته ولكن "ما فيش فايدة يا صفيه!"..
ما أود الالتفات إليه هو أن مصر الجديدة هي أمل جديد لبقية الدول العربية والتي مازالت تتنفس الثورة أو تحت وطأتها على أمل أن تفرح يوماً كما فرح مصر ومن يهتم بأمرها ..
الأمل مرجو لنا نحن اليمنيين في أن نحذو حذوهم ونسعد كسعادتهم ونتوّحد كوحدتهم وكذلك الحال لسوريا الصمود فمازال الأسد وزبانيته ينهشون جسدها الطاهر خوفاً من دماء لا تعرف الهزيمة ومع ذلك فالأمل باقي في أن تعمّد هذه الدماء دروباً للحرية فتنتزعها وتدق أجراس الفرح والحياة الآمنة لسوريا أرضاً وشعباً والأمل ليمننا كذلك.
أحلام المقالح
مَصر الجديدة.. أمل جديد 2093