ما أكثر سبل زرع التناقضات وما أسهل الوقوع فيها حين كان نظام صالح يلعب على إضعاف الخصوم وتفريقهم بطرق الإشاعات وتأليفات تنطوي على التمويه والإخفاء والإقصاء من أجل تحطيم الوعي بزرع التناقضات بزمننا هذا المليء بالقضايا الخلافية والظواهر المعقدة، ليتمكن هذا النظام من الالتفاف على القوانين وتشتيت الانتباه عن الأمور الجوهرية، ليتسنى له اللعب فينعم بحماية الدولة وتضليل الإعلام المقروء والمرئي الذي من خلاله تفشى وباء معجزة القائد الخارق الرمز الأسطورة باني الوطن ذي الخطب الرنانة (فاااااااااااااااتكم القطار ) وخطب كثيرة يغلب عليها طابع التهكم ذو الصوت المرتفع، خطب مؤرقة لا تجد صدى لها من جراء تكرار التكرار، خطب يكره فيها المجتمع حتى بلاغة الكلمة فما بالك بعماء المعاني المنفرة لمن يسمون بزعماء لا يجيدون إلا ثرثرة القول لإحداث بلبلة وحيرة ليس إلا، تضيع الآراء المتسمة بالنقد والتقييم وسط جيوش من تناقضات الأفعال والآراء وبذلك يصل الرأي العام إلى طريق مسدود، فيترك السياسة يأساً لتلتهمه الشائعات وينبهر بالاحتفالات المضللة.
لابد أن يعي المجتمع مدى سعار النظام ومن لف لفهم وكلما يحاك حالياً هو زرع التناقضات ليصبح الشرخ الاجتماعي في حالة دوام قائم... ثم إلى أين ترمى السهام؟!.
وعن تحالف المشترك ـــ ترمى السهام بدرجة أساسية إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح بدافع الغيظ من جهات سرية تتبع النظام بأسلوب معروف حين أدركوا أن هناك منهجية تسير حزب التجمع اليمني للإصلاح سيراً مرتباً وبإطار عام ومتماسك بما لديه من بنية تنظيمية محكمة الترابط والتراتيب والقدوة والالتزام بقيادة نخب سياسية عالية الكفاءة أنهم رجال بواسل يعملون بصمت المؤمن ومازالوا، فمنذ 2000م إلى يومنا هذا استطاعت هذه النخب مواكبة العصر بالنظرة إلى الأمام لترسم لحزبها خط فكرٍ سياسي جديد مفعم بالتنوع الثقافي على مستوى حياته الداخلية والمجتمع المحيط أعضاء وأنصار من أعلى قمته إلى وحدة بنائه الأساسية (الفرد) وصولاً إلى التفكير العقلاني للشروع بالذهاب إلى الدولة المؤسسية وشكل الحياة التي تلائم وتلبي احتياجات وطموحات الشعب اليمني الموحدة وتهيئة الظروف الكفيلة لتحسين مستوى معيشته بكل المجالات والخروج من تحالف نظام سلطات بلا حدود، والاستبدادية العسكرية التي ألحقت أبلغ الأضرار بهذا البلد ووحدة شعبه.
الأفضل من رائع أن التفاعل ظل قائماً بين نخب التجمع وأعضائه وأنصاره وتولدت من خلال هذا التفاعل قناعات مرسخة مفادها أن لا يقود هذا البلد نظام متفسخ يخالف دينهم واستقامتهم ومنهج حزبهم.
إن إحساساً عظيماً كهذا تولد بين نخب هذا الحزب وأعضائه لم يأتي من فراغ، بل من فهم استراتيجي..
لم يعد هناك مجال لافتراس الوطن بحجج ومسميات واهية ولا هذا سلوك إنساني دعت إليه الأديان.
دونما تعب اخذ لدى التجمعيين كافة المشدودين إلى الحياة الإيجابية وخير الوحدة تذكر صانع الخطوة الأولى للوحدة وما ألحقته الدعاية وكل أساليب التنكيل والمحاربة لحزب كالاشتراكي الذي لم يقترف أي خطأ سوى أن لديه أفكاراً متقدمة بحجم وطن على الرغم مما جرى له ونال ما نال كان ولم يزل الاشتراكي ثابتاً, وفي تلك الأثناء كان الاشتراكي في تشكيلة تحالف مجلس التنسيق وبجانبه الناصري واتحاد القوى الشعبية، ليتم بعد ذلك إقامة تحالف بحجم كبير يحمل قضية وطن (اللقاء المشترك ) .
لقد قاد نظام صالح نشاطاً محنياً بين الأحزاب والأحزاب والشعب والشعب والمؤتمر وما إلى ذلك... فتراكمت المحن على جميع طبقات المجتمع وفي مختلف نواحي الحياة ظناً منهم أن تصدير المحن يزيد من بقاء نظامهم، نجح إلى حين نجاحا وهمياً غير مشرف سرعان ما حدث العكس وحدت كتل الشعب المنتظمة وغير المنتظمة المحن فلم يعد مبرراً ولا مقبولاً أن يحتوي الوطن الموحد فرداً.
المشترك كيان فاعل ومؤثر مر بمحطات عديدة وبخطوات متقدمة إلى ما قبل الثورة المباركة وكان لتشكيل لجنة الحوار الوطني الجامعة لكل فئات المجتمع اليمني أثر بالغ كذلك وأعضاء مجلس النواب ولجنة الحوار الوطني اللمسات الأولى للدعوة إلى الهبات الشعبية.
إن العقل قادر على التحليل واستيعاب المتغيرات ليكون فكراً راجحاً وأرحب وأعمق من خلال الإطلاع والمقارنة لمجابهة الشائعات المغرضة التي تمس وتشكك بدور حزب التجمع اليمني للإصلاح الهام لنصل جميعاً من خلال طرح الأسئلة التالية:ـ
ما الذي حدث؟ وكيف تشكل وعي النضال السلمي وبهذا الحجم الكبير في الساحات كلها؟.. في المقابل تبرز لدينا توجسات أن النظام في ظل الثورة كان لديه كثير من مقومات الردع! ولديه إعلام مرعب ومدلس للحقائق!! وعلى الرغم من كل هذا امتلأت الشوارع بجماهير الشعب، حيث لم يكن هناك موضع لقدم، رجال، ونساء، ومن جميع الطبقات، ألفت بينهم المعاناة فأصبحوا كتلة واحدة تتحرك بموال واحد وتصرخ بصوت واحد (الشعب يريد إسقاط النظام ) إنها إرادة الشباب الثورية وكل فئات الشعب.
هل لمن يقول أن هذا الضمأ العظيم للحرية أو الإخلاص والأمانة أو التعبير عما يحدث من ظلم في الواقع كان الباعث الأول؟ نعم دون إقرار كامل، فهناك تفاصيل أخرى تبين أن هناك كيانات حاضنة لثورة الشباب نظمت الإرادات تنظيماً راقياً على خوض كل الصعاب ومجابهة كل المفاجآت بدقة وبسرعة تصرف وذكاء حقيقي، الكل شكل ثورة من نصب الخيام والمعلمين والأطباء والمحامين والشباب والحرائر والإعلاميين والعسكريين والرسامين والمصورين والفنانين ومراسلي القنوات الفضائية والرياضيين وكل منظمات المجتمع المدني.
كذلك للمشترك دور هام وفاعل تتوج من خلال الحوار الذي جنب البلد الحرب الأهلية وبرهن أن المشترك لديه نخب تصرفت بكفاءة عالية ودبلوماسية لغدٍ أرحب حباً وأرحب صدقاً.
رئيس فرع اتحاد القوى الشعبية بالضالع
عضو مجلس الشورى للاتحاد
عضو تنفيذية مشترك الضالع
عبد الله مقبل السلال
المشترك... أفكار متقدمة بحجم وطن 1820