سنة إلهية وعملية ديناميكية تسري وفقاً لإرادة القدر المكتوب منذ الأزل أن الدنيا هي حلبة الصراع بين حق وباطل فلقد جاء نور حق الربيع اليمني كسفينة نوح تمخر عباب باطل بحر ظلمات الهيمنة والاستحواذ ففي ثورتنا خرج ماردها من بين رمال اليأس ينفض عنه غبار الذلة والهوان فسارت الجموع بخطى واثقة أعيت جبابرة العسكر وفرقت جمعهم حتى سقط هبلهم الأكبر وتهاوت حصون عمار وإذنابهم النفعية وما أغنتهم قصورهم شيئا.
وهنا تغيرت الإستراتيجية الصالحية المناوئة للتغيير فحولت الحرباء المستبدة لونها من القوى الضاربة المستقوية إلى قوى ناعمة بثورة بيضاء مضادة أكثر إيلاماً واعتي صلابة، فتمترس القوم خلف شخصيات مستقلة، الثورة لديها تركة له فيها نصيب وتتعدد صورها شبيه بحية رقطاء تبدل ثوبها النفاقي وتمثل هذا مؤخرا بأولئك الذين يحشرون أنفسم باسم الثورة ليشاركوا بالحوار الوطني وهي منهم براء وما عرفوا الساحات إلا بتقارير إخبارية مدفوعة الآجر من أسيادهم ولقد حكى ربنا عنهم (ويحلفون بالله أنهم لمنكم وما هم منكم) وأحياناً تفتري ألسنتهم الكذب بإشاعات مغرضة ويوم أن تجادلهم ببعض انجازات المرحلة لو رؤوسهم وراحوا يصدون بجبهات إنقاذ الثورة من حملة الحق الألهي المقدس وحملة الحق الانفصالي وكثرت اللافتات الانتهازية فعقروها بقولهم حسناء(ويوم ان يكثر الطباخون يفسد اللحم)وليس هناك عندهم انجاز تحقق وما يعد به النخبة المناضلة هراء وابتزاز والثورة مسروقة فلا عجب فقد رضع هؤلاء الابلسة السياسية مع معلمهم الأكبر، فيوم الأحزاب النبي الكريم يبشر القوم بفتوحات إلهية وهو يضرب الصخر وهم في أحلك اللحظات.
فيارفاق النضال السير إلى النصر الأكيد وبلوغ الثورة نصابها ليس ادعاء ولكن من يرنو إلى معشوقته الحسناء( اليمن) بمستقبل بأبهى حلة لا يغله المهر بصبر ومثابرة وثبات يتبعه نظرة ثاقبة لتحليل الأحداث والشائعات فالثورة في غنى عن الذين يتلقون الاكذوبة بنظرة سطحية وفهم قاصر ولنا في ساحة التحرير والمرابط المصري فيها قدوة فرغم أنهم واجهوا ترسانة من الإشاعات المغرضة للفلول لكن مشجع منتخب الثورة لم يلتفت لتلك الترهات حتى قالها في التصفيات النهائية الكابتن ((مرسي)):خذها وأنا ابن بلدي فكانت الضربة القاضية في مرمى
(شفيق)!
ونحن الآن هنا في مباريات النصف النهائي، فمعاً لتحقيق الأهداف من هيكلة وحوار ولن تنحرف بوصلة تشجيعنا مادام أن مرجعيتها الأهداف ولو نلتفت لكل ناعق من سدنة النظام البائد (ولو همينا العصافير ما زرعنا دخن)..
أمين الحاشدي
الثورة المضادة ومباريات النصف النهائي 1823