بدونه تصبح الحياة كصحراء مقفرة لا يسكنها إلا الوحوش ولا ينبت فيها إلا الشوك وإذا خلت منه القلوب تحول أصحابها إلى مخلوقات مفترسة، القوي يأكل الضعيف والكبير لا يرحم الصغير..
بدون حب لن تشعر بلذة العبادة والانقياد لله ولن تذوق حلاوة التذلل وأنت ساجد بين يديه سبحانه وستصبح صلاتك مجرد حركات وتمتمات ليس لها معنى..
وبدون حب لن تستطيع أن تتعايش مع غيرك، فتغفر له أخطائه وتتجاوز عنه زلاته وتتقبله على اختلافه معك.. بدون حب تضيق البيوت بساكنيها، فتلفظ بهم خارج جدرانها مشتتين متنافرين لا يكاد يعرف بعضهم بعضا.. وبدون حب يضيق الكون وتتلاشى مساحات الأرض ويصبح الوطن على اتساعه لا يكفي لوجود أثنين فوق ترابه، لذا يحاول كل منهم التخلص من الآخر ليبقى هو وحسب.. وبدون حب لن نستطيع أن نبني وطناً نفخر به ونعيش فيه بسلام.
إذا غاب نجم الحب عن سماء الأرواح أظلمت النفوس وأصبحت الحياة ليلاً دائماً لا يجد النور طريقاً يصل منه إلى عقول البشر.
الله سبحانه وتعالى يحب عباده، لذا فهو يغفر ذنوبهم ويصبر على طول عنادهم ويسترهم وهم يعصونه ويرحمهم وهم يجافونه وحين يرجعون إليه يفرح بهم ويبدل سيئاتهم حسنات وهو الغني عنهم ونحن كلنا عبيد على أرض الله نتربص ببعضنا بعضا ونتناحر على ما ليس ملكاًَ لنا.. فقط لأننا أفرغنا كلمة الحب من معناها الشامل والواسع الذي أمر به رب العزة حين قال(( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلهً على المؤمنين أعزةً على الكافرين)) وحصرنا هذه المعنى العظيم في حب الشهوات وحسب.. والأمر سهل وبسيط للغاية ولا يحتاج لأكثر من أن نتفق جميعاً على أن يكون الحب هو دستور القلوب والرحمة قانون النفوس والصدق هو لغتنا الرسمية.
نبض الحروف... أنت إنسان وأنا إنسان فلنتعامل من هذا الإطار بكل صفات الإنسانية له أخطاء ولك مثله وفيه عيوب وأنت كذلك.. فعلاما كل هذا الغرور؟.