;
محمود الحمزي
محمود الحمزي

وانتصرت مصر والربيع العربي 1988

2012-07-04 02:43:34


أول انتظار حقيقي لنتائج الانتخابات ولأول مرة يكون للانتخابات الرئاسية طعم مختلف وجديد.. ولأول مرة تغمرني فرحة لا يتسع لها مكان في لحظات فارقة في تاريخ الربيع العربي عند سماعي إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية، ليس لانتمائي لحزب بعينه أو جهة ما بقدر انتمائي لحزب الثورة والوطن اللذين هما أكبر من كل الأيدلوجيات والأشخاص ومقومات التعصب المذموم، وأخيراً أعلن عن فوز مرشح الربيع العربي والذي تعرض لحملة ظالمة وممنهجة من قطاع واسع ومؤثر من قوى عدة محسوبة على بقايا الأنظمة السابقة وعلى القوى الثورية والتي تخوفت من التيار الإسلامي ، وجعلت منه بعبعاً مخيفاً، رغم أنه كان الدينامو الحقيقي للربيع العربي وبعيداً عن ذا وذاكـ فقد فازت مصر ومن خلفها الشعوب العربية التواقة للحرية، ولم يعد الشارع العربي انتصار مرسي انتصاراً للإخوان فحسب، لكنه انتصار لكل قيم ومعاني وأهداف الثورات العربية، ورغم إيماننا بعدالة قضيتنا (حرية، كرامة، عدالة اجتماعية) فإن المشوار طويل ولم ينتهي بعد، إلا أن فوز مرسي برياسة مصر، الكنانة وأم الدنيا وملهمة الأحرار سيشكل دعماً نفسياً ولوجستياً عالياً في مسار الربيع العربي الذي وضع حرية الإنسان وكرامته كقيمة ضرورية لا يمكن التفريط فيها، ورغم كل العوائق والعراقيل التي رافقت مسار الربيع العربي وازدادت بشكل أكبر وأخطر أثناء السباق المحموم على رئاسة مصر، لكن الربيع العربي ومعهم الإخوان المسلمين والذين أعطوا نكهة رهيبة للربيع العربي وبدونهم لا معنى للثورات أو الانتخابات، فهكذا تتحدث الحقائق ويقول لنا الواقع، بل إنني لأول مرة أجد فرحة كبرى تجتاح كياني ولا أستطيع مقاومتها بعد فرحة مماثلة عشتها أثناء تنحي مبارك وهاهي البهجة والسعادة العظمى في نفسي ونفوس الكثير من الثوار وهي فرحة بحجم السماء لا حدود لها.
وشخصياً أتمنى أن يتجاوز الإخوان محنتهم الحالية بتحقيق تطلعات الجماهير العطشى لتحقيق شعاراتها، وبفوز مرسي رسميا يعلن عن وفاة نظام مبارك رسمياً وقبله شعبياً، ولن يهدأ الفلول وأتباع وأنصار النظام السابق وكل القوى الدولية التي لا تتمنى أن يصلها رياح الربيع العربي، لن تهدأ من تعكير فرحة مصر بانتصاراتها، وسيعملون جاهدين لإرباك مرسي من تحقيق برنامجه الانتخابي، وعلى الرئيس المصري الجديد أن يستوعب المرحلة التي هو فيها جيداً، خصوصاً وأن الفارق بينه وبين شفيق كان قليلاً، لذا ينبغي احترام الكتلة الجماهيرية العريضة التي لم تصوت له ومراعاتها باعتباره رئيساً لكل المصريين، ولكن ليس على حساب برنامجه الانتخابي الملزم به شخصياً أمام الشعب، وعليه الاهتمام الجاد بأهداف ثورة يناير العظيمة وتجنب الانتقام السياسي الذي سيوصل مصر إلى طريق مسدود في حال أن تم تطبيقه لا قدر الله، وأعتقد جازماً أن الإخوان يدركون طبيعة وحساسية المرحلة أكثر من غيرهم وسيكونون عند حسن ظن الشعب بهم، فلطالما تعرضوا للاضطهاد والتضييق والسجون وسلسلة طويلة من الانتهاكات في عقود مضت، فصبروا وصابرو وانتصروا في محنتهم وما تقوله التنبؤات والتكهنات بأنهم سينجحون في محنة المسؤولية وإنقاذ مصر والعالم العربي وهم أهل لذلك .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد