آية من آيات الله الكبرى تتحقًّقُ في مصر العروبة والإسلام ، وذلك بعد أن فاز الإخوان وزُرِعت في طريقهم الألغام ، وتم انتخاب مرشح الثورة الدكتور المهندس / محمد محمد مرسي رئيساً لمصر في مشهد مهيب لثورات الربيع العربي ، تأملت في هذا المشهد وفكرت ملياً وقلت : يا سبحان الله المسجون رئيس والسجَّان حبيس! ورددَّتُ قول الله عز وجل في محكم الآيات والتنزيل : " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتُعِزُّ من تشاء وتُذِلُّ من تشاء بيدك الخيرُ إنَّك على كل شيءٍ قدير" آل عمران آية 26 وقوله سبحانه وتعالى : " إن يمسسكم قرح فقد مسَّ القومَ قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين " آل عمران آية 140 وقوله تعالى : " ونريد أن نَمُنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونُمَكِّنَ لهم في الأرض ونُرِي فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " القصص آية 5-6.
وإن كان هناك من فضلٍ لصعود الدكتور مرسي إلى سدًّةِ الحكم في مصر الشقيقة فالفضل لله سبحانه وتعالى ثم لحركة الإخوان المسلمين بتنظيمها الرائع وحملتها الموفَّقَة ثم لشباب 25يناير 2011م شباب الثورة الروح المتوثب والدَّم المتدفق والقلب الحي النابض والعزم المتين القوي ومظهر الحيوية والنشاط وهم في كل الثورات العربية عامل نجاح وفي كل معركة نماذج فداء بقواهم تُوطَّدُ المثل الإنسانية والقيم الأخلاقية وبطموحهم تتأكد العزة والكرامة والحرية والمجد والنصر.
إن إيمان الشباب قوة فعَّالة تصنع الأعاجيب، وتحقق أهدافاً يعجز عن بلوغها الضعفاء الأذلَّاء المهازيل, هذه القوة تستطيع أن تقرر مصائر الشعوب ترفعها إذا شاءت إلى أعلى درجات الرقي والمجد وتدفعها إلى طليعة الأمم المتحضرة الراقية وعلى نشاطها يتوقف مستقبل الإنسانية وحضارتها ونهضتها وريادتها وحاضرها.
هؤلاء الشباب الأحرار الثائرون عقدوا العزم على مواصلة الكفاح والنضال حتى يبلغوا أعزَّ الآمال بالمساهمة الجادَّة والفعَّالة في نهضة بلادهم وأوطانهم وذلك من خلال عدم خضوعهم لقوى البطش والسيطرة والطغيان والظلم والتجاوز والعدوان والبغي والإفك والبهتان.
إن الأمة في ماضيها المشرق الغابر وحاضرها الطاهر الثائر وضعت ثقتها الغالية في الشباب وأسندت لهم من الأعمال أخطرها ومن القيادات أعلاها وتُعلِّق آمالها في أعناق شبابها وتعتمد على سواعدهم في تذليل العوائق التي وضعها الاستعمار وأذنابه وأزلامه وعملائه في طريق التقدم والنهضة المنشودة وصدق الشاعر حيث قال :
حيِّ الشباب ووفِّهِ الإجلالا                                واعقد على عزماته الآمالا
أمل البلاد في رقي شبابها                               إن كان حيَّاً لا تخاف زوالا
ـــ في الختام نشفق على الرئيس الدكتور / محمد مرسي لتحمُّله هذه المسئولية الجسيمة والأمانة الثقيلة الذي أُنتُخِب َعلى أساسها ووُكِّل بها ونتمنى له تحقيق النهضة الشاملة لمصر وتنفيذ برنامجه الانتخابي الذي وعَد به شعبه وأن تكون القضية الفلسطينية من أولى أولوياته وفتح معبر رفح على مصراعيه دون عوائق أو قيود وكذا المساهمة في رفع الحصار عن غزة الشموخ والعزة ، سائلين المولى عز وجل له التوفيق والنجاح والسداد في مهامه وأن يحفظ مصر وشعبها ويحفظ البلدان التي قامت بها الثورات الربيعية من كل سوء ومكروه وأن يُمَكّن للمخلصين الصادقين المؤمنين في كل مكان بعيداً عن تآمرات المتآمرين وكيد الكائدين ومكر الماكرين وخيانة الخائنين ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

للتأمل :
يا مصرُ يا دوحةَ الدنيا وهامَتَها
                             يا أمةً تصنعُ التاريخَ مُذْ دأبا
اليومَ تحتفلُ الدُّنيا بما صنعتْ
                            يَدُ الشَّبابِ وشعبٌ يصنعُ العَجبا
للهِ شَعبِك أرسى صَرحَ عِزَّتهِ
                           بفوزِ "مرسي" رئيساً جاء منتخَبا
لا حكمَ للفردِ بعدَ اليومِ في وطنٍ
                            الحكمُ للشَّعبِ من قَاسى ومن تَعِبا
يا مصرُ يا كوثَرَ الدُّنيا وجَنَّتَها
                           اليومَ نشدوا بنصرٍ لن يَضيعَ هبا
                                          الشاعر الثائر المبدع / هائل الصرمي

Shab15@yamil.com